وراء "عز الدين" قصة تستحق أن تروى. قبض عليه بتهمة التحريض على التظاهر، ونشر فيديوهات على الإنترنت تحتوي ألفاظًا نابية مسيئة لمؤسسات الدولة. بينما التهمة الحقيقية أنه شارك في فيديو "السيسي رئيسي.. جابنا ورا"، الذي يسخر من قرارات النظام الأخيرة.
"عز الدين" عضو فريق "أطفال الشوارع"، الذي صدر قرار بضبط وإحضار أفراده الستة، لسخريتهم من الحالة السياسية بالقاهرة، وبعد ساعات من القبض عليه، والتحقيق معه في نيابة ضاحية مصر الجديدة، بصحبة عدة محامين حقوقيين، منهم محمود عثمان، تمَّ إخلاء سبيله بكفالة عشرة آلاف جنيه مصري، وذلك بعد قرار إجرائي بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
قررت النيابة العامة، يوم الاثنين 9 أيار/مايو، الطعن على قرار قاضي المعارضات بإخلاء سبيل المدعو عز الدين خالد، عضو فريق "أطفال الشوارع"، على ذمة اتهامه بالتحريض على التظاهر
كان طبيعيًا أن يخرج عز الدين، ينفض عن نفسه تراب الزنازين، ويعود إلى بيته بعدما ثبت بالدليل أنه لم يوجه إساءة لأحد، لم يخطط لقلب نظام الحكم، كل ما في الأمر أن دمه خفيف، وأراد أن يستعرضه على الجميع، ويتحدث عن نفسه وأحلامه وطموحاته وهزائمه وفق ما قاله أعضاء الفريق في برنامج تليفزيوني سابق حين سئلوا: هل لكم ميول سياسية أو تخططون لإنتاج "فن سياسي"؟
أقرأ/ي أيضًـا: مصر.. السلطات تطارد "أطفال الشوارع" بسبب "فيديو"
كان الردّ ساخنًا: "احنا في مجتمع لما تتكلم عن مشاكلك فيه، بيعتبروه كلام في السياسية، لكن الحقيقة إننا بنتكلم عن نفسنا".
ما جرى في الساعات التالية لإطلاق سراحه كان مختلفًا. إذ قررت النيابة العامة، يوم الاثنين الـ9 من أيار/مايو، الطعن على قرار قاضي المعارضات بإخلاء سبيل المدعو عز الدين خالد، عضو فريق "أطفال الشوارع"، على ذمة اتهامه بالتحريض على التظاهر ضد مؤسسات الدولة.
ووفقًا لمحامي المتهم، محمود عثمان، فمن المقرر تحديد جلسة لـ"عز الدين" خلال 24 ساعة للنظر في استئناف النيابة العامة. لكن لم تكتفِ النيابة بذلك. كانت أصدرت قرارات "ضبط وإحضار" للخمسة المتبقين من "أطفال الشوارع" لملاحقتهم من جانب أجهزة الأمن، للتحقيق معهم في تهمة "الدعوة للتظاهر ضد مؤسسات الدولة". والخمسة هم: محمد يحيى، 33 عاما، ومحمد عادل، 25 عاما درس بكليتي العلوم والإعلام، ومحمد سوري، 22 عاما، طالب بكلية تربية موسيقية، ومصطفى زين، 24 عاما، خريج كلية الزراعة، وميدو جابر، 23 عاما، طالب بكلية "تربية فنية".
أقرأ/ي أيضًـا: "قضية التخابر" ..ادعاءات هشة وأحكام مغلظة
ونقلت مصادر حقوقية أن قوات الأمن المصرية ألقت القبض على جميع أعضاء فرقة "أطفال شوارع"، ولم تتوفر أي معلومات أو بيانات رسمية حول الواقعة، أو الإجراءات المنتظرة. في حين كتب المحامي طارق العوضي يوم الاثنين على صفحته بموقع فيسبوك إنه تم القبض على جميع أعضاء الفرقة، موضحًا أنهم حاليًا في قسم شرطة السيدة زينب بالقاهرة.
باسم يوسف: "جدع يا بلحة. دكر والله. بتقبض على عيال بتعمل فيديوهات يوتيوب، مش كفاية واحد منهم خدتهم كلهم.. فعلا انت مبتخافش"
فيما قال مصدر أمني لـ"الترا صوت" إنه سيتم إحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم فيما هو منسوب إليهم من اتهامات بتسجيل فيديو مسيء ومحرض ضد الدولة، ومن المرجح إطلاق سراحهم كما جرى مع زميلهم عز الدين.
"أطفال شوارع" يصفون أنفسهم عبر صفحتهم الرسمية على موقع "فيسبوك" بأنهم "شباب يعملون بالمسرح، قرروا تصوير فيديوهات في الشوارع بأفكار مجنونة مضحكة"، كما أن الفرقة تحاول الوصول بالمسرح إلى الناس الذي لا يستطيعون الذهاب إلى المسرح، وخاصة الأماكن الأكثر فقرًا، من خلال تواجدهم في أحد الشوارع المظلمة، وغالبًا تقع بمنطقة وسط القاهرة، حيث يُمسك أحدهم بهاتف محمول، ويقوم بالتقاط "فيديو" له مع الباقين، يغنون ويسخرون من واقع المجتمع، ثم ينشرونه عبر صفحتهم على فيسبوك.
وتعليقًا على إخلاء سبيل "عز" صباحًا، والقبض على باقي "أطفال الشوارع" ليلًا، قال الإعلامي المصري باسم يوسف على صفحته بموقع "تويتر": "جدع يا بلحة. دكر والله. بتقبض على عيال بتعمل فيديوهات يوتيوب، مش كفاية واحد منهم خدتهم كلهم.. فعلا انت مبتخافش".
فيما أبدت الناشطة منى سيف غضبها على "تويتر" أيضًا: "دايرين يلموا عيال بسبب فيديو ساخر، والتصفية شغالة في وسط القاهرة".
اقرأ/ي أيضًا: