نشرالمغني الإماراتي حسين الجسمي، قبل أيام، على قناته في يوتيوب، أغنية جديدة بعنوان "حبيتها". وما كادت الأغنية أن تنتشر، حتى أعرب عدد من المتابعين اليمنيين وبينهم مثقفين وأعلاميين، عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أن لحن الأغنية مسروق من التراث اليمني الحديث، على عكس مزاعم الجسمي الذي نسب اللحن للفلكلور الإماراتي.
كشف متابعون يمنيون، سرقة المغني الإماراتي حسين الجسمي للحنٍ يمني، ونسبته لما أسماه "الفلكلور الإماراتي"!
وأشار مغردون يمنيون إلى أنهم يعرفون هذا اللحن جيدًا، وقالوا إنه يمثل جزءًا من ذاكرتهم الثقافية، وهو نفسه اللحن المُستخدم في أغنية "عيني تشوف الخضيرة" للمطرب اليمني الكبير أبو بكر سالم، واللحن من تأليف الموسيقار اليمني الراحل حداد بن حسن الكاف. كذلك لاحظ اليمنيون تطابقًا كبيرًا في كلمات الأغنيتين، وحملوا بشدة على الجسمي الذي حوّر كلامًا مكتوبًا لتمجيد اليمن وأهلها، وحولّه لتمجيد العاصمة الإماراتية أبوظبي.
اقرأ/ي أيضًا: بعد الثورات.. أزمة الغناء العربي إلى أين؟
وبعد ساعات قليلة من نشر الأغنية، والبلبلة الكبيرة التي أحدثتها، حذف الجسمي الأغنية ثم أعاد نشرها مجددًا مع إجراء بعض التعديلات في المعلومات المتعلقة بها. وكتب على حسابه بتويتر: "مع وافر الحب والاحترام، يشرفني أداء الدان الحضرمي الأصيل"، ثم أشار إلى اسم الملحن الحقيقي حداد بن حسن الكاف.
وكان نجل مؤلف اللحن، عبد القادر الكاف، أعلن أنه تواصل مع مدير أعمال الجسمي بشأن الأغنية، وأبلغه بأن لحنها يعود للشاعر والموسيقار الحضرمي المشهور حداد بن الحسن الكاف.
في حين انطلق عدد من المدونين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من حادثة أغنية الجسمي "حبيتها"، وحذفها وإعادة نشرها مع التعديل؛ للحديث عن تاريخ سرقات الألحان والكلمات من التراث اليمني. حيث إن لليمنيين تجارب مريرة في هذا السياق، فأشار رئيس البيت اليمني للموسيقى فؤاد الشرجبي، إلى قيام فنانين إماراتيين بسرقة ألحان غنائية يمنية، وتقديمها على أنها جزء من "الفولكلور الإماراتي الشعبي"، متجاهلين حقوق الملكية للمؤلفين الحقيقيين لهذه الأعمال.
الشربجي الذي كان من أوائل من فضحوا سرقة لحن "عيني تشوف الخضيرة"، أكدّ أن هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الجسمي بالذات على الأعمال الفنية اليمنية، فسبق له أن سرق ألحان الأوبريت اليمني الشهير "خيلت براقًا يلمع" وأسقطه على كلمات جديدة، وغناها في مناسبة وطنية إماراتية، دون أية إشارة إلى الجذور اليمنية لهذا اللحن.
وتوجّه الشرجبي إلى الجسمي قائلًا: "أي تراث تتحدث عنه يا جسمي؟ إحفظ الأمانات إذا كنت محسوبًا على زمرة الفن والمبدعين وسفراء السلام".
من جهة أخرى، ربط عدد من النشطاء اليمنيين بين سرقة الجسمي، وقبله عدد من الفنانين الخليجيين للألحان اليمنية، وبين سرقة الثروات والأراضي والاعتداءات العسكرية وغير العسكرية التي يتعرض لها اليمن من جيرانه. فكتب يونس عبد السلام: "واحد يسرق الأرض، والآخر يسرق الأغاني، كل واحد في مجاله، هذا ما يقدر عليه الجسمي".
وغرد آخر على تويتر: "الامارات لم تكتفي من سرقة نفط اليمن، طيور اليمن، أشجار اليمن، مطارات اليمن، موانئ اليمن، شباب اليمن، مرجان جزر اليمن؛ بل سعت إلى سرقه أغاني وألحان اليمنيين وأناشيدهم ونسبها للإمارات، يعني الذي ماعنده أصل يسرق له أصل من اليمن. حسين الجسمي سارق اللحن اليمني"
لم تكن هذه المرة الأولى التي يسرق فيها الجسمي لحنًا يمنيًا، فسبق وأن فعلها بسرقة ألحان الأوبريت اليمني الشهير "خيلت براقًا يلمع"
ورغم أن حسين الجسمي حذف الأغنية سريعًا محاولًا الخروج من المأزق، إلا أن الجمهور لم تنطل عليه هذه الحركة، خاصةً وأننا نتحدث عن شخصٍ صاحب سوابق في هذا الأمر، وعليه فإن الانتقادات التي طالت الجسمي مبررة. ومن غير المقبول بالمبدأ سرقة أية قطعة موسيقية لما في ذلك من اعتداء على حرية الملكية، فكيف إذا كان الحديث عن جزء من التراث الشعبي الذي يمس الوعي الجمعي لبلد بأكمله؟!
اقرأ/ي أيضًا:
"علّم قطر".. فصل جديد من الرداءة الفنية في خدمة الدناءة السياسية