07-أبريل-2024
دخان يتصاعد جراء الغارات الإسرائيلية

(epa) لن تستطيع إسرائيل النجاة من أزمتها دون وقف إطلاق النار

قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن "إسرائيل" تواجه أخطر أزماتها منذ تأسيسها عام 1948. فعلى الرغم من أنها واجهت سابقًا العديد من الأزمات الداخلية والخارجية التي هددت وجودها، إلا أنها لم تكن بمثل خطورة الأزمة الحالية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كثيرًا ما اتهم جيش الاحتلال بقتل المدنيين، لكن عدد القتلى الأبرياء لم يكن مرتفعًا إلى هذا الحد الذي لا يطاق كما هو في الحرب على غزة، حيث فقد أكثر من 33 ألف فلسطيني حياتهم في ستة أشهر مروعة.

وبينما كانت الحكومة الإسرائيلية تتعرض في السابق لانتقادات من هيئات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لتجاهلها حقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقوانين الحرب؛ إلا أنه لم يحدث أن اتهمت أمام أعلى محكمة في العالم بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

قالت الصحيفة إن "إسرائيل" تواجه واحدة من أخطر أزماتها منذ 1948، وأنها لن تستطيع النجاة منها دون وقف إطلاق النار

كما أيد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيق مع "إسرائيل" بشأن جرائم محتملة ضد الإنسانية في غزة. ومع أنها اعتادت على النبذ وأن تكون "وحيدة في العالم"، بحسب تعبير الصحيفة، لكن مدى الإدانة الدولية والنبذ الدبلوماسي الذي تتعرض حاليا له لم يسبق له مثيل على الإطلاق.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى الولايات المتحدة وبريطانيا "شعرتا بالفزع إزاء تصرفاتها". كما اضطر بايدن، تحت ضغط متزايد من حزبه، إلى ربط استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية بموافقة "إسرائيل" على فتح بعض المعابر البرية في غزة، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية قبل أن تترسخ المجاعة في القطاع.

وبالإضافة إلى ما سبق، ثمة عوامل أخرى تهدد وجود "إسرائيل" وفق تعبير الصحيفة، بينها احتمال دخول إيران في صراع مباشر معها، سيما عقب الغارة الجوية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي. وكذلك انقسام المجتمع الإسرائيلي على نفسه.  

واعتبرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، لم يفشل في "حماية البلاد في 7 تشرين الأول/أكتوبر فحسب، بل كانت مناصرته للسياسات القمعية والاستعمارية الجديدة تجاه الفلسطينيين على مدى سنوات عديدة عاملًا مساهمًا رئيسيًا في تلك الكارثة".

وقالت إن هدف نتنياهو من حربه، أي القضاء على "حماس"، مهمة مستحيلة فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيقها كما كان متوقعًا. وفي المقابل، جعلت هذه الحرب من "إسرائيل" دولة منبوذة عالميًا، بينما تهدد تصرفات الجيش الإسرائيلي غير المنضبطة بتصعيد إقليمي واسع.

ووصفت نتنياهو بأنه "كارثة"، ويجب عليه أن يستقيل على الفور أو تتم الإطاحة به عن طريق التصويت البرلماني أو من خلال انتخابات مبكرة. وقالت إنه يجب على دولة الاحتلال فتح المعابر البرية في غزة، والسماح بالوصول الكامل وغير المقيد للمساعدات الغذائية والأدوية والوقود من دون تأخير. وذلك بالإضافة إلى الامتثال للقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي ووقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة، وتسريع المفاوضات.

وفي الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو وحلفاؤه في ائتلاف اليمين المتطرف الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وقيام دولة فلسطينية؛ فإنه يجب على القيادة الجديدة في "إسرائيل" إجراء مناقشة جادة حول كيفية حكم قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب دون "حماس". كما يتعيّن عليها تقبّل إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، بوصفها: "الوسيلة الوحيدة لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل"، وفق تعبير الصحيفة التي قالت إنه لضمان حدوث التغيير، فإنه لا بد من مواصلة الضغط الدولي على "إسرائيل".

وأشارت إلى أنه على الولايات المتحدة ممارسة نفوذها على "إسرائيل" وتعليق مبيعات الأسلحة لها، وأن توقف المملكة المتحدة جميع الصادرات العسكرية إليها، إلى أن توقف إطلاق النار وانتهاك القانون الإنساني الدولي.

واعتبرت، في هذا السياق، أن فشل رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك في وقف مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل"، رغم إلحاح المئات من كبار القضاة والمحامين، ورغم إظهار استطلاعات الرأي دعمًا شعبيًا واضحًا للحظر، يُعد أمرًا مخزيًا، بل ويكشف أيضًا ضعفه في مواجهة اليمينيين مثل سويلا برافرمان وبوريس جونسون.