25-أبريل-2024
فلسطينيون في مستشفى النجار في رفح

(Epa) تركّز القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على رفح

يوم آخر من العدوان على قطاع غزة ارتقى فيه عدد من الشهداء وأُصيب آخرون، فيما لا تزال معاناة الناجين من الموت الممتد على طول القطاع وعرضه مفتوحة مع الجوع والأمراض المعدية وانعدام أدنى مقومات الحياة.

وشهدت الساعات الأولى من اليوم الـ202 من العدوان، ما بين منتصف الليل وحتى فجر اليوم الخميس، قصفًا عنيفًا تركز على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

واستُشهد 5 فلسطينيين، وأُصيب ما لا يقل عن 10 آخرين، في قصف جوي استهدف منزلًا لعائلة "الجمل" في محيط مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت منطقة خربة العدس، ومنزلًا لعائلة "حسنين" في مخيم يبنا، وآخر لعائلة "أبو عرار" في منطقة مصبح، ووسط المدينة.

حذّرت وزارة الصحة بغزة من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين

وارتقى شهيد، وأُصيب عدد من المواطنين، جراء استهدافهم بصاروخين من طائرة بدون طيار في منطقة الحشاشين شمال غربي مدينة رفح. كما استُشهد 4 فلسطينيين في قصف استهدف جسر وادي غزة.

وتعرّضت منطقة الفخاري في خانيونس للقصف بدورها. بينما قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته منازل المدنيين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وذلك تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 34.262 شهيدًا و77.229 مصابًا، بحسب التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأربعاء.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 6 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 79 شهيدًا و86 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وكانت الوزارة قد حذّرت، أمس الأربعاء، من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، إضافةً إلى عدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي: "الأمر الذي يُنذر بحدوث كارثة صحية خاصةً بين الأطفال". كما أشارت إلى أنها رصدت العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.

الاحتلال يواصل استعداداته لاجتياح رفح

في الأثناء، تواصل حكومة الاحتلال وجيشها استعداداتهما لاجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصادر إسرائيلية بأن حكومة الاحتلال قامت بشراء عشرات الآلاف من الخيام لإيواء المدنيين الفلسطينيين الذين تعتزم إجلاءهم من رفح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تمهيدًا لاجتياحها.

وقالت المصادر إنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن ضمانات أمن المدنيين خلال العملية، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أو 12 شخصًا، للفلسطينيين الذين سيُنقلون من رفح خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت الوكالة، أمس الأربعاء، إنها حصلت على صور من شركة "ماكسار" للأقمار الصناعية تُظهر عدة مخيمات على أرض في مدينة خانيونس كانت شاغرة في 7 نيسان/أبريل الجاري، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت التعليق.

وأفاد موقع "واللا" الإسرائيلي بأن رئيسا أركان جيش الاحتلال و"الشاباك" زارا العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، سرًا، لبحث عملية محتملة في رفح. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مصر والإمارات بنتا مدينة خيام بين رفح وخانيونس.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، بأنه ثمة محاولات لتحريك اتصالات صفقة التبادل على ضوء التهديد باجتياح رفح. وذكر المراسل العسكري للقناة الـ12 الإسرائيلية بأن تحرك المفاوضات مجددًا قد يؤدي إلى تأخر عملية رفح.

وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية، مساء الأربعاء، أن مجلس الحرب الإسرائيلي والمجلس الوزاري السياسي الأمني الموسع "الكابينت" سيبحثان، اليوم الخميس، بنودًا جديدة للدفع نحو صفقة للتهدئة وتبادل الأسرى مع حركة "حماس".

وأشارت القناة إلى أن المقترح الجديد: "أعده المستوى المهني، الممثل في الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشاباك)".

إسرائيل تواصل عرقلة وصول المساعدات

إنسانيًا، قالت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن "إسرائيل" عرقلت أكثر من ثلث المهام الإنسانية إلى شمال غزة خلال نيسان/أبريل الجاري.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن: "المهام الإنسانية لم تصل اليوم (الأربعاء) إلى شمال غزة، بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي نقاط التفتيش على طريقين بسبب تحركات قواته".

وأضاف المكتب: "أكثر من ثلث المهام الإنسانية إلى شمال غزة خلال أبريل (الجاري)، قوبلت بالرفض أو العراقيل من السلطات الإسرائيلية".

وفي سياق متصل، شدّدت سيخريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، على ضرورة إحداث نقلة نوعية تتعلق بالجهود الإنسانية لضمان مواصلة تلبية الاحتياجات الهائلة والمتزايدة لأهالي قطاع غزة بصورة آمنة.

وقالت كاخ، في جلسة لمجلس الأمن استعرضت خلالها التقدم على مسار تطبيق قرار المجلس رقم 2720 الذي اُستحدث بموجبه منصبها، إن العمليات الإنسانية الفعالية لا يمكن أن تنحصر في إحصاء عدد الشاحنات التي تدخل بالمساعدات.

وأضافت: " ذلك مقياس زائف لقياس ما إذا كانت المساعدة كافية، ناهيك عما إذا كانت تستجيب للمتطلبات الإنسانية الأساسية"، وأكملت: "على سبيل المثال، الأطفال أو النساء الحوامل المصابون بسوء التغذية لن يكفيهم مجرد تناول المزيد من السعرات الحرارية، لأنهم يحتاجون أغذية علاجية ومكملات تغذوية بالإضافة إلى رعاية طبية طويلة الأجل".

أما على الصعيد الميداني، فقد أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الأربعاء، استهداف قوات الاحتلال المتوغلة في شرق منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.

وقالت الكتائب إنها قنصت ضابطًا إسرائيليًا شمال بيت حانون، شمال قطاع غزة. وذكرت أن مقاتليها أوقعوا قوتين إسرائيليتين في كميني ألغام منفصلين: "مستخدمين العبوات الناسفة وصواريخ "F16" التي تم إطلاقها على المدنيين ولم تنفجر في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة".