01-مايو-2024
اندلعت مواجهات عنيفة مع شرطة نيويورك، أدت إلى اعتقال العشرات من طلاب جامعة مدينة نيويورك العامة "City University of New York"، يوم الثلاثاء، بعد خمسة أيام من الاعتصام المفتوح الذي نظمه طلاب الجامعة احتجاجًا على دعم إسرائيل في حربها على غزة.

(ultrasawt) شرطة نيويورك قامت بفض عنيف للاعتصام في جامعة نيويورك رغم سلميته

اندلعت مواجهات عنيفة مع شرطة نيويورك، أدت إلى اعتقال العشرات من طلاب جامعة مدينة نيويورك العامة "City University of New York"، يوم الثلاثاء، بعد خمسة أيام من الاعتصام المفتوح الذي نظمه طلاب الجامعة احتجاجًا على دعم إسرائيل في حربها على غزة.

وجاء فض الاعتصام، ضمن حملة من القمع والاعتقالات تشمل العديد من الجامعات في الولايات المتحدة، كانت ذروتها إخلاء شرطة المدينة حرم جامعة كولومبيا بالقوة.

ووقعت الاعتقالات والمواجهات في حرم كلية المدينة "City College" الواقع في حي هارلم والشوارع المجاورة له، وجاءت بعد إصدار إدارة الجامعة لبيان، يوم الثلاثاء، تزعم فيه قيام الطلاب بعرقلة الدراسة وافتعال الحرائق وتناول الكحول ورفع العلم الفلسطيني على سارية وسط الساحة، كما جاءت بعد فشل مفاوضات سابقة بين المحتجين والإدارة. وتوعد بيان إدارة الجامعة بعواقب قانونية وإدارية على الطلاب المحتجين حال رفضهم إخلاء المنطقة.

اعتصام جامعة نيويورك حافظ على سلميته طوال الأيام الماضية، ومع ذلك قامت شرطة نيويورك باعتقال العشرات من الطلبة

وجاءت هذه الاعتقالات بعد رد فعل عنيف من الشرطة واعتقالات للطلاب في جامعة كولومبيا "Columbia University" مهد الاحتجاجات والمجاورة لكلية المدينة، بالتزامن مع بداية إدارة جامعة كولومبيا القيام بفصل الطلاب بدعوى استمرار اعتصامهم المفتوح، رغم كل التهديدات.

وتُعدّ جامعة مدينة نيويورك، من أكبر الجامعات العامة في الولايات المتحدة وتضم أكثر من 240 ألف طالب يتوزعون على 25 كلية تنتشر في أنحاء المدينة. فيما اختار الطلاب كلية المدينة للاحتجاج بسبب مركزيتها ووجود مساحات للتخييم فيها، فيما ضم الاحتجاج طلبة من كافة كليات الجامعة الـ25.

وقالت باريما قاضيكار (Parima Kadikar) وهي طالبة في كلية القانون وعضوة في حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (Students for Justice in Palestine) إنها خيمت الليلة السابقة مع المعتصمين، وأضافت أنها كانت هناك اليوم عند بداية المداهمات. 

وأوضحت أنها مصدومة من رفض الجامعة التعامل مع مطالبهم العادلة المتمثلة بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا وماليًا ونزع عسكرة الشرطة والعودة إلى مجانية الجامعة. وأشارت إلى أنها انضمت للاحتجاجات في الجامعة من أول يوم ولكنها مصدومة تمامًا من رد فعل الجامعة والشرطة.  

ووقعت الاعتقالات والمواجهات في حرم كلية المدينة "City College" الواقع في حي هارلم والشوارع المجاورة له، وجاءت بعد إصدار إدارة الجامعة لبيان، يوم الثلاثاء، تزعم فيه قيام الطلاب بعرقلة الدراسة وافتعال الحرائق وتناول الكحول ورفع العلم الفلسطيني على سارية وسط الساحة، كما جاءت بعد فشل مفاوضات سابقة بين المحتجين والإدارة.

وقالت قاضيكار إنها لم تشاهد الأمن إلا خلال اليوم الأول دون تدخل كبير منهم، لكن اليوم "رأت بعينيها كيف تم توظيف العشرات من أعضاء الشرطة يلبسون دروع مكافحة الشغب مع عناصر مجموعة الرد الاستراتيجي (Strategic Response Group) المتخصصة بالإرهاب والشغب السياسي، التي تعرف بنسبة الاعتقالات العالية". أضافت قاضيكار أن العديد من الطلاب أصيبوا رغم أن الاعتصام كان سلميًا منذ يومه الأول.

واستمرت قاضيكار في القول: "إن الإبادة الجماعية في غزة ما زالت مستمرة. الجامعات هناك دمرت وإدارة جامعتنا صامتة رغم أنهم قادرون على كلام لكنهم يرفضون".

يشار إلى أن حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" هي من أكبر الحركات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية في جامعات الولايات المتحدة الأميركية وكندا ونيوزيلندا. وتدعو إلى مقاطعة إسرائيل والشركات التي تتعامل معها. 

من جانبه، قال داني شاو (Danny Shaw)، إنه كان أستاذًا لمدة 18 عامًا في كلية جون جاي للعدالة الجنائية "John Jay College of Criminal Justice"، لكن تم فصله من عمله الشهر الماضي لأنه قام بدعم الشعب الفلسطيني في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخلال دروسه مع مشاركته في تنظيم المظاهرات، إذ قامت مجموعات صهيونية وإسرائيلية نافذة بالضغط على إدارة الجامعة من أجل فصله.

وأوضح شاو أنه جاء إلى الاعتصام في كلية المدينة كل يوم و"لا يخشى من أحد، فهو لن يخسر أكثر مما خسره". 

وأشار شاو إلى أنه كان طالبًا في جامعة كولومبيا، موضحًا أنه يفتخر بها وبالاعتصام هناك. وقال إنه فخور بكل الجامعات التي انضمت للحراك في كامل الولايات المتحدة. 

وأضاف أنه "فخور بالطلاب وليس بإدارة الجامعات"، مضيفًا: "يستخدمون معاداة السامية كسلاح للهجوم علينا"، مشيرًا إلى أنه "يتمنى من الغرب أن يفيق من غسيل الدماغ الذي يعاني منه".

وذكر شاو تعليمه عند الأستاذ الفلسطيني الأميركي المعروف إدوارد سعيد، قائلًا: "كنت طالبًا عند إدوارد سعيد في جامعة كولومبيا وتعلمت منه كيف يتم غسل الأدمغة، وهو ما هيأ المناخ النفسي لهذه الإبادة التي تُرتكب اليوم".

وقال عضو الكونغرس الأميركي عن نيويورك التقدمي جمال بومان، إنه "غاضب" من مستوى تواجد الشرطة في جامعة كولومبيا وجامعات نيويورك. ودعا بومان إدارة كولومبيا إلى وقف "التصعيد الخطير قبل أن يؤدي إلى مزيد من الضرر والسماح لأعضاء هيئة التدريس بالعودة إلى الحرم الجامعي".

وفي سياق متصل، هاجم المئات من أنصار إسرائيل مخيم الاعتصام في جامعة كاليفورنيا (UCLA). وذكرت مراسلة "لوس أنجلوس تايمز" أن المجموعة التي هاجمت المعسكر قبل عدة ساعات كانت تضم حوالي 200 فرد. مشيرةً إلى أن المهاجمين كانوا يهتفون "النكبة الثانية"، في إشارة إلى نكبة فلسطين عام 1948، مع الإشارة إلى أن هذا الهتاف تحول إلى شعار لليمين المتطرف في إسرائيل الذي يطالب بتكرار النكبة.

وبدأ الهجوم في الساعات الأولى من يوم الأربعاء بعد وقت قصير من إعلان جين بلوك، مستشار جامعة كاليفورنيا، أن المخيم المؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي "غير قانوني" وقال إن الطلاب الذين بقوا فيه سيواجهون إجراءات تأديبية.

وفي سياق آخر، قمعت الشرطة مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة بوليتكنيك بولاية كاليفورنيا، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، واعتقلت عشرات الطلاب واحتجزت صحفيًا واحدًا على الأقل.

وفي جامعة أريزونا، طلبت الشرطة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء من المتظاهرين في الحرم الجامعي أن يتفرقوا لأنهم كانوا "تجمعًا غير قانوني"، ثم طلبت من شرطة الجامعة تنفيذ هذا الحكم.

وفي جامعة تولين، اعتقلت الشرطة عشرات الطلاب وأوقفت الجامعة العديد منهم.

وتوصلت جامعة براون إلى اتفاق مع الطلاب المحتجين على الحرب على غزة يقضي بإزالة مخيماتهم من أرض الجامعة، مقابل أن تفكر المؤسسة في سحب استثماراتها من إسرائيل.

يشار إلى أنه تم اعتقال أكثر من 1000 متظاهر يحتجون على العدوان على غزة على مدى الأسبوعين الماضيين في الجامعات في ولايات من بينها تكساس، ويوتا، وفرجينيا، ونورث كارولينا، ونيو مكسيكو، وكونيتيكت، ولويزيانا، وكاليفورنيا، ونيوجيرسي.