06-أغسطس-2024
أسرى فلسطينيون

معتقلون فلسطينيون عراة الصدر بقطاع غز في كانون الأول/ديسمبر (رويترز)

كشفت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، في تقرير لها صدر بعنوان "أهلًا بكم في جهنم"، أمس الاثنين، أن 55 أسيرًا فلسطينيًا أكدوا في شهاداتهم بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع، وفقًا لما نقل موقع "العربي الجديد" الإلكتروني.

وقالت المنظمة إنها استوحت عنوان تقريرها من محادثة بين أحد الأسرى من مدينة نابلس وأحد السجانين، حيثُ أشار الأسير الفلسطيني في شهادة له إلى أنه مع وصوله إلى سجن مجدو، ونزوله من الحافلة، قال له أحد السجانين: "أهلًا بكم في جهنم"، ما دفعها لاستخدام هذه الجملة كعنوان لوصف السجون الإسرائيلية وعمليات التعذيب التي تجرى فيها.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنه "في إطار البحث والإعداد لهذا التقرير، سُجلت إفادات أدلى بها 55 فلسطينيًا وفلسطينية ممن احتجزوا في السجون ومرافق الاعتقال الإسرائيلية خلال هذه الفترة."، مضيفة أن "الغالبية الساحقة من الشهود لم تحاكم".

استوحت المنظمة عنوان تقريرها من محادثة بين أحد الأسرى من مدينة نابلس وأحد السجانين

وأظهرت الشهادات، بحسب التقرير، تحوّل أكثر من 12 من مرافق الاعتقال الإسرائيليّة، سواء أكانت مدنية أم عسكرية، إلى شبكة معسكرات هدفها الأساسي التنكيل بالبشر المحتجزين داخلها، وقالت المنظمة إن "كل من يدخل أبواب هذا الحيز محكوم بأشد الألم، والمعاناة المتعمدين وبلا توقف، حيز يشغل عمليًا وظيفة معسكر تعذيب".

وذكر التقرير الحقوقي أن إسرائيل استخدمت سجونها أداةً للقمع والتحكم بالسكان الفلسطينيين، لافتًا إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين بلغ عشية اندلاع العدوان على غزة 5192 أسيرًا، منهم 1319 أسيرًا إداريًا من دون محاكمة.

وأضاف التقرير أنه منذ بداية شهر تموز/يوليو الماضي، ارتفع عدد الأسرى في سجون الاحتلال إلى 9623، بينهم 4781 أسيرًا من دون محاكمة، حيث لا يُبلغون بالتهم الموجهة ضدهم أو منحهم حق الدفاع عن أنفسهم.

ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت، خلال الأيام الأولى بعد السابع منتشرين الأول/أكتوبر، آلاف العمال الفلسطينيين من قطاع غزة الذين كانت بحوزتهم تصاريح عمل قانونية، ونُقل مئات منهم إلى أماكن غير معلومة، ولا تزال عائلات هؤلاء المعتقلين من دون معلومات عن أماكن احتجازهم، بحسب التقرير.

ومن ضمن الشهادات الـ55 التي نقلها التقرير، يقول أحد الأسرى إن جيش الاحتلال اقتاده برفقة أسرى آخرين إلى غرفة بعثر فيها الكثير من الملابس والأحذية والخواتم وساعات اليد، وأضاف: "عرونا تمامًا، أجبرونا على خلع السروال الداخلي، وفتشوا أجسادنا بواسطة جهاز يدوي لكشف المعادن. أجبرونا على فتح أرجلنا. بعد ذلك راحوا يضربوننا بالجهاز على أعضائنا الحساسة، ضربات سريعة ومن دون توقف. بعد ذلك، أمرونا بأن نؤدي تحية لعلم إسرائيل الذي كان معلقا على الحائط".

وقال أسير آخر في شهادته إنه "بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت إدارة السجن تعاقبنا بشكل جماعي على نحو دائم"، وتابع مضيفًا "كان الأمر الأول زيادة عدد المسجونين في كل زنزانة من ستة سجناء إلى 14 سجينًا. وهذا يعني انتهاك خصوصيتنا والانتظار مدة أطول بكثير من أجل استخدام المرحاض في الزنزانة. بالإضافة إلى ذلك، اضطر المعتقلون الجدد الذين جُلبوا إلى الزنزانة للنوم على الأرض، لأنه لم يكن فيها سوى ثلاثة أسرة ذات طابقين".

تظهر الشهادات واقع تحكمه سياسة هيكلية قوامها التنكيل والتعذيب المستمرين للأسرى الفلسطينيين

وخلصت المنظمة إلى أن الشهادات المعروضة تظهر "واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة قوامها التنكيل والتعذيب المستمرين لكافة الأسرى الفلسطينيين"، وأضافت أن هذه السياسة شملت "العنف المتكرر القاسي والتعسفي والاعتداء الجنسي والإهانة والتحقير والتجويع المتعمد وفرض ظروف نظافة صحية متردية والحرمان من النوم ومنع ممارسة العبادة وفرض عقوبات على ممارستها ومصادرة جميع الأغراض المشتركة والشخصية ومنع العلاج الطبي المناسب".

وكان خبراء أمميون قد حذروا، أمس الاثنين، في بيان من "تصاعد استخدام التعذيب من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين المحتجزين، هو جريمة ضد الإنسانية يمكن منعها"، منددين بسياسة "الإفلات المطلق من العقاب"، وكذلك "صمت الدول (...) بعد ظهور شهادات وتقارير عن اتهامات بسوء المعاملة والتعذيب".

وطالب الخبراء الأمميون بـ"الضغط على إسرائيل"، بهدف وضع نظام وصول ومراقبة وحماية للأسرى الفلسطينيين، مؤكدين أنهم تلقوا "معلومات موثقة" عن العديد من حالات التعذيب والاعتداء الجنسي والاغتصاب، "في ظروف غير إنسانية فظيعة".