15-أغسطس-2023
بوستر الفيلم وأبطاله (الترا صوت)

بوستر الفيلم وأبطاله (الترا صوت)

في 17 شباط/ فبراير الفائت، عرضت "نتفليكس" فيلمًا كوريًا جديدًا بعنوان "Unlocked". وإذا كنت من محبي الألغاز والأفلام الغامضة، فعليك مشاهدة هذا الفيلم الذي سيجعلك حريصًا على ألا تفقد هاتفك في أي مكان كان. بل ستكون، بعد مشاهدته، مدمنًا على إبقائه قريبًا منك، وغير قادر على تركه حتى بين أصدقائك المقربين.

ينتمي الفيلم إلى أفلام الغموض والإثارة والجريمة، ويستحق أن يُنتج منه جزءًا ثانيًا كونه يتناول موضوعًا قريبًا من حياتنا اليومية، ويقدّم لنا نموذجًا عن كيفية استغلال هواتفنا بطريقة سلبية تؤثر على حياتنا بطريقة بشعة. تتجلى فكرة الفيلم الرئيسية في حكاية بطلته "لي نا مي" (تشوون وو هي) وهي امرأة عادية تعمل في شركة أغذية، وتدير حسابًا على Instagram يوضح فوائد تناول الطعام الذي يعدّه مطعم شركتها. وبعد انتهاء عملها في الشركة، تذهب لمساعدة والدها في مطعمه الخاص.

يُقدم الفيلم صورة صادمة عما يمكن أن يواجهه الإنسان في حال اختراق هاتفه وانتهاك خصوصياته

نتعرف أيضًا إلى "جون يانغ" (سيوان) الذي سيقلب حياتها رأسًا على عقب بعد أن كانت تتسم بالهدوء. فبعد يوم متعب، ركبت لي نا مي الحافلة لتعود إلى البيت، فوقع هاتفها داخل الحافلة، وهنا بدأت قصتها مع جون يانغ الذي سرق هاتفها وأبلغها في اليوم الثاني بأنه وجد الهاتف باستخدام صوت آخر غير صوته لإخفاء هويته الحقيقية. كما قام بكسر شاشة الهاتف لاستدراجها إلى ورشة صيانة لمعرفة رمزه السري والتحكم به عن بُعد.

وباختراقه لهاتفها، وصل جون إلى تفاصيل حياة لي نامي اليومية وأسرارها، فبدأت الأخيرة تتعثر وتواجه مواقف مريبة خصوصًا تقرّب جون من عواطفها المكشوفة أمامه. بالإضافة إلى اكتشافه بأنها تروّج لشركتها من حساب وهمي حصلت بفضله على علاوة مالية، فقررت الشركة طردها من العمل بعد افتضاح أمرها.

تأكدت لي نا مي حينها من اختراق هاتفها وعجزت عن تبرير ما حدث. يُظهر مقدار الضيق الذي رُسم على وجهها أنها ليست من النوع الذي يفعل مثل هذه الأمور، لكن زملائها في العمل لم يمنحوها الفرصة لشرح موقفها. وكانت المشاهد التي حاولت فيها استعادة ثقتهم، دون أن يصدقها أحد، من المشاهد المدهشة في الفيلم.

استطاعت تشون وو هي التي لعبت دور لي نا مي، تجسيد انهيار الأخيرة بعد فقدها جزءًا من حياتها الخاصة والتلاعب بتفاصيلها. وكذلك قدّم سيوان الذي جسد شخصية جون يانغ، أداءً جذابًا بشخصيته الهادئة التي تُبعد الشكوك عنه. وفي وقت لاحق من الفيلم، تطورت شخصيته بشكل كبير، وأظهر مع هذا التطور قدرته على لعب الأدوار المعقدة. لقد أظهر كل مشاعره الحسية بواسطة وجهه وحركات جسده، وقام بعمل رائع لإظهار مشاعره على أنها مشاعر حقيقية.

أما بالنسبة للموسيقى التصويرية، فقد كانت في البداية مبهجة، لكنها ومع تطور الأحداث تحولت إلى الإثارة والتشويق، كما كانت قاتمة في الكثير من المشاهد. ولذلك فإنها لعبت دورًا مهمًا في إثارة الخوف لدى المشاهدين، وكانت مناسبة أيضًا للمشاعر التي تظهر على وجوه شخصيات الفيلم في المشاهد المصيرية.

يقدّم الفيلم، الذي قد لا يُشاهده كثيرون لأنه ليس أمريكيًا/ هوليووديًا، صورة للمشاهد عما يمكن أن يواجهه في حال فقدانه لهاتفه سواء داخل وسائل النقل العام أو في أي مكان آخر. ولذلك يجب على الجميع مشاهدته للحصول على منظور جديد في التعامل مع وسائل الإعلام، ولتثقيف النفس حول مخاطر التكنولوجيا ككل. وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد بأن هذا الفيلم ليس واقعيًا، لكن أحداثه تقع في عالمنا بصورة دائمة.

عُرض الفيلم في السابع عشر من شباط/ فبراير الفائت، وهو من تأليف وإخراج كيم تاي جون، وبطولة سيوان، و شوون وو هي، وكيم يي وون، و بارك هو سان، وكيم جو. وقد حقق الفيلم تقييمًا بلغ 6.4 على موقع "IMDB".