لم يكد يطلع الصباح على حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن غلاء الأسعار في مصر وبكائه أثناء إلقاء كلمته، حتى أطلقت الإعلامية أماني الخياط، ما يشبه "ردحًّا" ودرسًا أخلاقيًا تلوم فيه الشعب المصري "المكلوم" لمطالبته بتخفيض الأسعار بعد الغلاء "الفاحش" الذي ضرب يومياتهم. وحاولت الخياط، بلغة ركيكة ووعظية، أن تشعر المصريين أنهم سبب أول ونهائي عن سياسات الدولة، وأنهم لو كانوا يرضون بما يجري لهم، لتحسنت ظروفهم.
إعلامية مصرية تطلب من الشعب المصري التخفيف من الاستهلاك للوقوف مع السيسي في مواجهة غلاء الأسعار
وخلال حلقة من برنامجها "مباشر من العاصمة"، على قناة "on TV"، طلبت بشكل آمر، من المصريين التكاتف من أجل عبور تلك الأزمة، متناسية أن هذا الدور الأول والأخير للحكومة وللوزارات المعنية، وطبعًا للرئيس الذي لا يكفي بكاؤه ونواحه من أجل التعتيم على أزمة خانقة، تطيح بحياة الفقراء وذوي الدخل المحدود، ومتجاهلة تمامًا قدرة الدولة على تدارك هذه الأزمة من خلال مكافحة الفساد وتفعيل آليات الرقابة وتحديد الأسعار، إذا لم ننس قدرتها على محاسبة الضباط العسكريين المستفيدين من الغلاء، من خلال إشرافهم على مشاريع تجارية ومقاولات كثيرة.
وتستمر الخياط، في حلقتها، بالطلب من المواطنين "تحمل الغلاء"، وبعضهم يكاد لا يجد قوت يومه، وينام بلا طعام، وتبيت أسرته من دون كسرة خبز. هي التي تجلس خلف الكاميرا متبرجة ولديها سائق خصوصي، وتتقاضى أجرًا من مؤسستها، وتتسوق من أفضل الماركات وتزور النادي الرياضي، تسمح لنفسها بالتنظير على الشعب المصري الكادح والمنهك من سياسات حكومة السيسي وبكائه المستمر، مشيرة إلى "عدم تحميل الحكومة فوق طاقتها"، وكأن الحكومة تفعل كل ما عليها، وليست مقصرة.
اقرأ/ي أيضًا: الرقابة على الطعام في مصر: قانون غائب وضمير مستتر!
ولو نظرنا قليلًا فقط إلى أرقام الاقتصاد المصري، لوجدنا أن القطاعات تعاني من قصور وتراجع مستمرين، بسبب سياسات الحكومة ونظرتها إلى الإصلاح الاقتصادي، ومحاولتها إدخال الأمني-السياسي، في يوميات الناس. فأي خلل اقتصادي، يمكن معالجته بخطط أولى وأخرى بديلة، ولكن هذه الحكومة عاجزة عن إثبات نفسها، وتعمل على تضخيم "طبقة" على حساب طبقات اجتماعية أخرى. فالضباط المقربون من القيادة العسكرية والتجار الموالين للنظام يتحكمون بالسوق، على حساب الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة.
وكلام الخياط لم ينته فقط عند هذا الحد، بل إنها قررت من "عنديتها"، وبسذاجة مطلقة أن تلوم الفقراء لأنهم يطالبون بتخفيض الأسعار، مؤكدة أن عليهم أن لا يأكلوا كثيرًا، وأنها لن تتعاطف مع الغلابة، وأن "الإسلام يحث على الاقتصاد في الطعام"، وأن تلك المحنة هي "اختبار سماوي من الله يوضح مدى إيماننا بحكمته". وهو ما أشعل "جبهات" مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد مستخدمون على "فيسبوك" و"تويتر" كلام الخياط وصاروا ينعتونها بـ"الداعية الإسلامية"، لكنها مع "الباطل"، أي أنها تقف إلى جانب السيسي، فيما أكد بعضهم أنها محاولة من النظام لإعطاء الأزمة صبغة "عاطفية" و"دينية" مستغلًا عاطفة الناس، كي لا يشهد الشارع المصري أي احتجاجات أو تظاهرات ضد الغلاء، مستخدمًا أبواقه الإعلامية، بحجج واهية للغاية.
وعرضت الخياط فيديو للسيسي، عقب افتتاح التوسعات، مع دكتورة تخبره بمدى حبها له وأنها ستسانده وتنتخبه مرة أخرى. مؤكدة أنه يجب على الشعب مساندة الرئيس والحكومة للمرور من تلك الأزمة وتجنب الشكاوي.
اقرأ/ي أيضًا: