منذ حوالي ثمانية أشهر، شهدت محافظات جنوب اليمن خروج جماعة الحوثي وصالح منها بعد حرب، دامت أكثر من خمسة أشهر، مع المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني المدعومة بقوات التحالف العربي.
جهود الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي تركزت على طرد الحوثيين دون الالتفات إلى ملء الفراغ الأمني الذي يتركه الحوثيون وراءهم
جهود الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي تركزت على طرد الحوثيين دون الالتفات إلى ملء الفراغ الأمني الذي تركه الحوثيون وراءهم ما أدى إلى انتشار جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية حكمت المشهد الأمني.
في محافظة لحج جنوبي اليمن، الفراغ الأمني أعطى الفرصة لمجاميع تنظيم القاعدة الحرية الكاملة لتسيطرعلى مرافقها في ظل غياب تام للسلطات المحلية والأمنية، كما نفذت عمليات اغتيالات ونهب لمرتبات الموظفين وقامت لاحقًا بتفجير عدد من المباني الأمنية ومدرعات تابعة للتحالف العربي، كما قامت بتفجير أربعة من كبرى المعسكرات في محافظة لحج آخرها معسكر عباس التابع لقوات الأمن المركزي والذي أتبعوه بتفجير مبنى أمن إدارة محافظة لحج في ذات الوقت.
اقرأ/ي أيضًا: المغرب نحو التصعيد مع الأمم المتحدة..إنها الصحراء
وبحسب المحلل السياسي نبيل مصلح ل"الترا صوت" فإن الهجمات الأخيرة التي استهدفت برج المراقبة التابع للاستخبارات في المحافظة قبل نحو نصف شهر وتفجير المعسكرات فإنه يدل على بداية قيام ولاية إسلامية تابعة لهم في محافظة لحج نتيجة السيطرة الكاملة لعناصرهم على المرافق الحكومية هناك، وأما عن استهدافهم لقوات الجيش والأمن فأوضح أن عناصر القاعدة يعتقدون أن المنتسبين للجيش عملاء لدى أمريكا والغرب والذين يحاربون قيام الدولة الإسلامية في اليمن والمنطقة.
ويرى مراقبون أن الغارات الجوية التي تقوم بها مقاتلات التحالف بين الحين والآخر على مواقع وتجمعات عناصر تنظيم القاعدة في الحوطة عاصمة محافظة لحج ليست مجدية، وأن الأمر يحتم التدخل البري لتطهير المحافظة من عناصر التنظيم.
اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات لقراءة "الانسحاب الروسي" من سوريا
وائل القباطي مدير تحرير صحيفة وموقع عدن تايم أوضح لـ"التراصوت" قائلًا: "ما لم تتخذ الحكومة اليمنية إجراءات لحسم عسكري في محافظة لحج فإنها ستصبح بؤرة تقوم بتصدير الإرهاب لبقية المحافظات في جنوب اليمن، خصوصًا وأنها المتهمة الأولى بتصدير الإرهاب وإرسال التعزيزات من عناصر تنظيم القاعدة إلى العاصمة المؤقتة مدينة عدن، والتي تعاني من اضطرابات أمنية واشتباكات عنيفة بين أفراد التنظيم وقوات الجيش والأمن".
وقال الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية هاني المحويتي: "عناصر تنظيم القاعدة كانت متواجدة في محافظة لحج قبل دخول الحوثيين إلى المحافظة منذ نحو أكثر من عام وقاموا بالقتال جنبًا إلى جنب مع المقاومة الموالية للرئيس هادي في الحرب ضد الحوثيين ومن ثم إخراجهم من المحافظة، فأصبحوا قوة ذات ثقل وتواجد ميداني وأمني احتضنتها بعض قبائل لحج التي ينتمون إليها، لذلك فهم يريدون أن يكون لهم حضور رسمي وعلني".
فيما أكد مدير أمن محافظة لحج العميد طيار عادل الحالمي لـ"الترا صوت" أنه ليس هناك وجود واضح لعناصر تنظيم القاعدة في مديرية لحج وليس لها أي سيطرة تذكر، وأوضح العميد أن أعمال الشغب والتخريب التي تجعل الأمن مضطربًا في عاصمة محافظة لحج "الحوطة" يقوم بها بعض الشباب احتجاجًا على عدم استكمال دمج أفراد المقاومة الشعبية من شباب لحج في صفوف الجيش الوطني بشكل رسمي، وأضاف أن "90% من المؤسسات الحكومية في محافظة لحج دمرت في الحرب الأخيرة مع جماعة الحوثي، فليس في المحافظة وجه لقيام سلطة أولا لكي تحمي المحافظة من أعمال التخريب".
اقرأ/ي أيضًا: