اعترف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي، أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جعل منه أضحوكة، وذلك خلال مساءلته الشهرية في البرلمان قبل أيام. وقال بنكيران:" أستيقظ يوميًا فجرًا، لأتصفح "فيسبوك"، أجد نفسي في كل مرة في شكل غريب..إنهم يهزؤون مني".
اعترف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي، أن فيسبوك جعل منه أضحوكة، وذلك خلال مساءلته الشهرية في البرلمان
هذا التصريح هو اعتراف ضمني أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة انتقاد وسخرية بالنسبة للسياسيين المغاربة، أبرزهم رئيس الحكومة، فهذا الأخير وبسبب تصريحاته الكثيرة والمثيرة للجدل، تحول مؤخرًا إلى مادة دسمة لتهكم رواد الفضاء الأزرق، الذي يخشاه العديد من السياسيين المغاربة.
لكن بنكيران ليس وحده محل سخرية عند "الفيسبوكيين" بل وزراء حكومته أيضًا، فعلى سبيل المثل قصة سرير عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربي، القصة بدأت بعدما نشر عمارة على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، تعقيبًا على صحف مغربية حول إعادة الوزير هيكلة مكتبه وتأثيث "غرفة نوم" داخل المكتب، وأثار توضيحه تعليقات متباينة بين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بين انتقاد وسخرية.
اتهمت بعض الصحف المغربية الوزير بصرف مبلغ ثلاثة ملايين درهم (نحو ثلاثمائة ألف دولار أمريكي) من المال العام، لتجهيز غرفة نوم بمكتب يخص العمل، إلا أن الوزير اختار الرد عبر نشر صورتين لتلك الغرفة المكونة من سرير خشبي وحمام عصري، مرفقة بتفاصيل شرائهما، قائلًا إن "السرير لا يتعدى ثمنه ألف درهم (نحو مائة دولار) ولا يختلف عن باقي الأسرة الخشبية العادية التي توجد في منازل المغاربة"، مضيفًا أن "الحمام بلغت تكلفته الإجمالية ثلاثة آلاف درهم (نحو ثلاثمائة دولار)".
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة انتقاد وسخرية بالنسبة للسياسيين المغاربة، الذين تحولوا إلى مادة دسمة لتهكم رواد الفضاء الأزرق
وأثار رد الوزير تعليقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، في ذلك الوقت، ولم تهدأ عاصفة الانتقادات ضده حتى طفت إلى السطح قصة أخرى، وهي قصة لم تشهدها الحكومة المغربية من قبل، ومتمثلة في قصة حب بين وزيرين مغربيين في نفس الحكومة، استعملا صفحتيهما الشخصية على "فيسبوك" للرد على منتقديهما، قبل إقالتهما من الحكومة.
أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على حبهما عبارة "العشق الممنوع". في الحقيقة، لم يتوقع كل من سمية بنخلدون والحبيب الشوباني، أبدًا أن يكونا محط اهتمام المغاربة بتلك الطريقة، فقد تحولت قصتهما إلى قضية رأي عام حتى تم إعفاؤهما من الحكومة، بعدما فضَّلا تواصل علاقتهما على بقائهما في منصب الوزارة في حكومة بنكيران.
"كنسرح بنادم"، هي العبارة التي أحرجت وزير التشغيل والتكوين المغربي بعدما صرح بها خلال حلوله ضيفًا في برنامج إذاعي ومعناها أنه "يرعى الإنسان". أثارت العبارة موجة سخط بين نشطاء "فيسبوك"، مما اضطره للاعتذار في صفحته الرسمية بنفس الفضاء الأزرق.
من جهة أخرى، شرفات أفيلال، الوزيرة المكلفة بالماء في الحكومة المغربية، أثارت بدورها جدلًا على الشبكات الاجتماعية، بعد أن انتقدت ضعف المبلغ المالي الذي يتقاضاه البرلمانيون مدى الحياة بعد انتهاء ولايتهم، ووصفته بـ"2 فرنك"، في حين يقارب 1000 دولار.
الوزيرة تعرضت إلى حملة انتقاد وسخرية من نشطاء لم يتقبلوا تصريحاتها التي أدلت بها خلال برنامج تلفزيوني، وهو ما دفعها إلى الاعتذار، إلا أن ذلك لم يشفع لها واعتبر الكثيرون تصريحاتها "استهزاء بالمواطنين البسطاء الذين يعيشون تحت خط الفقر واستفزازًا لهم".
في الأثناء، لم تتصور حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة في المغرب، أن تكون محل سخرية، مثلما وقع مع شرفات أفيلال بسبب عبارة "2 فرانك"، فلا حديث هذه الأيام عند مدوني المغرب سوى عن الحيطي وحديثها أنها تشتغل لمدة 22 ساعة، فقد اعتبر المغاربة أن الوزيرة تستهزئ بهم، إذ أن العمل لمدة 22 ساعة خلال يوم لا تتجاوز عدد ساعاته 24 ساعة، أمر خارق للعادة، ولا يستطيع أي مسؤول القيام به.
اقرأ/ي أيضًا:
شاب تونسي يكتشف ثغرات في فيسبوك ويكافأ