أفتت دار الإفتاء المصرية بأنه "لا يجوز لمسلم يؤمن بالله أن يجهر بإفطاره في نهار شهر رمضان أمام الناس بـ"غير عذر". وقالت "الإفتاء"، التي يجلس على كرسيها الأعلى شوقي علام، مفتي الجمهورية، في الفتوى التي لاقت ردود فعل غاضبة في القاهرة: "المجاهرة بالفطر في نهار رمضان لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام، لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلاً عن أنها خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته". وأضافت: "الذي يفعل ذلك مستهتر وعابث بشعيرة عامة من شعائر المسلمين".
دعت حملات تابعة للجماعة السلفية والأزهر، وزارة الداخلية المصرية إلى إطلاق حملات أمنية لتوقيف المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان والقبض عليهم
جاء تدخَّل "الإفتاء" لحسم الجدل حول جهر الشباب بإفطارهم في رمضان، من خلال شرب السجائر في الميادين والطرق وشوارع القاهرة والمحافظات مثلًا، وهي الظاهرة التي سادت خلال السنوات الماضية، إلى جانب الجلوس على المقاهي وتدخين الشيشة في أماكن مفتوحة وعامّة مثل منطقة وسط القاهرة، التي تعجّ بالمفطرين في نهار رمضان، تأييدًا لمبدأ الحرية الشخصية.
اقرأ/ي أيضًا: مقدونيا.. الإسلام المعتدل في زمن "الخلافة"!
وهو ما دفع "الإفتاء" للمطالبة باتخاذ ما يلزم لمنع المجاهرين من الإفطار في الأماكن العامة والطرق والميادين والشوارع، وتأليب الصائمين عليهم باعتبار المجاهرة بالإفطار اعتداء على قدسية الإسلام خلال رمضان، مستغلين فتاوى أزهرية عن أن "الإفطار في نهار رمضان بغير عذر معصية، وإعلان المعصية يعاقب عليه الإنسان أمام الله والناس". ونصحت المسلم الذي يُبتلى بمرض يمنعه من الصيام بأن "يتوارى عن عيون الناس حتى لا يكون ذنبه ذنبين، وجريمته جريمتين"، وفق نص الفتوى.
ودعت حملات تابعة للجماعة السلفيّة، والأزهر، وزارة الداخلية المصرية إلى تكرار ما فعلته قبل عدة أعوام، وتحديدًا في 2009، بإطلاق حملات أمنية لتوقيف المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان، والقبض عليهم -وصل عدد المضبوطين إلى 150 في محافظة واحدة- في محاكاة للتجربة السعودية التي تعاقب المجاهرين بالسجن لمدة شهر وغرامة تصل إلى ما يعادل 350 دولارًا.
اقرأ/ي أيضًا: حملة #جايينكم .. عين على الموظف التونسي في رمضان
وكانت هذه الحملة، التي اعتبرت مخالفة للدستور بالقاهرة، قد أغضبت منظمات حقوق الإنسان، بالقدر ذاته الذي أغضبت به فتوى دار الإفتاء جموع الشباب بالقاهرة، الأمر الذي دفعهم إلى تصدير بيان يركز على أن لا يوجد أي نص في قانون العقوبات المصري يعاقب على المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان، في طعنة صريحة لإجراء "الداخلية" التي تحرِّر محاضر جنحة الجهر بالإفطار في نهار رمضان.
على الجانب الآخر، لاقت حملة دار الإفتاء هجومًا شرسًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى الردّ على طلبات الفتاوى، وإهمال مناقشة المختلفين في الرأي. واتَّهم النشطاء دار الإفتاء بأنها الفرع الرسمي لـ"داعش" بالقاهرة، معتبرين فتوى المجاهرين تحريضًا صريحًا على الأذى لمن يفطر بالشارع حتى لو كان له عذرٌ شرعيّ وطبيّ.
اقرأ/ي أيضًا: