10-مايو-2024
تروي دُمى مهدي حكاية أهل غزة وقصص أطفالها (AFP)

تروي دُمى مهدي حكاية أهل غزة وقصص أطفالها (AFP)

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تسعى مبادرات أهلية وفردية إلى القيام بنشاطات تخفف من الضغط النفسي الذي يعاني منه أطفال القطاع، وتساعدهم على تجاوز مرحلة الصدمة، وتعزيز راحتهم النفسية والجسدية.

ومن بين تلك المبادرات ما يقوم به صانع الدُمى مهدي كريرة في محاولة لإدخال البهجة إلى قلوب أطفال غزة النازحين. وقد التقت وكالة "فرانس برس" مع مهدي وقدمت تقريرًا عن نشاطه في هذا المجال.

على طاولة عمل من الطوب، ينشغل مهدي بتحويل عبوات معدنية مستعملة إلى ألعاب متحرّكة صغيرة.

تقول الوكالة الفرنسية إن مهدي كان يملك قبل الحرب متجرًا كاملًا من الدمى الملونة التي غالبًا ما كان يستعملها لتقديم عروضًا في المسارح. لكنه اليوم يعمل بما توفر في قطاع غزة الذي دمرته الحرب، منشغلًا بتحويل عبوات معدنية مستعملة لألعاب متحركة صغيرة، متمسكًا بالاستمرار في مهنته، رغمًا من احتدام المعارك حوله.

تسعى مبادرات أهلية وفردية إلى القيام بنشاطات تخفف من الضغط النفسي الذي يعاني منه أطفال غزة. وتساعدهم في تجاوز مرحلة الصدمة

يتحدث مهدي لوكالة "فرانس برس" قائلًا:" للأسف خسرت بعد النزوح الدمى، وعملي في المسارح. تركت كل شيء في مدينة غزة. لم أجد المواد الخام لأصنع الدمى. نحن محاطون فقط بعلب معدنية بمختلف الأشكال والأحجام".

ويضيف: "أردت العودة للعمل. والأهم في ذلك أن أكون صامدًا في عملي وفني"، ويتابع من: "المهم أن تبقى وفيًا لعملك من خلال ابتكار فنك.. لكل منا عمله ومواهبه، وهو ما يتيح مواصلة نشاطنا رغم الحرب". 

يقوم مهدي بعمل عروض لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال في مناطق الإيواء والنزوح، ويعتبر ذلك نوعًا من التأكيد على الصمود والتجذر بهذه الأرض.

وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إلى أن الحرب تسببت في نزوح 850 ألف طفل بغزة، وقد لجأ عدد كبير منهم إلى مخيمات حول منطقة دير البلح.  

يتحدث مهدي عن أنه يجد صعوبة في العثور على المواد الخام والآلات التي يعمل عليها، ولذلك يلجأ إلى المعلبات بكل أحجامها وأشكالها المتوفرة بكثرة من حوله. ووجد طريقة لاستثمار ذلك من جهة أنها تحمل فوائد بيئية، ومن جهة أخرى تصبح تلك دُمى وسيلة لتروي حكاية أهل غزة وقصص أطفالها.

وتشير الوكالة الفرنسية إلى أنه، بسبب حصار غزة، يصعب الحصول على مواد خام جديدة، لذا يكتفي مهدي بالمخلفات وشباك الصيد وعلب السردين القديمة، فيطليها بالألوان ويستخدمها في صناعة دمَى.

يعترف مهدي بأنه يفقد ألعاب متحركة صنّعها، قائلًا: "هذه الدُمى تجعل الأشياء من حولنا جميلة".