بعد مرور يومين على بدء تنفيذ بنود هدنة وقف إطلاق النار المتفق عليها بين المجموعة الدولية لدعم سوريا، اعتبارًا من منتصف ليل 27 شباط/ فبراير، وتمتد لمدة أسبوعين، سجلت المعارضة السورية عددًا من الخروقات قامت بها قوات النظام السوري في اليوم الأول، والتي وصفها المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بـ"الحوادث الفردية".
منذ بداية الهدنة، وثق ناشطون سوريون خروقات للنظام في ريف حمص وريف إدلب وريف حلب، واستهدافه لهم بالبراميل المتفجرة والهاون والرشاشات الثقيلة
المعارضة السورية ممثلًة بالهيئة العليا للمفاوضات، قالت في بيان لها إنها أرسلت مذكرًة لمجموعة أصدقاء سوريا، أكدت فيها "موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة"، مشيرًة إلى أن هذه الموافقة تأتي "عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة، الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة".
اقرأ/ي أيضًا: رسميًا..المغرب يعلق اتصالاته مع الاتحاد الأوروبي
خروقات الهدنة
وسجل في اليوم الأول للهدنة خروقات لقوات النظام السوري في جبل التركمان في ريف اللاذقية، وسقوط ثلاثة من مقاتلي "الفرقة الساحلية الثانية" في عملية القصف التي استهدفت مواقعها، فيما قال فارس البيوش، أحد قادة فصائل الجيش الحر، في تصريح لوكالة رويترز إن مناطق في ريف حماة الشمالي شهدت خرقًا لوقف إطلاق النار بعد استهداف النظام السوري لها بالمدفعية.
وأكد الناطق باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش، أن النظام السوري قام بإلقاء برملين متفجرين على أحد مواقعهم في الغوطة الشرقية، وتصدي عناصر من جيش الإسلام لمحاولة التقدم التي نفذتها قوات النظام بالرشاشات.
ووثق ناشطون خروقات للنظام في ريف حمص، وريف إدلب، وريف حلب، واستهدافه لهم بالبراميل المتفجرة، وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
وسجل اليوم الثاني للهدنة، خروقًا من قبل النظام السوري والطيران الحربي الروسي، ففي منطقة مرج السلطان في الغوطة الشرقية، تصدت المعارضة السورية لمحاولة تقدم قوات النظام السوري على أطراف المنطقة، إضافة لاستهداف النظام السوري لمناطق في ريف حمص الشمالي، وريف إدلب الجنوبي، وريف درعا، وريف حماة الجنوبي.
وقال ناشطون أن الطيران الحربي الروسي، استهدف مدينة دارة عزة وبلدة قبتان الجبل بالصواريخ الفراغية، ومدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
بدورها ردت المعارضة السورية على خروقات النظام السوري والطيران الحربي الروسي، بأنها ستقدم شكوى للأمم المتحدة على خروقات الطيران الروسي في مدينة حلب، وتأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان على أن معظم المناطق التي قصفها الطيران الحربي الروسي ليس فيها تواجد لـ"جبهة النصرة"، وتنظيم "الدولة الإسلامية".
اقرأ/ي أيضًا: وفاة محمد الحنشي..انتكاسة أخرى للثورة التونسية
العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مستمرة
واستمر الطيران الروسي بتنفيذ غاراته الجوية على مناطق سيطرة "الدولة الإسلامية"، في مدينة الرقة، وريف دير الزور الغربي، مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة في المنطقة.
وشهدت أطراف مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي، اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري، بالتزامن مع قصف قوات النظام للمدينة بالمدفعية.
كذلك شن تنظيم الدولة هجومًا مباغتًا على مدينة تل أبيض وريفها، التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، في اليوم الأول لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار، وسيطر على أجزاء منها، قبل أن تعود قوات الحماية وتستعيد السيطرة على معظم الأحياء بدعم جوي روسي مكثف.
والجدير بالذكر أن مجموعة أصدقاء سوريا، استثنت في بيان وقف إطلاق النار في سوريا، تنظيم "الدولة الإسلامية"، و"جبهة النصرة" تنظيم القاعدة في سوريا، وعدد من المجموعات التي وصفتهم بـ "الإرهابية" من القرار الأممي.
النصرة ترفض الهدنة
من جهتها رفضت "جبهة النصرة"، في كلمة صوتية لقائدها أبو محمد الجولاني، قرار وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الأمم المتحدة، واصفًا فيها الهدنة بـ "إرغام المجاهدين على الجلوس إلى طاولة الحوار مع مقاتليهم وجلاديهم".
وقال الجولاني في كلمة صوتيه بثها "تلفزيون الأورينت، إن الهدنة "تفضي إلى حل سياسي يبقي مؤسستي الجيش والأمن راعيتي الإجرام والقتل"، مذكرًا بأن ما يحصل في سوريا هو "ثورة كرامة" وليس "ثورة جياع".
وتعجب الجولاني في رسالته، من أن تتم الموافقة على بنود الهدنة "من مفاوض لم يعش مأساة أهلنا ولم يعاين قصفًا أو يغبر قدماه في معارك الشام"، في إشارة منه للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، مؤكدًا على أن "المفاوضات الحقيقية هي التي تكون في ميادين النزال والقتال".
ووجه الجولاني رسالة شكرٍ لـ "أهل الشام الأوفياء"، الذين "رفضوا قصف جبهة النصرة خادمتهم ودرعهم"، مضيفًا بأن الهدنة لو " صدقت في إيقاف قصفكم دوننا فهذا شرف عظيم أن يسخرنا الله في التخفيف عنكم".
اقرأ/ي أيضًا: