إيما ستون (1988) ممثلة أمريكية، وإحدى أعلى الممثلات الأمريكيات أجرًا. حازت على جائزة الأوسكار لعام 2017 كأفضل ممثلة لدورها في فيلم "لا لا لاند". هذه ترجمة مقابلة معها نشرت على موقع The Talks.
- آنسة ستون، متى اكتشفت قوّة الموسيقى؟
كانت أمي تعرض لنا مسرحية البؤساء الموسيقية في البيت وأنا صغيرة. أخبرتني القصة ثم شاهدتها على المسرح وأنا في الثامنة، وقد أثر في ذلك كثيرًا. لقد أحببتها. بعدها صار الغناء لي وسيلة للتعبير عن مشاعر كانت أكبر مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه.
إيما ستون: وجدت نفسي قادرة من خلال التمثيل على وضع الحياة في الأشياء التي أريد
- وهل كان ذلك حين بدأت التمثيل على المسرح؟
لقد شاركت بمسرحيات غنائية في صغري، ولكن الرقص كان الفنّ المفضل بالنسبة لي. تدربت على الرقص عشر سنوات، وكانت الدروس غالبًا تركز على الرقص النقري. لم أصل إلى مستوى الرقص المحترف تقنيًّا، فلم أصبح راقصة باليه، ولم أستطع أداء الكثير من تلك الحركات، ولذا رأيت أن التمثيل يناسبني لكن بطريقة مختلفة.
اقرأ/ ي أيضًا: أليسيا فيكاندر: الألم الذي يمكنك احتماله يتغيّر
- وكيف ذلك؟
أعتقد أني وجدت نفسي قادرة من خلال التمثيل على وضع الحياة في الأشياء التي أريد. لقد ساعدني التمثيل وأنا طفلة على تفريغ طاقتي بدل أن أحبسها في داخلي. للتمثيل قدرة على الشفاء. حين كنت صغيرة كنت أجد في التمثيل متنفّسًا خاصة حين كانت تصيبني نوبات من الهلع. لقد جعلني وقوفي على المسرح في وقت مبكر من حياتي أقل خوفًا من تجربة الأشياء الصعبة والمخيفة.
- لأن الإنسان لا يفكّر كثيرًا أثناء التمثيل؟
نعم. في التمثيل يتوقف كل شيء آخر يحصل من حولك، ومن اللطيف أن يكون في حياة الإنسان أمر كهذا. لقد كان الرقص في القاعة في فيلم "لا لا لاند" في غاية الصعوبة، وذلك لأني كنت أعاني من عرق متصلب في جانبي الأيسر وكان من الصعب جدًا أن تعلق نفسك إلى الأعلى أثناء الرقص. كان الألم ينطلق من عينيّ في كل مرة نفعل بها ذلك. ولكن كان علي أن أضع كل نفسي في تلك اللحظة وأن أكف عن القلق بشأن تحقيق الكمال من الناحية التقنية.
- والتمثيل نوع من الراحة من أشكال القلق الكثيرة في الحياة، أليس كذلك؟
تمامًا. أنا لا أدعي أن التمثيل علاج للقلق، ولكن حين يكون لديك فائض من الطاقة تكتمها في داخلك وتجعل منك إنسانًا مفرط التفكير، قد يصل بك الأمر حدّ الهلع. حين مثلت في المسرحية الموسيقية "كباريه" قبل بضع سنوات، كانت شخصيتي تتواصل عبر الرقص، وهذا ما جعلني أنتقل إلى هذه التجربة الجديدة وأقف تحت الأضواء، وأغني الأغنية الختامية. الأمر مضحك لأني لا أتخيل نفسي راغبة في الوقوف هناك وقراءة مونولوج مثلًا، ولكن مع تلك الأغنية شعرت بأني أصرخ تلك الأغنية صراخًا. لقد حولتني تلك التجربة وصرت كأني وحدي في غرفة نومي، ولكني كنت في الواقع على المسرح في الاستديو رقم 54.
إيما ستون: ليس هنالك شيء آخر يستحق أن نخاف منه
- هل شهرتك والتقدير الذي حزته مؤخرًا أمور تجعل هذه التجارب أسهل؟
في الواقع لا أعتقد أن هذه الأمور تؤثّر كثيرًا، لأنها ظاهرية. حين يأتي الناس إليك ويخبرونك بأن أداءك ممتاز، وتصبح تعتمد على هذا العالم الخارجي، فإن ذلك كفيل بأن يسبب لي المزيد من القلق. أما أدائي الآن فهو مرتبط بشكل متزايد بمعرفتي بالسبب وراء قيامي بالخيارات التي أقدم عليها، واعترافي بالأخطاء التي أرتكبها وأقول لنفسي "أنت على ما يرام". ليس الأمر مرتبطًا بمستوى عال من تقدير الذات، وليس بالاهتمام بقول الآخرين "أنت الأفضل، وأداؤك عظيم"، بل هو عكس ذلك تمامًا، وهو أن أسمع "لقد أخطأت ولكن هذا لا يهم". فليس هنالك ما يدعو لأن نبالغ في تأنيب أنفسنا ولومها.
اقرأ/ ي أيضًا: ميلا كونيس: لا ترفعك هوليوود إلا لتطيح بك
- هل كنتِ دومًا شخصًا بالغ الحساسية؟
(تضحك) بالتأكيد، قطعًا.
- ولكنك تبدين على أريحيتك الآن، ما الذي تغير؟
لقد تحسّن الأمر مع الوقت. لم يعد الأمر صعبًا عليّ كما كان من قبل، فقد كنت أضع الكثير من الضغط على نفسي في السابق. لقد تعلمت أنّ مصدر القلق هو الخوف. وما هو أكثر شيء نخافه؟ إنّه الموت. ليس هنالك شيء آخر يستحق أن نخاف منه. وبالاعتماد على الجانب الإيجابي من هذه الفكرة، سنجد الإثارة في الحياة. يقولون إن القلق هو إثارة تكتم على النفس، فإن تنفست قليلًا وخففت من الضغط على نفسك يتحول القلق إلى إثارة.
- إذًا هل تعلمت أن تحولي خوفك إلى نوع مختلف من الطاقة؟
بالضبط، ثم تستخدم هذه الطاقة في الأمور الإيجابية، كالتمثيل أو رواية الحكايات أو القيام بأمر مبدع، لأنها تساعدك على الحضور بكل معنى الكلمة في التجارب التي تخوضها. هنالك الكثير مما يمكنك فعله بهذه الطاقة لو توفرت لديك. وقد كان الوصول إلى ذلك التحوّل عبئًا كبيرًا. إنّه أمر داخلي، ولم يكن بوسع أحد أو شيء أن يقوم بذلك نيابة عني، ولا أي كلمة ولا أي فيلم. لقد كان الأمر متعلقًا بي أنا. لقد ساعدني نضجي وإدراكي لهذه الحقيقة، بعد أن شعرت لفترة طويلة أن شخصيتي الحساسة كانت أشبه بلعنة في حياتي.
إيما ستون: أريد أن أتحرك وأستكشف الأشياء وأخوض مغامرات جديدة، وهذا ما ينعشني دومًا
- وهل هذا لأنك كنت تتأثرين بشكل بالغ بأي شيء؟
نعم، ولأنني كنت أمتلك ردود فعل قوية تجاه الأشياء. هنالك أمور تؤثر بي بشكل عميق أحيانًا، بل في العديد من الأحيان. وبهذا المعنى كثيرًا ما سيراودك شعور بأن أجنحتك متكسرة، خاصة حين أخفق في أمر ما أو أرتكب هفوة معينة. لقد كان هذا أصعب أمر في حياتي لأني كنت أرى أني أبذل أفضل ما لدي، ومع ذلك أتعثر وأخطئ، فأنا بشر وأرتكب الأخطاء أو أقدم على خيارات غريبة أو أتمنى لو أنني فعلت أمرًا ما بطريقة مختلفة. ولكني أتعلم من الأخطاء... أشعر بذلك دائمًا، ولم أكن أشعر أنني أفعل الشيء الصحيح في جميع الأوقات. ولكني اكتشفت أن هذا أمرًا عاديًا، وأنني بشر وهذا أيضًا طبيعي. هذا الدرس صعب على الشخص الحساس، صعب جدًّا، خاصة إن كنت تهتم بالآخرين ولا تريد أن تلحق بهم أي أذى ولا تريد أن تخفق أو تخطئ، وهذا صعب جدًّا، لأنك ستخفق وستخطئ على الدوام.
اقرأ/ ي أيضًا: مورغان فريمان.. أسعى لتحقيق السعادة والسكينة
- بالتأكيد، جميعنا كذلك
الجميع يخطئ، ولكن لا شيء يدوم. كل شيء يتغير ويمضي. إدراك ذلك يساعدني خاصة حين يكون الأمر سيئًا. لا أريد أن أبدو متعجرفة، ولكني أشعر أنّه من الغباء أن تعيش حياتك وأنت تقول: "يا إلهي، سأموت في لحظة ما". أنا بالتأكيد أخاف أن تنتهي حياتي، وأنا متعلقة بالحياة كثيرًا، وممتنة طبعًا لأني هنا. ولكن هنالك شيء ما يتعلق بأن تعيش اللحظة وتغتنم الفرص وأن تعرف أنك لن تعيش إلى الأبد. هذا شخصيًا يجعلني أكره أن أكتفي بالجلوس وانتظار أن تحدث الأشياء لي. أريد أن أتحرك وأستكشف الأشياء وأخوض مغامرات جديدة، وهذا ما ينعشني دومًا.
اقرأ/ ي أيضًا: