تجربة جديدة تفرض نفسها في أروقة النشر العربية، حداثة السوشيال ميديا بدأت تشكل أولى ثمارها الناجحة بتجارب النشر الرقمي، بعيدًا عن الكتب المقرصنة، التي تلقى رواجًا للقراء العرب المتناثرين في الشتات الأوروبي، كون الكتاب الورقي أصبح نادر الوجود، وإن وجد فإن سعره سيكون مضروبًا بعشرة أضعاف، ناهيك عن أخطاء شركات الشحن غير المغفورة في كتابة العناوين المنزلية.
تجربة جديدة ومتطورة عن تجارب دور النشر العربية، تخوضها "مجلة أبابيل" من خلال إطلاقها مشروع "كتب أبابيل الرقمية"
"مجلة أبابيل" الشعرية، قررت أن تخوض تجربة النشر الرقمي، من خلال إطلاقها مشروع "كتب أبابيل الرقمية"، تجربة جديدة ومتطورة عن تجارب دور النشر العربية، رغم أنها تعتمد "الفيسبوك" صفحًة رسميًة لها، لكن التجربة بدأت، وعلينا انتظار ما تقدمه من جديد، والتي كان أولها إطلاقها لسلسلة الأعمال الكاملة، لشعراء عرب، يحظون بنصوص مختلفة، ويملكون تجارب نصية متنوعة.
اقرأ/ي أيضًا: هديل الرملي.. أنا هندية حمراء
وكان لافتًا أن تفتتح أبابيل باكورة إصداراتها، بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر اللبناني وديع سعادة، الذي اتخذ من أستراليا مكانًا لإقامته، وكان من أوائل الشعراء الذين ناصروا النشر الإلكتروني، واصفًا الدور الورقية بأنها "تهضم حقوق المؤلفين".
طبعًا سعادة كان سباقًا للتجربة، عندما نشر مجموعتين شعريتين على موقعه الإلكتروني الخاص، وهو أكد في حديثه مع "الجزيرة نت" في فترة سابقة، أن الكتاب الإلكتروني حلَّ مكان الكتاب الورقي، وأضاف "أفضل أن أنشر كتبي على الإنترنت على اللجوء إلى دار نشر".
أبابيل حتى 11 حزيران/يونيو الحالي، تاريخ كتابة الخبر عينه، نشرت الأعمال الشعرية الكاملة لوديع سعادة، وجيهان عمر، وعارف حمزة، ومحمد رشو، و"وارثًا صمت الأخاديد" قصائد مختارة لعبد اللطيف الوراري، إضافة لنشر مجموعات شعرية لأصوات جديدة، منها "قنّاص في مضيق" لزاهر السالمي، و"أصوات" لصفاء سالم اسكندر، و"شهي خسارة كل شيء" نصوص شعرية للأمريكي دونالد هولد من ترجمة زاهر السالمي، بالإضافة لمجموعة قصصية يتيمة بعنوان "ترتيلة الرحيل" للقاص صبري يوسف، وكتاب نقدي في الشعر قيد النشر بعنوان "شعر النثر العربي في القرن العشرين" لشريف رزوق.
الشاعر وديع سعادة كان من أوائل الذين ناصروا النشر الإلكتروني، ووصف دور النشر بأنها "تهضم حقوق المؤلفين"
إذن، هكذا تدخل أبابيل تجربة النشر الرقمي، بعشرة كتب إلكترونية منشورة بصيغة الـ"PDF"، وكتاب نقدي يتيم قيد الطبع، مقررًة الابتعاد عن العقود القانونية التي تفرض على الشاعر شروطًا جزائية في حال سرب نسخة إلكترونية، وتثقل من وطأة الحصول على الكتاب في ظل ما يعيشه الشرق الأوسط، من تشريد وترحال وعدم استقرار.
اقرأ/ي أيضًا: الشعر في كتالونيا.. مع الناس في الحارات
الملاحظ من كتب أبابيل الرقمية، أنها لم تحدد الشعر مسارًا لإصداراتها، رغم أن المجموعات الشعرية هي الأكثر نشرًا عبر صفحتها الرسمية، لكنها أظهرت تنوعًا بين القصة والنقد، وحتى الشعر المترجم، الذي يملك جمهورًا واسعًا عند القراء العرب.
التجربة لا تزال في بداياتها الأولى، انطلاقة المشروع بحسب الصفحة الرسمية لأبابيل، كان في 31 كانون الأول/ديسمبر من عام 2015، ربما أراد القائمون على المشروع، أن يكون احتفال العالم العربي خصوصًا بمجيء السنة القادمة، مزامنًا لاحتفالها بإطلاق المشروع، الذي يرتقب أن يقدم إضافة جديدة لأفق النشر العربي.
حتى الآن لا تملك أبابيل عبر صفحتها الرسمية أكثر من ألفين ومائة متابع بقليل، بينما أبابيل تعلم أشد العلم، أن التقاط كتاب وقراء لكتب بالعربية لهو ليس بالأمر الهين، ويبدو لذلك قررت خوض التجربة، رغم صعوبتها في ظل تصاعد فكرة الجوائز، حيث صار الكتاب منقسمين بين كتاب جوائز، وكتاب لا يحصلون على جوائز، ولا على دار نشر حتى، رغم أنهم ينشرون على نفقتهم الخاصة في أغلب الأحيان، وتلك هي المشكلة التي تواجه كتيبًة كاملة من كتاب العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بالعربية.
اقرأ/ي أيضًا: