المقال التالي ترجمة لـحوار في مجلة "نوفيلبس"عن سر استقطاب داعش للأشخاص العاديين.
تكمن قوة داعش في قدرتها على استثمار الوقت للاستماع إلى كل شخص ترغب في استقطابه، وتجد وسيلة لتزاوج بين حالات الإحباط الشخصي مع سرديتها الكبرى
_____
أثار تنظيم الدولة الإسلامية منذ ظهوره ولا يزال جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية كما في الأوساط الأكاديمية والمثقفة حول العالم. أما في أوروبا فمع تصاعد التهديد الإرهابي بعد هجمات باريس وبروكسل وتنامي عدد الملتحقين بالتنظيم ممن يحملون جنسيات أوروبية ولدوا وتعلموا في شوارع ومدارس باريس وبرلين ولندن أصبحت الرغبة في تفكيك هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ضرورة ملحة رغم أن هذا الموضوع بالتحديد أصبح محل ابتزاز ومزايدة خاصة من طرف اليمين المتطرف لإقصاء المسلمين وتجريمهم.
وفي خضم كل دعوات العنصرية والكراهية تجاه المسلمين، تتصاعد أصوات أخرى تدعو إلى التعقل والفهم من خلال منهج علمي محايد بعيدًا عن دعوات الإسلاموفوبيا، وإلى ضرورة أن تراجع أوروبا نفسها. في هذا الحوار الذي قامت به مجلة (الملاحظ) L’observateur مع رافييل ليوجي وسكوت أتران في عددها الصادر بتاريخ 21 أيار/مايو 2016.
يتقاسم عالم الأنثروبولوجيا سكوت أتران وعالم الاجتماع رافاييل ليوجي القناعة بأن نجاح الدولة الإسلامية بهذه السهولة في تجنيد الأشخاص يتطلب منها تقديم قصة منطقية وقابلة للتصديق. ولمقاومتها إذن وجب علينا خلق قصص وسرديات قادرة على منافستها.
OBS: سكوت أتران، في كتابك تعتقد أننا نقلل من قدرة داعش على استقطاب الشباب والطوباوية التي تتحلى بها وحتى "القيم" التي يحملها هذا التنظيم. الإرهابيون، المرضى النفسيون، أو كما يصفهم أوليفييه روي، "العدميون" هل لديهم قيم؟
سكوت أتران: توصيف الذين ينضمون إلى داعش بالمرضى النفسيين أو العدميين لا ُيمكِنُنا من فهم هذه الظاهرة. إن كان الأمر كذلك فكيف تفسرون وجود متعاطفين مع داعش في مائة دولة -في آخر إحصائية- رجالًا ونساء، من جميع الأعمار، ومن خلفيات اجتماعية متنوعة؟ شباب مهمش في فرنسا وأكاديميون من بريطانيا وعمال من شمال إفريقيا انجذبوا جميعهم إلى الثورة التي قادتها داعش وإلى التغيير العميق الذي يمكن أن تحدثه لهم.
يعتقدون أن حياتهم الحالية لا معنى لها وعدمية في الآن ذاته لذلك يريدون التخلص منها. وحتى في صورة قدوم أغلبية المنتمين لداعش من أوساط الجريمة والتهميش فإنهم فعلا يشعرون بمهمة أخلاقية ملقاة على عاتقهم. ومن بين هؤلاء، هناك، كما في كل مكان، أناس أغبياء، وأذكياء، وبعض المرضى النفسيين. ولكنهم في الغالب أناس عاديون وطبيعيون. ما يجب أن يُفسر هو سبب انجذاب هؤلاء الناس العاديين لهذه المغامرة الثورية.
رافاييل ليوجي: أعتقد مثل أوليفييه روي أننا إزاء «أسلمة» الراديكالية. لا راديكالية الإسلام لكنني لا أتفق معه في النتيجة أي أننا على مشارف العدمية. العدمية التي تمثل ظاهرة تندرج ضمن تطور الحداثة الغربية الليبرالية، تقطع مع السرديات الكبرى في حين أن داعش تقدم سردية مماثلة.
لا يمكن أن تعيش البشرية بدون سردية كبرى، أي بدون أسطورة. و"الأرضية الأسطورية" تسبق العقلانية: يجب الالتصاق بهذه الأرضية، بمعنى "الالتحام" معها قبل الانضمام إلى أي مشروع جماعي، بمعنى "الانضمام". يشير الالتحام/الالتصاق إلى "الرغبة في أن يكون" «le désir d’être»، والتي هي أكبر من الرغبة في البقاء أو حتى من الحياة في حد ذاتها. أن يكون هو أن يثبت كينونته أي أن يكون جزءًا من القصة أو الأسطورة. عندما نسأل الطفل "ماذا يريد أن يكون في المستقبل؟"، فنحن في صميم فكرة السردية. والديني هو سردية قبل كل شيء.
في مجتمعاتنا، تقلصت المساحات التي تصنع فيها هذه السرديات. انحسرت فكرة الأمة وأصبح الخطاب حول العلمانية نخبويًا لا يتوجه للجميع. وهذا ما توفره داعش أكثر من تنظيم القاعدة الذي يلعب على نفس الحبل العقدي الإيديولوجي، أنها قصة ملحمية. يمكن أن يكون الشخص طائشًا، وغير متعلم وجاهلًا بالتعاليم القرآنية وبقواعد اللغة العربية، وينتمي -بمعنى الالتحام- إلى تصورات متطرفة هذا يعطي لحياته معنى. طبعا هو لا يعتبر هذه الحياة عدمية بالعكس يراها إيجابية جدًا حتى لو كان ذلك يؤدي إلى قتل وجرائم وحشية من وجهات نظرنا. وعندما يفجر نفسه أو ينتحر فهو بذلك لا يلبي رغبة في الموت بل في العيش في العالم الآخر.
اقرأ/ي أيضًا: صلاح عبدالسلام..أوان الصمت المقلق
هل يريدون الجنة حقًا؟
رافييل ليوجي: بالضبط، على الرغم من أن هناك مجموعة متنوعة من الدوافع، كما أن هناك العديد من الامتيازات. إضافة إلى الخطاب الفكري واللاهوتي لتنظيم القاعدة، أتبعت داعش خطة تسويقية موجهة للجميع. تصوير وقصة خاصة لإغواء الرجال والنساء والمثقفين والشباب الطائش. ليست هناك حاجة لاتباع مسار أصولي. كل هذا انتهى ببناء نوع من الدين الجهادي مستقل نسبيًا فيما يتعلق بالأصولية الإسلامية التقليدية.
عند تحليل داعش لا يجب أن ننسى البعد الاجتماعي، فالأشخاص الذين شاركوا في التفجيرات الأخيرة، انضم 80٪ منهم إلى التنظيم رفقة أصدقائهم
أتران: أنا أحب فكرتك عن أن الكثير من الناس المختلفة تنجذب من قبل داعش لأنهم يبحثون عن سردية تعطي معنى لحياتهم. كان هذا هو الحال مع البلاشفة والنازيين. إن المجندين من قبل داعش يعتقدون أنهم ينقذون العالم من خلال تدميره أولا حتى لو كانت هذه الرؤية كارثية ومروعة. في هذه المقاربة يبرز العنف أحد طقوس البلوغ إلى التحرر الشخصي وتحرير الإنسانية في نفس الوقت.
تكمن قوة الدولة الإسلامية في قدرتها على استثمار الوقت للاستماع إلى كل شخص ترغب في استقطابه: إنها تجد وسيلة لتزاوج بين حالات الإحباط الشخصي مع سرديتها الكبرى. إنها في النهاية سردية العالم الذي تشيده. أعرف حالة امرأة خصصت لها داعش ألفي ساعة من الحوار والنقاش لإقناعها: "نحن نفهم أنك تحبين والدتك، والدك، أخواتك، وتريدين تكريمهم، ولكن هذا لا يكفي في الحياة…
ليوجي: يتعلق الأمر هنا بالبحث عن تعزيز الانتماء العاطفي لمصير واحد أكثر منه الاتجاه إلى قناعات عقلانية أو دينية.
أتران: لا يجب أن ننسى البعد الاجتماعي، بمعنى البعد "العلائقي". ومن بين الأشخاص الذين شاركوا في التفجيرات الأخيرة، انضم 80٪ منهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية رفقة أصدقائهم. إنهم ينتمون إلى مجموعات موجودة من قبل انصهرت بالكامل والتحقت بالتنظيم. لذلك أنا مندهش دائمًا من أن فريق كرة قدم بالكامل، ومجموعة من طلاب كلية الطب في السودان أو حي في ليبيا أو المغرب يمكن أن يختاروا معا هذا الطريق.
إذا لم نتمكن من فهم هذه الأسباب سيصبح منع تجنيد الشباب صعبًا. تدور جميع المبادرات الحالية حول الفرد، حالته النفسية وميولاته. وهي مقاربات واسعة جدًا وفضفاضة إذ من الأفضل التركيز على المجموعات. أيضًا لا يجب التغافل عن مسألة الدين الذي يعتبر صناعة مشتركة تعطي معنى للحياة وتسمح للمرء بالعيش ضمن إطار المجموعة.
ليوجي: تمر السردية المشتركة عبر المظهر أي عبر الإخراج وبالتالي عبر المجموعة. والدين يسمح لنا جميعًا بأن نعيش جميعًا قصة.
أتران: كيف تمكن المرء من الصمود وفرض نفسه على مر التاريخ في حين كان أصغر من العديد من المخلوقات الأخرى؟ لأنه قام بتدريب/صناعة مجموعات من الناس على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل بعضهم البعض. ليس فقط من أجل آبائهم ولكن أيضًا من أجل غرباء لا تجمعهم معهم إلا الأفكار، بل أحيانًا الأفكار السخيفة والعبثية. تكمن المفارقة عند الإنسان أن لديه بالتأكيد أسباب وجيهة، ولكن أيضا معتقدات سخيفة، وهذه الأخيرة تدفعه للتضحية والتعاون والوحدة. وكلما زاد الإيمان بها أي بهذه القناعات كلما زاد الاستعداد على التغلب على المجموعات الأخرى.
ليوجي: لا أعتقد أن هناك فرقًا جوهريًا عند الإنسان بين مجال العقلانية ومجال الأسطورة. المستوى الأساسي للانتماء هو الانتماء للأسطورة والتوجه العقلاني يندرج داخلها.
أتران: أنا موافق. حتى مفهوم حقوق الإنسان هو في الواقع مفهوم ديني للغاية. بعد مائتي ألف سنة من التاريخ البشري، فجأة، خلق بعض المثقفين في أمريكا وفرنسا، هذه الأسطورة بدون حروب فقط من خلال الهندسة المؤسسية والاجتماعية أخضعوا هذا المفهوم مباشرة للتجريب والتنفيذ. لم يكن الأمر حتميًا. لذلك أعتقد أن الحضارة متقطعة جدا، ويمكن أن تنهار. وحاليا، تطرح الدولة الإسلامية بديلًا لديه قدرة حقيقية على الجذب.
ليوجي: تلعب الأسطورة الحية دورًا بديهيًا. يمكننا أن نضحي من أجلها ولكن أحيانًا يأتي الوقت الذي تتحول فيه الأسطورة إلى خيال. يشبه ذلك عندما يلعب الأطفال عملاء سريين: أنهم يعرفون أن هذا خطأ ووهم. النزعة الإنسانوية أيضا تحولت كما تحولت قبلها المسيحية من الأسطورة إلى الخيال.
اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل الاستغاثة الأخيرة للطائرة المصرية المنكوبة
ألايمكننا إعادة "أسطرة" الإنسانوية والقيم الليبرالية؟
ليوجي: إنك بذلك تقوم بلصق رقع على جدار مهترئ وهذا لا يستقيم.
أتران: ليس بالضرورة. في سنوات 1960، ذكر برنارد لويس أن الإسلام أصبح دين "اسميًا" [دون مضمون حقيقي]، لكنه كان مخطئًا: كان الإسلام عاملًا نشطًا في ظروف سياسية واجتماعية محددة، وبالمثل، في أمريكا اللاتينية، ساعد "لاهوت التحرير" على إنعاش المسيحية من خلال منح العديد من الناس الدافع الحقيقي في الحياة. أيضًا يحاول اليمين المتطرف في أوروبا الآن إحياء أسطورة القومية.
ليوجي: ليس هناك فرق عند الإنسان بين العقلانية والأسطورة. المستوى الأساسي للانتماء هو الانتماء للأسطورة والتوجه العقلاني يندرج داخلها
لماذا، سكوت أتران، تتحدث عن ثورة بالنسبة لداعش؟
أتران: داعش تعد بعالم جديد يوتوبيا جديدة ومدينة فاضلة. لقد وجدت وسائل لتعزيز رؤيتها: مساحة كبيرة، امتداد إقليمي وعدد كبير من أنصار. في العالم السني، تمثل المحور الوحيد اليوم الذي تدور حوله الأفكار. وكل شخص يحدد موقفه فيما بعد: مع أو ضد.
في فرنسا، فإن السؤال "هل أنا مع أو ضد داعش؟" لا يطرح حقًا. لا توجد مثلا رسومات على الجدران موالية للتنظيم.
أتران: في فرنسا، معظم الناس ضد تنظيم الدولة. ولكن ليس هناك منافس.
ليوجي: هذا هو ما ألاحظه على أرض الواقع. حتى أن الأصوليين الرافضين للجهاد يرفضون التنظيم ليكونوا أكثر اتساقًا مع أنفسهم.
أتران: لماذا تمتد الدولة الإسلامية، التي لم تكن موجودة قبل عامين، الآن على الجزر البعيدة من غينيا الجديدة إلى الغابات الاستوائية في البرازيل؟ لأن أفكارها معدية ودفعت بجميع الإمكانيات من أجل نشرها وترويجها. كان هتلر يعتقد كما سبق وأن أشار إليه أورويل أن البشر لا يريدون فقط الراحة والسلامة والصحة. ولكن هم في حاجة أيضا لاستشعار الخطر والتضحية والتعالي. ربما لذلك اتبعه 80 مليون نسمة لأنهم كانوا يؤمنون بهذه ’’العبثية’’ الثورية.
ما الذي يجب القيام به لحماية الشباب من الانجذاب لحلم الخلافة الذي تقترحه داعش؟
أتران: على الشباب أن يعبر على نفسه وأن يخلق حلمًا بديلًا ونحن نتابع ذلك. يجب الاستماع إليهم لفهم لماذا ذهب الآلاف منهم إلى سوريا، لماذا يرى عشرات الآلاف في الدولة الإسلامية مصدرًا للأمل. بدلا من هذا، يقترحون عليهم "الاعتدال". يمكن لأي شخص لديه مراهق في عائلته فهم كم هو مثير للسخرية هذا المقترح الأخير.
ليوجي: مثير للسخرية تمامًا!
أتران: نقصفهم برسائل كثيرة لنذكرهم كم هي رهيبة داعش تقطع الرؤوس وتقتل الأبرياء وتنتهك حقوق النساء ولكنهم يعرفون بالفعل كل شيء! لا يوجد برنامج لمكافحة الفقر والتهميش. وبدلا من مد جسور للتواصل معهم نعزلهم أكثر ونجرمهم ونحولهم إلى مرضى نفسيين. سألتُ منظمة مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية، دولة 330 مليون نسمة، كم من الناس كانوا على الأرض للتفاعل والتحاور مع الأشخاص الذين يحتمل أن تجذبهم داعش. لديهم خلية واحدة في لوس أنجلوس. واحدة فقط! لذلك نحن ننفق مليارات الدولارات على الإرهاب!
ليوجي: ينبغي لنا أن نبدأ أولا بعدم القيام بالتسويق لتنظيم الدولة. عندما يتحدث مانويل فالس عن حرب الحضارات وعندما يخلط الإسلاموية والأصولية والسلفية، فإنه يكرس بخاطبه التمييز ضد المسلمين، وهذا ما تبحث عنه داعش على وجه التحديد. إنه يقدم لها فرصة سانحة لتعزز سرديتها ومجانًا أيضا. بداية التوظيف! كان الجدل حول قانون إسقاط الجنسية سيئًا للغاية، تمامًا مثل فكرة فرض حظر الخطب باللغة العربية أو الحديث عن إقامة مراكز لمكافحة التطرف.
أتران: في الولايات المتحدة، طالب مرشح للرئاسة بمنع دخول المسلمين للأراضي الأمريكية. إنه يوفر الأكسجين الضروري لداعش.
ليوجي: لماذا يحدث كل هذا إذن؟ لأننا نواجه فراغًا ولأننا غير قادرين على صياغة سردية خاصة في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة. نتخندق في شكل من أشكال القومية، بحثًا عن هوية فرنسية أضحت مفرغة من محتواها، فأطفالنا لا يعرفون حتى النشيد الرسمي الفرنسي.
هل يمكن في المقابل خلق سردية مضادة ناجعة؟
ليوجي: يجب أن لا تكون هذه السردية الجديدة مجرد ردة فعل أو نفي لسردية داعش. يجب أن نؤمن حقًا بها لتكون إيجابية. ويفترض على المستوى الأوروبي الاهتمام بالبيئة، والتنمية الشخصية، والروحانية، بطريقة جذرية. الاعتدال هنا ليس ناجعًا يجب أن نقاوم التطرف بالتطرف ولكن التطرف في الأشياء الإيجابية. لماذا ينضم الناس إلى الدالاي لاما؟ لأنه أنعش قيم الإنسانية، والبيئة ضمن مسار روحي. إنه مسار ناجع أفضل من القومية الجديدة التي يدعو إليها مانويل فالس أو الخطاب الإنساني العقلاني لهابرماس.
هل يمكن أن يكون للدالاي لاما تأثير في الأحياء المهمشة والفقيرة؟
ليوجي: ليس ذلك مستحيلًا. أقوم بندوات في الأحياء 93 أو في المناطق الشمالية في مرسيليا أين يعيش بعض الشباب في محيط من العنف والجريمة في حين اتجه البعض الآخر إلى السلفية. حسنًا، أعتقد أن البعض الآخر أيضًا سلك طريقًا مخالفًا. (الصوفية)*. تبنى "العصر جديد" (حركة روحانية شبه دينية غربية نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين)***، أو اهتم بالأيورفيدا والتأمل من خلال أداء الصلاة، وممارسة الكونغ فو. عندما أقول لهم أني أتأمل كل يوم، فإنهم ينظرون إلي بكل احترام، بما في ذلك السلفيين.
أتران: الدالاي لاما؟ ربما عندما تطير الخنازير. أنا أكثر تشاؤمًا. مازال تهديد داعش لأوروبا غير جدي أو وجودي مثلما كانت الاشتراكية الوطنية في العشرينيات. ولكن رد فعل السياسيين يجعله يزداد حدة في حين تسحب القوى النابذة أوروبا إلى التحلل. إن أصبح التهديد وجوديًا تتم عندها تعبئة المجتمع مما قد يودئ إلى الاقتتال وسفك الدماء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سكوت أتران Scott Atran
64 سنة، عالم الأنتروبولوجيا الفرنسي الأمريكي، متخصص في الإسلاموية الراديكالية. مدير الأبحاث في المركز الدولي للبحث العلمي وجامعة أكسفورد، أشرف على مجموعة من الباحثين كانوا في اتصال مباشر مع مقاتلين من تنظيم الدولة والقاعدة. نشر مؤخرًا كتابه "ثورة الدولة الإسلامية".
*رافاييل ليوجي Raphaël Liogier
عالم اجتماع وفيلسوف فرنسي. يعمل أستاذًا جامعيًا لدى معهد الدراسات السياسية في مدينة «إكس-أون-بروفانس» في جنوب فرنسا. يسهم بالكتابة في مجلة «لوبوان» الباريسية. سبق له وقدّم العديد من المؤلفات، في عدادها: أسطورة الأسلمة. دراسة وسواس جماعي، الاهتمام بالذات ووعي العالم ونشر مؤخرا كتابه "صدام الحضارات الذي لن يقع".
اقرأ/ي أيضًا: