13-فبراير-2018

يلقب دانيال كاويزنسكي بـ"العضو الشرفي للسعودية" بسبب موالاته لنظامها (أسوشيتد برس)

تلقى نائب برلماني بريطاني عن حزب المحافظين، 15 ألف جنيه إسترليني للمساعدة في تنظيم والمشاركة في مؤتمر "يهدف حشد التأييد لإحداث انقلاب في قطر"، وفقًا لما كشفه موقع "بازفيد نيوز" في تقرير ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


حصل النائب المحافظ دانيال كاويزنسكي، على مبلغ قدره 15 ألف جنيه إسترليني من أجل المساعدة في تنظيم مؤتمر وصفه الناشطون بأنه محاولة فاشلة لحشد الدعم والتأييد لإحداث انقلاب في دولة قطر.

تلقى برلماني بريطاني 15 ألف جنيه إسترليني للمشاركة في مؤتمر وصفه نشطاء بأنه محاولةٌ فاشلة لحشد الدعم لإحداث انقلاب في قطر

دانيال كاويزنسكي، وهو برلماني عن دائرة شروزبوري، تلقى 300 جنيه إسترليني في الساعة، مقابل العمل في مؤتمر "قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي"، الذي استهدف انتقاد النظام الحاكم في قطر بشدة.

اقرأ/ي أيضًا: ما تبقى من أوراق الضغط السعودي والإماراتي على قطر.. فشلٌ من وراء فشل

وقد أقر دانيال كاويزنسكي بحصوله على دفعتين من المال بقيمة 7,500 جنيه إسترليني في سجل المصالح المالية للبرلمانيين، مقابل العمل لمدة 48 ساعة، قائلًا إنه ليس هناك ما يوحي بأنه خالف القواعد البرلمانية.

ولكن لم توضح تلك الإقرارات اسم المؤتمر الذي حصل منه على تلك المبالغ المالية مقابل المشاركة فيه، كما لم توضح موضوع المؤتمر أو هوية المنظم، غير أنها ذكرت ببساطة أنه حصل على تلك المدفوعات من شركة غامضة تسمى "أكتا جروب - Akta Group".

ويُذكر أن تلك الشركة مُسجلة في عنوان يحمل رقم صندوق بريد يقع شرقي لندن، ولم تقدم بعد أي حسابات، وتُديرها بشكلٍ كاملٍ امرأة رومانية تبلغ من العمر 32 عامًا تُدعى تاتيانا جيسيكا، المتزوجة من قطري الجنسية خالد الهيل، وهو نفسه الذي نظّم المؤتمر، ويقول عن نفسه إنه أسس حزبًا يسمى الحزب الوطني الديمقراطي القطري، كما أنّه يدعي أنه ابن عم أمير قطر الحالي، الأمير تميم

جيسيكا، التي ليس لها وجود واضح على الإنترنت، وليس لها حصيلة إنجازات في تنظيم الأحداث الكبرى؛ تقول إن وظيفتها هي "ربة منزل". كما أنها عملت في السابق لمدة قصيرة في شركة علاقات عامة أسستها مع اثنين من أعضاء الجمعية الملكية البريطانية، التي بدأت أيضًا الأعمال التمهيدية المتعلقة بنفس المؤتمر المستهدف قطر.

خالد الهيل لم ينكر أنه دفع لدانيال كاويزنسكي مقابل مشاركته في المؤتمر، وقال: "لم يحدث شيء في الخفاء كما تفعل الحكومة القطرية دائمًا"، لكن يبدو أن تناسى أن ما قام به يضرب في مصداقية مؤتمره المستهدف قطر.

خالد الهيل، منظم المؤتمر المناهض لقطر
خالد الهيل، منظم المؤتمر المناهض لقطر

وقال الهيل إن المدفوعات تمت من خلال شركة أكتا، لأنها المسؤولة عن "إدارة الحدث"، رغم أنها لم تقم بأي دور في تنظيم المتحدثين.

يلقب النائب البريطاني كاويزنسكي بـ"العضو الشرفي للسعودية" بسبب موالاته ودعمه المستمر للنظام السعودي

من جانبه، وفي تصريحات علنية حول هذا الحدث، لم يذكر دانيال كاويزنسكي أي شيء عن تلقيه مبالغ مالية كما أنه قلل من أهمية مشاركته. وقبيل المؤتمر، قال لموقع "ميدل إيست آي": "ليس من الدقة القول بأنني أدعم هذا الحدث، فأنا سأحضره فقط وأتحدث فيه"، مُضيفًا أنه سيحضر المؤتمر لأنه "لا يعرف الكثير عن المعارضة القطرية"، حسب قوله.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية عملاق تمويل الإرهاب في بريطانيا.. الفضيحة مستمرة

وقال دانيال كاويزنسكي الذي ظهر على المنصة مع زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث، لجمهور المؤتمر، إنه حضر فقط من أجل "جمع المعلومات حول المعارضة القطرية الوليدة"، بتعبيره.

وقد أُطلق على دانيال كاويزنسكي اسم "العضو الشرفي للمملكة العربية السعودية" بسبب تدخلاته المتكررة في دعم النظام السعودي الحاكم، وزياراته المنتظمة المدفوعة التكاليف إلى السعودية. وفي شهر آذار/مارس الماضي، دفعت له الحكومة السعودية مبلغًا قدره 6,700 جنيهًا إسترلينيًا مقابل قضاء أسبوع هناك لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا.

وتقود السعودية حاليًا حصارًا ضد دولة قطر، هي والإمارات والبحرين، بمشاركة مصر، وذلك منذ حزيران/يونيو 2017، تحت جملةٍ من الدعاوى الواهية لتغيرها كل حين والآخر. 

وكان رد دانيال كاويزنسكي على بازفيد نيوز" مثيرًا، إذ قال: "أنا قلق للغاية مما تقومون به"، مُضيفًا: "إذا جاء إلي صحفي وسألني عما إذا كنت قد تلقيت مقابلًا ماديًا، كنت سأقول له أن يهتم بشؤونه الخاصة".

وقال أيضًا: "طالما حييت، فلن أقع تحت سيطرة الصحفيين أمثالكم. لقد تحدثت في مؤتمر، وهو مؤتمر مثير للاهتمام ومشوق للغاية، وسجلت المدفوعات المالية في إطار الوقت المحدد لذلك، وقد سألت أمين السجل، وأوضح أنه ينبغي عليك فقط إقرار أنك قد تحدثت في مؤتمر واسم الشركة التي دفعت لك".

وعندما أُشير إلى أنه، بصفته عضوًا في البرلمان، ينبغي عليه أن يعلن على الملأ ​​عن مصالحه المالية عندما شارك في المؤتمر وأثناء إجراء المقابلات مع وسائل الإعلام، أجاب: "من الواضح في سجل المصالح المالية للبرلمانيين أن الشركة التي دفعت لي كانت مسجلة".

وقد أجاب بالنفي ردًا على سؤال حول ما إذا كان لديه أية مخاوف بشأن ادعاءات وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، أن المصدر النهائي لتمويل المؤتمر هو السعودية أو الإمارات.

ثم قال لصحفي بازفيد نيوز: "أنت بحاجة إلى الخروج إلى العالم أكثر من ذلك بقليل، لأن سلوكك خاطئ، إذ تحاول أن تحول الأمر إلى قضية، في حين لا توجد مشكلة على الإطلاق. وقد كنت أتمنى أن تقضي وقتك في البحث ومحاولة فهم القضايا داخل مجلس التعاون الخليجي بدلًا من تقديم تلميحات غير ملائمة حول كيفية تسجيلي لهذا المبلغ في سجل المصالح المالية للبرلمانيين".

وقد وصف نيكولاس ماكجيهان، الباحث السابق في الشؤون الخليجية بهيومن رايتس ووتش، في تصريحات لـ"ميدل إيست آي"، المؤتمر، بأنه "محاولة تفتقر إلى الخبرة بشكلٍ لافت للنظر لحشد الدعم والتأييد لإحداث انقلاب في قطر".

باحث سابق في الشؤون الخليجية في هيومن رايتس ووتش وصف المؤتمر بـ"محاولة تفتقر إلى الخبرة لحشد الدعم والتأييد لإحداث انقلاب في قطر"

وقال ماكجيهان، إنّ "كلًا من الإمارات والسعودية معروفتان بإنفاق الملايين على حملات العلاقات العامة لتعزيز مخططاتهما"، مُضيفًا: "يبدو كما لو كان خُطط لهذا المؤتمر في اللحظة الأخيرة"، في إشارة لعدم إتقانه، وانعدام تأثيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سفير قطر في موسكو: بلادي محاصرة والمستهدف هو أحلام الشعوب العربية بالتغيير

اكذب ثم اكذب.. هكذا تشن حملة ضد قطر