17-مارس-2019

خيب المنتخب الألماني آمال جماهيره في روسيا 2018، وارتدت الخيبة إلى الأندية الألمانية (بلومبيرغ)

خسر بايرن ميونيخ على أرضه 3-1 ضد ليفريول، وودّع دوري أبطال أوروبا من دور الثمن النهائي. وهي المرة الأولى التي لا يصل فيها الفريق إلى دور الثمانية، منذ خروجه أمام إنتر ميلانو في العام 2011.

يشهد الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا غيابًا تامًا للفرق الألمانية، وهو أمر يحدث للمرة الأولى منذ عام 2006

ولحق بايرن ميونيخ بكل من مواطنيه بروسيا دورتموند وشالكة، اللذيْن خرجا من الدور نفسه بعد خسائر ثقيلة ضد توتنهام ومانشستر سيتي على التوالي، بعد أن كان هوفنهايم قد خرج من دوري المجموعات، وبذلك يشهد الدور ربع النهائي غيابًا تامًا للفرق الألمانية، وهو أمر يحدث للمرة الأولى منذ عام 2006.

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول يتخطى القلعة البافارية ويتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال

وحققت الفرق الألمانية خلال هذه النسخة نتائج سيئة وخاصة ضد الفرق الإنجليزية، إذ تعادلوا مرة واحدة وخسروا سبع مرات في ثماني مباريات، تلقت خلالها فرق البوندسليغا 21 هدفًا، ولم تسجل سوى خمسة أهداف، من بينها ثلاث ركلات جزاء وهدف عكسي.

إخفاق كأس العالم مستمر حتى اليوم

الخروج المخيّب للفرق الألمانية من البطولة الأقوى على صعيد الأندية، عكَس التراجع الواضح الذي تشهده الكرة الألمانية منذ عدة سنوات، على صعيد الأندية والمنتخب نفسه، علمًا بأن العلاقة بين مستوى المنتخب والأندية هي علاقة طردية، وتكون نتائجهما دائمًا متشابهة في الحقبات الزمنية المحددة.

وكان المنتخب الألماني قد خرج بشكل مذل من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، كما حلّ ثالثًا في مجموعته بدوري الأمم الأوروبية خلف هولندا وفرنسا، وهبط إلى التصنيف الثاني. كما تراجع المنتخب بشكل مخيف في تصنيف الفيفا، إذ هو يحتل اليوم  المركز الـ16.

وكانت الأندية الألمانية قد خسرت المقعد الرابع في دوري أبطال أوروبا، قبل ثلاث سنوات لصالح الأندية الإيطالية، بعد التراجع الواضح في النتائج. ومنذ تتويج بايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا عام 2013؛ لم ينجح أي فريق ألماني في بلوغ نهائي إحدى البطولات الأورويبة.

ليفربول وبايرن ميونخ
خرج بايرن ميونخ من دوري الأبطال على يد ليفربول، وبذلك خلا ربع النهائي من وجود أي فرقٍ ألمانية

وعلق نجم منتخب ألمانيا السابق مايكل بالاك، على ذلك قائلًا إن خروج الفرق الألمانية من دوري الأبطال، والخروج المخيب من المونديال الروسي، هي "أدلة دامغة على وجود أزمة كبيرة في الكرة الألمانية"، مطالبً بوضع خطة لإيجاد الحلول، عوضًا عن تقديم الحجج والأعذار غير المقنعة.

ولعل الإيجابية الوحيدة للكرة الألمانية هذا الموسم، تتجسد في فريق آينتراخت فرانكفورت، الذي بلغ الدور ربع نهائي في الدوري الأوروبي بعد إقصائه إنتر ميلانو الإيطالي، وتنتظره مواجهة بعد أسابيع ضد بنفيكا، وهو مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية على اعتباره آخر المدافعين عن الكرة الألمانية لهذا العام.

وبالرغم من اشتعال المنافسة بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند على بطولة الدوري الألماني للمرة الأولى منذ عدة سنوات، وبالتالي ارتفاع مستوى مباريات الدوري، وبروز عدد من النجوم في فرق المقدمة، وخاصة في فريق بروسيا دورتموند؛ إلا أن هذا الأمر لم ينعكس إيجابًا في دوري الأبطال وفي الدوري الأوروبي، وبدت الفرق الألمانية مستسلمة ضد خصومها.

ويمكن الاعتبار بالهزيمة المذلة التي تلقاها شالكه أمام مضيفه مانشستر سيتي 7-0، إذ إنها تلخص الحالة التي تعيشها كرة القدم الألمانية اليوم.

هجرة النجوم من البوندسليغا وانتدابات متواضعة

تتمتع الفرق الألمانية بإمكانيات مادية ممتازة مقارنة بدول أخرى، ومع ذلك فإن قلة قليلة من النجوم انتقلت للعب في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، في مقابل خروج عدد كبير من النجوم للعب في الخارج، الأمر الذي قلّل من قدرات الأندية الألمانية  في المنافسة.

ومن أبرز النجوم الذي خرجوا من ألمانيا مؤخرًا هناك: هداف أرسنال بيار أوباميانغ، وحارسه بيرد لينو، وعثمان ديمبيلي نجم برشلونة الحالي، وليروى ساني جناح مانشستر سيتي.

إدارة بايرن ميونيخ الذي يعتبر زعيم الكرة الألمانية والفريق صاحب الشعبية الكبيرة في العالم؛ تتبع نظامًا اقتصاديًا يثير غضب الجماهير، إذ لم ينفذ الفريق تعاقدات كبيرة في السنوات الأخيرة، واكتفى باستعارة خاميس رودريغيز من ريال مدريد قبل سنتين، إضافة إلى بعض الصفقات المتوسطة.

المنتخب الألماني
الخروج المذل للمنتخب الألماني من مونديال روسيا، يعكس عمق أزمة الكرة الألمانية

أما بروسيا دورتموند فلم يستبدل النجوم الذي تخلى عنهم بآخرين ذوي مستوى قريب، وفي المقابل نجح تشيلسي الإنجليزي في إنهاء صفقة نجم الفريق بوليسيتش، الذي سينتقل إلى لندن في الصيف القادم.

ويرى كثيرون أن الفرق الألمانية لن تستطيع العودة إلى المنافسة الأوروبية إلا في حال ضخت الأموال في سوق الانتقالات، وتعاقدت مع النجوم القادرين على حمل الفرق، وجاهدت للحفاظ على نجومها الكبار وعدم التفريط بهم.

أما المنتخب الألماني فهو بحاجة إلى البناء من جديد، والاعتماد على الخامات الشابة عوضًا عن الحرس القديم الذي أظهر عجزًا واضحًا في روسيا 2018، ولاحقًا في دوري الأمم.

يحتاج المنتخب الألماني إلى البناء من جديد بالاعتماد على الخامات الشابة عوضًا عن الحرس القديم الذي أظهر عجزًا في روسيا 2018

يذكر أن مدرب المنتخب الألماني، يواكيم لوف، قد بدأ ثورة داخل الفريق، وأعلن عن استبعاده لثلاثي بايرن ميونيخ مولر، هاميلز، وبواتنغ عن المنتخب، إفساحًا للمجال أمام الوجوه الشابة. فيما ووجه قرار لوف بالاستمرار في الاعتماد على الحارس مانويل نوير على حساب تيرشتيغن بانتقادات شديدة من المحللين الرياضيين.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد احتكاره 6 سنوات.. الدوري الألماني مشتعل بين البايرن ودورتموند

"الماكينات" معطلة.. الكرة الألمانية أمام مأزقٍ حقيقي