04-أبريل-2024
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن كلام حاليفا دليلٌ على أنه "في إسرائيل تؤخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد".

أعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الأربعاء، حشد الاحتياطيات في منظومة الدفاع الجوي (AFP)

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا: نحن أمام أيام معقدة، مضيفًا في تصريحات لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي": "لست واثقًا أن الأيام السيئة أصبحت من خلفنا"، وذلك على خلفية ترقب في إسرائيل لإمكانية حصول رد إيراني على استهداف قنصليتها في طهران، واغتيال القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن كلام حاليفا دليلٌ على أنه "في إسرائيل تؤخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد".

وفق المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" فإن "كل الإشارات والتحذيرات الصادرة عن إيران، تشير إلى أنها عازمة على الرد على مقتل شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني في دمشق"

وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باجتماع الكابينيت الأمني والسياسي الإسرائيلي الليلة، وذلك للحصول على إحاطة بشأن الاستعدادات الإسرائيلية لرد إيراني محتمل.

وفي السياق نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء عطل الوحدات المقاتلة بعد جلسة تقييم للأوضاع. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الأربعاء، حشد الاحتياطيات في منظومة الدفاع الجوي.

وقد تكثفت في الأسبوع الماضي عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) التي تقوم بها إسرائيل منذ اندلاع الحرب، وامتدت في الأيام الأخيرة إلى تل أبيب والقدس.

 هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، بأن اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، "لن يمر دون رد".

وفي الأيام الأخيرة، تزايدت تهديدات الطائرات المُسيّرة، ووصلت أبرزها إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية في إيلات.

كما تستعد الهيئات المدنية الإسرائيلية لاحتمال حدوث الهجوم الإيراني، أرسلت بلدية تل أبيب رسالة تتضمن "تعليمات حماية محدثة لسكان المدينة"، وفي هرتسليا أرسلت رسالة في وقت سابق من هذا الأسبوع كتب فيها: "تأكد من أنك مجهز بشكل صحيح لحالة الهجوم الإيراني المطول وأنقطاع الكهرباء".

وبحسب وكالة "رويترز" ، قال أحد المصادر الأمريكية والذي يتابع القضية بعناية والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "إيران تواجه معضلة الرغبة في الرد لردع المزيد من مثل هذه الضربات الإسرائيلية مع تجنب حرب شاملة".

وأضاف: "لقد واجهوا هذه المعضلة الحقيقية، فإذا استجابوا فقد يلجأون إلى مواجهة من الواضح أنهم لا يريدونها. إنهم يحاولون تعديل تصرفاتهم بطريقة تظهر أنهم مستجيبون ولكن ليس تصعيديًا". موضحًا: "إذا لم يردوا في هذه الحالة، فسيكون ذلك في الحقيقة إشارة إلى أن ردعهم هو نمر من ورق"، مضيفًا أن إيران قد تهاجم "إسرائيل نفسها أو السفارات الإسرائيلية أو المنشآت اليهودية في الخارج".

وقال المسؤول الأمريكي إنه نظرًا لأهمية الضربة الإسرائيلية، فقد تضطر إيران إلى الرد بمهاجمة المصالح الإسرائيلية بدلًا من ملاحقة القوات الأمريكية.

وقال إليوت أبرامز، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي، إنه يعتقد أن إيران لا تريد حربًا شاملة مع إسرائيل ولكنها قد تستهدف المصالح الإسرائيلية. وأوضح: "أعتقد أن إيران لا تريد حربًا كبيرة بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الحالي، لذا فإن أي رد لن يأتي في شكل عمل كبير لحزب الله".

وأضاف "لديهم طرق أخرى كثيرة للرد... على سبيل المثال بمحاولة تفجير سفارة إسرائيلية". ويمكن أن ترد إيران أيضًا من خلال تسريع برنامجها النووي، الذي كثفته طهران منذ أن تخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018 عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز أبحاث CSIS في واشنطن، إنه لا يتوقع ردًا إيرانيًا هائلًا على الهجوم على سفارتها. وأضاف أن "إيران أقل اهتمامًا بتلقين إسرائيل درسًا بقدر اهتمامها بإظهار أنها ليست ضعيفة لحلفائها في الشرق الأوسط".

وقالت وكالة تسنيم الإيراني التي نقلت عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: إن "الصهاينة سيدفعون الثمن غاليًا بعد جريمة دمشق".

ووفق المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: فإن "كل الإشارات والتحذيرات الصادرة عن إيران، تشير إلى أن طهران عازمة على الرد على مقتل شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني في دمشق". مضيفًا: "قد يشمل ذلك واحدًا أو أكثر من السيناريوهات التالية: هجوم مباشر بطائرات مُسيّرة وصواريخ كروز يتم إطلاقها من إيران نفسها ويستهدف مواقع البنية التحتية الإسرائيلية؛ أو المزيد من الهجمات الصاروخية المكثفة من لبنان وسوريا عبر حزب الله أو مجموعات أخرى؛ أو محاولة ضرب سفارة إسرائيلية في الخارج".

وأضاف: "يبقى السؤال ما إذا كانت إيران قادرة على الاستعداد لعملية سريعة والتحرك في وقت ما في المستقبل القريب. علاوة على ذلك، فإن الهجوم على هدف إسرائيلي في الخارج قد يؤدي أيضًا إلى تعقيد العلاقات الإيرانية مع الدولة التي وقع فيها الهجوم، خاصة وأن إيران قد كشفت بالفعل عن خططها".

بعد اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، شارك وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الثلاثاء، في مناقشة في لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، وألمح إلى تورط إسرائيل في اغتيال محمد رضا زاهدي.

ووفقًا لغالانت: "نحن في حرب متعددة الساحات، دفاعًا وهجومًا. هدفنا: العمل في كل مكان ضد أعدائنا وتحصيل ثمن باهظ جدًا للعمل ضد إسرائيل"، وفق تعبيره.

 

دلالات: