بدعوة من "اتحاد الكتاب السويدين"، و"البيت الأدبي في جوتنبرغ"، استضافت السويد ست شاعرات خليجيات في قراءة مشتركة مع ست شاعرات سويديات. الفعالية جاءت استكمالًا لمشروع شعري بدأ في حزيران/يونيو 2015 في البحرين. التجارب التي مثّلت قصيدة النثر، تمثلت بالشاعرات وضحى المسجن ورنوة العمصي ومنى الصفار من البحرين، وهدى المبارك ورقية آل فريد وهيلدا اسماعيل من السعودية.
قراءات في السويد تحاول تحسس الصوت الشعري في منطقة الجزيرة العربية
الغاية من التجربة كما هو متوقع هو تحسس الصوت الشعري الشاب في منطقة الجزيرة العربية، ومجتمعاتها المغلقة نسبيًا، والمحاطة بالممنوع والمسكوت عنه. أما التجارب المشاركة فكانت متباينة في أهميتها وحساسيتها والتقاطاتها للذات والعالم، وتترواح أهميتها في عمقها وأدوات اشتغالها ومضمونها ولكل منها خصوصية تميزها عن سواها وتفترق.
الجدير بالذكر أن التجربة البحرينية تميزت بالاحتفاء بالتفاصيل اليومية المشغولة بصنارة البراعة والتوظيف الفاتن لرسم الأماكن والأشخاص كما في تجربة منى الصفار، وبعمق وذهول وانخطاف وضحى المسجّن في براعة رسمها للحلم الذي تمشي به على أرض الواقع، وكذلك بدقة وجرأة رنوة العمصي في رسم نص داخلي خاص ومركب لذات مفردة ووحيدة.
فيما نجد التجربة السعودية تشتغل بموضوعاتها على قضية وثيمة وحضور الرجل في انعكاسه الملتبس والمتخيل في النص، وما يستتبعه من تهويمات وقراءات حوله وعنه، كما هي مشغولة بمحيطها الذي لا يسمح بالكثير ويقنن وربما يحجر، والتي تستلهم وتستفيد من لغة النص الديني ذاته وقصصه في صياغة جماليات حضورها كنص، مع الاحتفاء بمفردات الراهن الحديث إذ لا تخجل بحضورها الطبيعي والمنسجم كسياق اعتيادي سلس، هو بالمحصلة جارح ومفارق للجموع كذائقة وقيم.
ما قام به "اتحاد الكتاب السويدين" لم يقتصر على القراءات، بل أفسح مجالًا لترجمة الشاعرات ونشر نصوصهن المترجمة إلى اللغة السويدية في المجلة التي يصدرها الاتحاد، في سخاء ملفت حقًا. تجربة نوعية وإن كانت لا تكفي لرسم مشهد منصف للشاعرات في الخليج العربي، لكن يكفي الانتباه إلى أنه ثمة شاعرات في الجوار.
اقرأ/ي أيضًا: