"لو كان رياض الصالح الحسين حيًّا لكنتُ حبيبتهُ"
دائمًا تقولُ هذا لصديقاتها في جلسات الحشيش.
/
تقول الشّيء نفسه عن الشّعراء الشّباب
الذين يتبادلون الشّهرة عبر القارات
على جدار الفيسبوك والثّورة.
/
أقول لها: "إنهم يعيدون تكرير رياض"
تقول لي: "لأجل هذا بالذّات أحبُّهم،
فكلّ ما أريده أن تصبح الدّنيا والهواء
والطّرقات والأبواب والطيور
والشّعراء وتجار المخدرات والمرضى
والجيوش الفقيرة واللّاجئين؛ رياض".
/
ثم وكأنها تهذي تقول:
"ريااااااض.. ريااااااض
قبّلني في الطريق
ولم يشترِ لي وردة حمراء
آآآآآه من خراب الدورة الدموية
آآآآآه منك يا رياض".
/
ذلك الشاعر الذي يكتب
عن العوالم الإلكترونية
ليس إلا صدى لما قاله عن البريد والحمام.
/
وتلك التي تجعل القصائد بثًا مباشرًا من سريرها
تنسى أن "وعل في الغابة" صفحات بيضاء
تنكتب حروفه لحظة تصويب عين القارئ.
/
وذلك الذي يخط قصائدَ غاضبة
يتجاهل أن الشّاعر لا يحتاج
إلى شهادة جامعيّة.
/
يا حبيبة رياض.. يا حبيبة رياض
هل أقطع لك لساني على طريقة فان كوخ
كي تقتنعي أنني ربما أكونه؟
/
وكما أنّك لن تحبّي هذه القصيدة
وستعتبرينني فاشلًا
لكنني كتبتها كي أثير اهتمام
الفتيات اللواتي يحببن الشّعراء الفاشلين.
/
لا تزال تقولُ في جلسات الحشيش:
"لو كان رياض الصالح الحسين حيًّا لكنتُ حبيبتهُ"
كلنا نعرف أنه سيحبّك
وككلّ حبيباته ستخونينه مع الجميع
لتتركي الشاعر يموت مكمودًا
لا من القصور الكلوي.
اقرأ/ي أيضًا: