ألترا صوت - فريق التحرير
أعلنت شركة النشر والإعلام الكندية تورستار، التي تنشر أكثر من 70 صحيفة محلية وقومية في كندا، يوم الإثنين الأول من آذار/ مارس 2021، عن إطلاقها لعلامة تجارية جديدة باسمها في قطاع مراهنات الكازينو عبر الإنترنت، بهدف رفع مدخولها ومواجهة الانكماش الاقتصادي الذي يصيب قطاع الصحافة والإعلام الورقي في السنوات الأخيرة، بحسب ما ورد في خبر نقلته صحيفة الغارديان البريطانية. ونقلت الغارديان عن المدير التنفيذي في تورستار، كوري غودمان، قوله إن الشركة التي تتّخذ من أونتاريو مقرًا لها، والتي تمتلك علامة تجارية موثّقة منذ أكثر من 128 سنة، ستطلق علامة تجارية فريدة ومسؤولة للألعاب الرقمية، ما من شأنه أن يؤمن وظائف جديدة، ويدرّ إيرادات ضريبية إضافية ستساهم في دعم البرامج العامة.
تتجه شركة تورستار، المالكة لأكثر من 70 صحيفة في كندا، للاستثمار في المقامرة الرقمية في ظل انتقادات متنوعة طالت قرار الشركة وتبريرها الخطوة بالسعي وراء تمويل الصحافة والمداخيل الضريبية
فيما شكل القرار الذي أعلنت عنه تورستار، مفاجأة للمتابعين والمحللين، وانتقد بعضهم لجوء المؤسسة العريقة لوسائل تمويل جديدة "غير لائقة" بحسب بعض الآراء.كما أشار موقع شبكة سي بي سي الإخبارية الكندية إلى أن تورستار بقيت لعقود طويلة، مملوكة لصندوق العائلات التي أسستها في العام 1892 إلى أن حصل إتمام شراء الشركة من قبل شركة نوردستار الاستثمارية أواسط عام 2020، إذ وعدت نوردستار في ذلك الوقت بأنّها ستحافظ على تركيز الشركة على إنتاج مواد صحفية عالمية تليق بتاريخ تورستار.
اقرأ/ي أيضًا: غضب لبناني في السوشيال ميديا بعد ارتفاع جديد في سعر الدولار والسلع الأساسية
بينما يبرر مالكو تورستار الجدد قرارهم بالاستثمار في المقامرة عبر الإنترنت، بالحاجة إلى موارد جديدة لكي تتمكن الشركة من الاستمرار. ونقلت شبكة سي بي سي عن بول ريفيت، وهو مالك مشارك في تورستار، قوله إن الاستثمار الجديد سيساهم في دعم نمو وتوسّع الصحافة المجتمعية عالية الجودة.
في ذات السياق قال راديو كندا عبر موقعه على الإنترنت، إن المواطنين في أونتاريو يصرفون حوالى 500 مليون دولار كندي سنويًا على الألعاب الرقمية، وإن القسم الأكبر من هذه الأموال يذهب لمواقع إنترنت موجودة خارج كندا، وبالتالي فإنّ قرار تورستار من شأنه أن يحول دون تصدير الجزء الأكبر من هذه الأموال إلى الخارج، الأمر الذي سيساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية. وقد استخدم بول ريفيت هذه النقطة للدفاع عن الخطوة التي ستتبعها شركته بالقول "نريد أن نتأكد من تمثيل السوق لعلامتنا التجارية الجديدة. الأموال التي ينفقها مستخدمو الانترنت في أونتاريو للعب والترفيه يجب أن تبقى في المقاطعة"، بحسب راديو كندا دائمًا.
وفي الوقت الذي كان فيه ملّاك تورستار يبرّرون خطوتهم، أطلق العديد من الناشطين الإعلاميين والصحفيين إضافة إلى مواقع إلكترونية إعلامية انتقادات طالت هذه الخطوة. موقع Rablle الكندي، الذي تأسّس في العام 2001، نشر عمود رأي بخصوص الموضوع، وشارك عبر صفحته في تويتر الرابط مع تعليق تهكمي على استخدام تورستار لألعاب المقامرة لتمويل عملياتها. وجاء في عمود الرأي المشار إليه أن الصحافة كانت مهنة رائعة وممتعة وتدرّ دخلًا جيدًا في يوم من الأيام. لكن المهنة تتجه اليوم نحو الهاوية، واستخدام أموال القمار لتمويل عملها هو أكبر دليل على ذلك.
من جانبه، قال الناشط المتخصص في مجال المعلوماتية والإحصاءات، ريتشارد جي آر، إنه سيلغي اشتراكه في مطبوعات تورستار، بعد أن قررت تمويل أعمالها من خلال المقامرة. ووصف الأمر بالكارثة على المجتمع. فيما تساءلت الكاتبة أليس فليراكيرز عبر صفحتها في تويتر "هل أصبحت المقامرة هي الطريقة لتمويل الصحافة الكندية؟".
ومن جهته وصف الصحفي روب كسيرنيك الفكرة التي لجأت إليها تورستار بالمريعة، المخيفة، والسيئة. وانتقد الصحفي الاستقصائي تيموثي ساوا، التناقض الذي تعيشه تورستار. فقال إنه لو قام أحد ما قبل 6 أشهر بالإعلان عن أنه يحصل على التمويل لأعماله من المقامرة، لكانت إحدى الصحف المملوكة من تورستار ستهاجمه بشدة، لكنها اليوم تبرّر الموضوع بحجة أنه سيدرّ المال لمقاطعة أونتاريو.
اقرأ/ي أيضًا:
توسع دعوات مشاركة حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا
جماعات حقوقية تستهدف الشركات الراعية للألعاب الأولمبية في بكين