10-سبتمبر-2023
إيهاب القيسي

إيهاب القيسي (الترا صوت)

تأسست "دار المدى للنشر والتوزيع" في دمشق عام 1994، ثم انتقلت إلى العاصمة العراقية بعد عام 2003، وهي إحدى مؤسسات مجموعة المدى الثقافية التي أسسها السياسي العراقي فخري كريم.

تسعى "المدى" لخدمة القضايا الأدبية والسياسية، كما تهتم بنشر سير ومذكرات المفكرين، وخاصة التنويريين منهم، إضافةً لتقديمها ترجمات أولى لبعض الكتب والروايات العالمية. وتتبع الدار في الوقت الحالي شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، ولها عدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.

في هذا الحوار، يتحدث إيهاب القيسي، مدير المعارض الدولية في مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، عن بدايات تأسيس "دار المدى"، وآليات عملها، وواقع النشر في العالم العربي. 


  • متى تأسست "دار المدى"، وكيف؟ ما الذي دفعكم إلى تأسيسها؟ هل هناك عوامل وأسباب معينة، أو ربما حكاية خلف ولادتها؟

تأسست "دار المدى" عام 1994 في دمشق بسبب الظروف السياسية في العراق آنذاك، ثم أسَّست بعد ذلك أكثر من فرع لها في عدة عواصم عربية. 

إيهاب القيسي: رسالة "دار المدى" تنويرية، فهي تعمل على ترسيخ الكتاب وإيصاله لكل البلدان العربية وإعادة ظاهرة القراءة إلى الواجهة

تهتم الدار بترجمة الإصدارات العالمية الحديثة التي كان يُترجم بعضها لأول مرة إلى جانب اهتمامها بالكلاسيكيات. وقد أطلقت العديد من السلاسل التي أصبحت باكورة المكتبات العربية. وتُعتبر "المدى" امتدادًا لمجلة "النهج" التي أسسها الأستاذ فخري كريم مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

  • ما هي رسالة الدار؟ وهل تعتقدون أنها استطاعت تحقيقها؟

رسالة الدار تنويرية، فهي تعمل على ترسيخ الكتاب وإيصاله لكل البلدان العربية وإعادة ظاهرة القراءة إلى الواجهة، مع الاهتمام برصانة العمل وأناقته وأدق تفاصيله. وربما استطعنا إيصال رسالتنا إلى كل المهتمين في مجال الثقافة وعالم المعرفة والقراءة منذ السنوات الأولى لانطلاق الدار، لكننا نعمل دائمًا لترسيخ هذه الرسالة وتقعيدها في المجتمع، وهذا لايزال اهتمامنا الأول.

  • هل هناك كُتب معينة تفضلون نشرها؟ وما الأولوية بالنسبة إليكم، الكتب العربية أم المترجمة؟

الأولوية دائمًا للكتاب الرصين الذي يحمل رسالة ذات طابع تنويري، يصنع ذائقة عربية توازي مايحدث في البلدان المتطورة ثقافيًا، ولافرق إن كان الكتاب الذي يحمل هذه الرسالة عربيًا أم مترجمًا.

  • متى يصبح النشر في العالم العربي احترافيًا برأيكم، من حيث اعتماد العمل المؤسسي، من الوكيل إلى المحرر الأدبي، وما بينهما؟

نعتقد أن مهنة النشر في العالم العربي متأخرة كثيرًا عن تجارب العوالم الأخرى، لكن هذا لايمنع من وجود مؤسسات عربية تعمل بجد لتصل إلى العالمية رغم الصعوبات الكثيرة التي تمر بها المنطقة العربية دون سواها، وعلينا ألّا ننسى أن أوروبا مثلًا بدأت قبلنا بمئات السنين بنشر الكتب بشكلها المعاصر.

  • ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم؟ وما هي الصعوبات التي تواجهكم الآن؟

دائمًا ما كانت مهنة النشر وصناعة الكتاب في مأزق منذ البدايات الأولى، وهي تواجه الصعوبات من حروبها مع الرقابات المنتشرة في معظم البلدان حتى هذه اللحظات، وما نمر به من وضع اقتصادي سيئ في معظم الدول، إضافة إلى خسارة الكثير من الأسواق التي كانت تعد أسواقًا أساسية لتوزيع الكتاب في العالم العربي؛ بعضها بسبب سوء الأوضاع السياسية والأمنية، وبعضها الآخر بسبب تردي الوضع الاقتصادي، حيث أصبح سعر الكتاب الواحد يوازي راتب الفرد.

  • هل تغيّرت نظرتكم إلى مجال النشر مقارنةً بما كانت عليه لحظة انطلاق الدار؟ ولماذا؟

كل المجالات تتطور، ولقد ظهرت خلال الثلاثين عامًا الماضية الكثير من طرق التكنولوجيا، فهناك اختلاف وتطور كبير ابتداءً من معدات الطباعة إلى طرق إعداد الكتاب، وحتى أمزجة الناس في القراءة.

ولايخفيك الطفرة التي حصلت في مجال التكنولوجيا، والتي كان لها الأثر الكبير على أساليب تسويق الكتاب وتوزيعه والحالة التي يصل بها إلى المتلقي، وهذا ما احتاج إلى مواكبتنا لكل هذه النقلات لكي نستطيع أن نجاري ما يحصل في العالم. أما أهدافنا ورسالتنا، فهي كما هي منذ انطلاقتنا الأولى، إضافةً إلى سعينا لتوسيع وتنويع طرق تحقيقها.

  • كيف تتعاملون مع ما يصلكم من مخطوطات؟ ما هي السياسات أو المعايير المتعبة؟

لاتختلف "المدى" عن أي دار نشر محترفة في العالم، فلديها معاييرها الخاصة ولجانها المختصة في كافة المجالات، وكما أسلفنا أننا نبحث دائمًا عن الكتاب الرصين الذي يطور ذائقة القارئ العربي، وينمّي أفكاره وقدراته الذهنية لمحاربة التطرف والعادات السيئة في المجتمع.

  • ما رأيكم بالنقد المستمر الذي يتعرض له الناشرون في العالم العربي؟ وكيف تتعاملون معه؟

للأسف صناعة الكتاب وتوزيعه هي ككل المهن يمر عليها بعض الطارئين والمتاجرين، وربما بسببهم تتعرض هذه المهنة للانتقادات أحيانًا، وبالرغم من ذلك تبقى هذه الجهات طارئة، وسرعان ما تختفي من أوساط الناشرين ومن يستمر، هو الناشر الحقيقي.