بعد شهر من المناوشات والاشتباكات المتقطعة بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، استطاعت المقاومة وقوات الجيش بمساندة طائرات الأباتشي التابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية بسط سيطرتها على مديرية المنصورة في مدينة عدن جنوبي اليمن، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة.
بالسيطرة على مديرية المنصورة، تتم خطة القضاء على الإرهاب في عدن، فالمديرية كانت تصدر السيارات المفخخة إلى بقية مديريات عدن
قوات الجيش انتشرت في كافة المرافق الحكومية في المديرية وعلى رأسها مبنى السجن المركزي والوحيد من نوعه في مدينة عدن والمعلم الحكومي الأبرز الذي كان يتمركز فيه عناصر القاعدة بعد أن قصفت طائرات التحالف مجلس السلطة المحلية الشهر الماضي، كما بسطت نفوذها على مداخل ومخارج المديرية ومنعت مظاهر حمل السلاح في الطرقات والملابس السوداء التي تشير إلى التنظيم، بعد أن ألقت القبض على 21 مسلحًا يشتبه في تورطهم في عمليات الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية، "عبده علي" مساعد قائد مدرعة عسكرية في مديرية المنصورة، قال لـ"الترا صوت": "نحن رجال الأمن سيطرنا على أهم شوارع مديرية المنصورة الذي يعرف بشارع الموت "شارع التسعين"، وأيضًا سيطرنا على شارع السجن وعلى جميع مناحي مديرية المنصورة".
اقرأ/ي أيضًا: مفاوضات اليمن..تأجيل السلم في ترقب الوفاق
العديد من السكان من جهتهم عبروا لـ"الترا صوت" عن استعدادهم لمشاركة المقاومة الشعبية وقوات الجيش المسؤولية في حفظ الأمان وسيادة القانون والنظام، وأكد الصحافي والمحلل السياسي "نبيل مصلح قايد" للموقع أنه وبسيطرة قوات الجيش الوطني على مديرية المنصورة تكون قد استكملت سيطرتها على كافة مديريات محافظة عدن تنفيذًا للخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة اليمنية مطلع الشهر الماضي للقضاء على الجماعات المسلحة، وتبقى مرحلة ما يسمى بـ"الحسم" وتمشيط الشوارع الخلفية للمديرية المليئة بمظاهر القاعدة والسلاح، حيث يستخدم أفراد تنظيم القاعدة بيوت السكان دروعًا لهم.
اقرأ/ي أيضًا: الطائرة المصرية المختطفة..ضربة جديدة للسياحة
القائد الميداني في الجيش الوطني في مديرية المنصورة "أبو اليمامة اليافعي" تحدث لـ"الترا صوت" بالقول: "بعد عمليات استخباراتية جمعنا من خلالها المعلومات عن أماكن عناصر تنظيم القاعدة في مديرية المنصورة، توغلنا في المديرية وقمنا باقتحامها ليلًا والسيطرة عليها وكافة المرافق الحكومية، وسنقضي على كل الخلايا النائمة وخلايا القاعدة التي يدعمها علي عبد الله والحوثيين وسنعيد الأمن والاستقرار إلى مديرية المنصورة وكل مديريات مدينة عدن".
وأوضح الخبير والمحلل السياسي "صادق الدياري" لـ"الترا صوت" أنه وبسيطرة قوات الجيش الوطني على مديرية المنصورة تكون قد قضت على آخر خلايا تنظيم القاعدة وداعش التي يقوم بتمويلها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي لا يريد لمحافظة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد أي استقرار، وتابع: "بما أنه تمت السيطرة على مديرية المنصورة، فإن ذلك يتمم خطة القضاء على بؤرة الإرهاب في مدينة عدن، حيث إن هذه المديرية كانت تصدر السيارات المفخخة إلى بقية مديريات محافظة عدن، آخرها عمليات تفجير انتحارية لثلاث سيارات مفخخة شهدناها في ليلة واحدة قبل بضعة أيام بالقرب من مديرية المنصورة، والتي خرجت من مديرية المنصورة مستهدفة معسكرًا في مديرية البريقة، مع العلم أن هذه التنظيمات كالقاعدة وداعش في اليمن حضورها لغرض سياسي بحت لخدمة علي عبد الله صالح وليس لها حضور فكري تديّني كالذي في سوريا".
من جهة أخرى شنت طائرات الدرونز الأمريكية غارات عدة على مواقع لتجمعات تنظيم القاعدة وحواجز تفتيش ومعسكرات تابعة لها في محافظة لحج ومحافظة حضر موت جنوب اليمن أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وبحسب مصدر حكومي في وزارة الداخلية لـ"الترا صوت"، فإن الاستعدادات الأمنية لإطلاق حملة مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة في محافظة لحج، قد بدأت على غرار الحملة الأمنية الناجحة التي نفذتها قوات الأمن والمقاومة الشعبية في محافظة عدن والتي شهد الجميع ثمرتها في مديرية المنصورة، يأتي هذا بعد الاجتماع الذي عقده محافظ محافظة لحج رئيس اللجنة الأمنية للمحافظة والذي أكد فيه على مضاعفة الجهود والمساعي للبدء في تطبيق الخطة الأمنية الموضوعة على أرض الواقع وتنظيم التنسيق بين أفراد المقاومة والجيش الوطني، والتي ستكون بتأمين المرافق الحكومية في عاصمة محافظة لحج "الحوطة" ومن ثم عموم المحافظة.
اقرأ/ي أيضًا: