30-أبريل-2024
سبب ظهور الإعلانات بمجرد الحديث عنها

(freepik) هل الجوال يسمع كلامنا حقا؟

لماذا تظهر لنا إعلانات المنتجات عند الحديث عنها؟ وكيف يعرف فيسبوك ما تفكر فيه؟ وهل الجوال يسمع كلامنا؟ أسئلة كثيرة قد تدور في أذهاننا عندما نتحدث عن شيء ما سواء أكان منتج معين أو خدمة ما مع أحد الأصدقاء ونجد إعلانات خاصة بها عندما نتصفح الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها موقع فيسبوك، فنشعر بأن هواتفنا ما هي إلا أدوات تنصت تهدف إلى جمع المعلومات الشخصية عنا واستخدامها للترويج للمنتجات المختلفة أو لأغراض تجارية مختلفة، لكن هل حقًا يوجد من يتنصت علينا؟ في هذا المقال سنجيب عن أكثر الأسئلة شيوعًا والتي تدور في أذهان معظم مستخدمي الهواتف الذكية، وهي لماذا تظهر إعلانات المنتجات عند الحديث عنها؟ تابع قراءة المقال لمعرفة الإجابة عن تلك التساؤلات.

تختار الشركة عشوائيًا جزءًا صغيرًا من محادثات المستخدمين مع سيري، لتحليلها ومعرفة كيفية تحسين جودة الخدمات المقدمة لهم

أسباب ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها

قد يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي حول ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها وهو؛ هل الجوال يسمع كلامنا؟ الإجابة على هذا التساؤل هو نعم، فالهواتف الذكية بإمكانها الاستماع إلى مستخدميها ومعرفة رغباتهم وميولهم من خلال الطرق التالية:

  1. التنصت على المساعدين الافتراضيين

من خلال  التنصت على المساعدين الافتراضيين عبر الميكروفون المدمج بالجهاز يمكن جمع المعلومات عنه لاستهدافه لأغراض تجارية، فعلى سبيل المثال؛ في عام 2011م، قدمت شركة أبل أول مساعد افتراضي مصمم لهواتف الآيفون وهو سيري، وقد مهدت الطريق للمساعدين أليكسا وكورتانا وغيرهما الكثير، وهؤلاء المساعدين بإمكانهم الاستماع إلى صوت مستخدم الهاتف طوال الوقت، فبعد أن يشغل أمر ما، يتعرفون عليه حتى يتمكن من إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية وطرح الاسئلة التي يريد إجابة عليها، والتحكم في الجهاز وهكذا.

 وبعد ذلك كله، تختار الشركة بشكل عشوائي جزءًا صغيرًا من محادثات المستخدمين مع المساعد الافتراضي سيري، لتحليلها ومعرفة كيفية تحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، وقد كشفت إحدى التقارير في عام 2019م أنه في بعض الأحيان يفعل المستخدمون سيري عن طريق الخطأ ويسجلون الأمور الخاصة بهم؛ كحديثهم مع عائلتهم وأصدقائهم، أو مناقشة أعمالهم، أو الحديث مع الطبيب عند زيارته، وكل ذلك ينقل لاحقًا إلى المسؤولين عن تحليل التسجيلات الصوت، إلا أن الشركة اعتذرت عن ذلك ووعدت بتحسين سياساتها، إلا أن الأمر لا ينطبق على سيري فحسب، وإنما هناك من يستخدم أليكسا من أمازون، ومساعد جوجل وجميعها تستخدم سياسات متماثلة.

  1. جمع البيانات من متصفحات الويب

تظهر إعلانات المنتجات لنا بمجرد الحديث عنها نتيجة جمع البيانات التي يبحث عنها مستخدمو الهواتف الذكية عبر متصفحات الإنترنت المختلفة، فكتابة شيء ما في شريط البحث في جوجل، سيساعد الخوارزميات في الهاتف على معرفة المنتجات التي يبحث عنها المستخدم، وستبدأ بمساعدته على إيجاد ما يبحث عنه من خلال التطبيقات المساعدة والإعلانات المخصصة لذلك، فعلى سبيل المثال؛ إذا أراد المستخدم البحث عن وكلاء سيارة في منطقته، فستبدأ الإعلانات ذات الصلة بالظهور له عبر الإنترنت، وهو ما يسبب ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها.

  1. إعطاء الإذن للتطبيقات باستخدام الميكروفون

تستخدم بعض الشركات نوعًا مخادعًا من مراقبة البيانات، والذي يسمى بالتتبع بالموجات فوق الصوتية عبر الأجهزة المحمولة، إذ تستخدم التطبيقات الموجات فوق الصوتية التي لا يمكن سماعها بواسطة الأذن البشرية لربط جميع الأجهزة التي يمتلكها المستخدم لتتبع سلوكه وموقعه، وبمجرد أن يلتقط ميكروفون الهاتف تلك الإشارات، فإنه يمنح المعلنين القدرة على تحديد ما كان يشاهده المستخدم أو يتحدث عنه للتو، وهذا ما يسبب ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها. 

ولهذا السبب تطلب بعض التطبيقات الإذن للوصول إلى الميكروفون الخاص بالهاتف المحمول الخاص بالمستخدم لهذا الغرض، وبالتالي يجب الحذر وقراءة الأذونات المطلوبة من التطبيقات المحملة على الهاتف جيدًا قبل السماح لها بالوصول إليها، فإذا كان التطبيق ليس بحاجة إلى الوصول إلى الميكروفون فيجب عدم إعطائه الإذن باستخدامه.

  1. جمع البيانات من الملفات الشخصية على المواقع

تجمع التطبيقات والخدمات الداعمة على الهواتف المحمولة البيانات الشخصية للمستخدمين من الملفات الشخصية لهم سواء أكانت على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني أو غيرها، لإظهار إعلانات حول المنتجات التي يهتم بها أو التي بحث عنها للتو أو تلك التي تلقى رسالة بريد إلكتروني حولها حديثًا، وهو أمر مثير للقلق للعديد من المستخدمين، ويعدونه انتهاكًا لخصوصيتهم.

استخدام حساب الفيسبوك للدخول إلى المواقع أو غيرها، يؤدي إلى جمع البيانات حول المستخدم وعما يفعله على تلك المواقع

كيف يعرف فيسبوك ما تفكر فيه؟

قد يلاحظ الكثير من المستخدمين ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها مباشرة على الفيسبوك عند تصفحهم له، أو بعد بحثهم عن المنتج عبر متصفحات الإنترنت، أو عند الحديث عنها مع الأصدقاء على تطبيقات المراسلة المختلفة، فما السر وراء ذلك؟ وكيف يعرف فيسبوك ما تفكر به؟ فيما يأتي طرق ذلك:

  1.  استخدام الخوارزميات 

ينكر القائمون على موقع فيسبوك أنهم يستمعون إلى المحادثات الصوتية الخاصة بالمستخدمين لاستهدافهم بالإعلانات المخصصة حول المنتجات التي يبحثون عنها، لكن كيف تظهر إعلانات المنتجات عند الحديث عنها؟ يقول القائمون على الموقع أنهم قادرون على جمع بيانات المستخدمين من خلال الخوارزميات الخاصة بالموقع، إذ إنهم يجمعون المحتوى والاتصالات والمعلومات الأخرى بما فيها؛ الصور ومقاطع الفيديو والحسابات والمجموعات التي يتصل بها المستخدم، كما أنهم يسجلون المنشورات ومقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدم، ويجمعون معلومات الدفع الخاصة به، ويستخدمون المعلومات تلك جميعها لاستهداف المستخدمين بإعلانات بناء عليها.

  1. تتبع نشاط المستخدم على المواقع الأخرى

تجدر الإشارة أنه بإمكان تطبيق فيسبوك تتبع ما يفعله المستخدم على مواقع الويب والتطبيقات الأخرى التابعة له؛ كالإنستغرام مثلًا، لهذا تظهر إعلانات المنتجات عند الحديث عنها، فإذا بحث شخص ما عن منتج معين على متصفح الإنترنت جوجل مثلًا، فإن الإعلانات الخاصة حول هذا المنتج ستظهر له على فيسبوك أيضًا.

  1. استخدام حساب فيسبوك لتسجيل الدخول إلى المواقع

يؤدي استخدام حساب الفيسبوك لتسجيل الدخول إلى موقع ويب، أو للاشتراك في بريد إلكتروني، أو في إجراء عملية شراء أو الحصول على قسيمة ما، وبذلك يمكن من خلال ذلك لفيسبوك جمع البيانات حول المستخدم وعما يفعله على تلك المواقع؛ كعرض صفحة ويب معينة، أو إضافة منتج إلى عربة التسوق عبر الإنترنت، وهو ما يسبب ظهور إعلانات المنتجات عند الحديث عنها.

  1. منح الأذونات لتطبيق فيسبوك

تظهر إعلانات المنتجات عند الحديث عنها على الهواتف المحمولة لأن المستخدم يكون قد منح الإذن لتطبيق الفيسبوك أو لشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى بالوصول إلى الميكروفون أو الموقع وغيرها من الأذونات، وبالتالي فإن فيسبوك يتمكن من معرفة مكان وجود المستخدم حتى عند إغلاق التطبيق، إذ إنه يترك بيانات ملفات تعريف الارتباط على الأجهزة لتتبعها، وبالتالي يمكن لفيسبوك إظهار إعلانات حول المنتجات أو الأماكن المتاحة للمستخدم بالقرب من المكان الذي يتواجد به.
 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن تتبع الهاتف لنشاط المستخدم عليه يعد قانونيًا إذا وافق المستخدم على شروط وأحكام مزود خدمة المساعد الافتراضي عليه، فمن القانوني تتبع محادثاته مع سيري أو مساعد جوجل أو أليكسا لأغراض التسويق، إلا أن الأمر يصبح غير قانوني إذا كان أحد التطبيقات يتجسس على المستخدم دون موافقته، لذلك فمن المهم مراجعة الأذونات المعطاة لكل تطبيق على الهاتف والتعرف على الطرق التي يمكنها تتبع نشاط المستخدم بها عبر الهاتف وإزالة غير الضروري منها، وعدم إعطاء التطبيقات الجديدة أذونات ليست بحاجة إليها، فعلى سبيل المثال؛ لا حاجة لتطبيق خاص بالصور إلى إذن الوصول إلى الميكروفون، إذ يمكنه تسجيل صوت المستخدم واستخدام المعلومات الخاصة به لأغراض تضره، لذا يجب الحذر من هذا الأمر.