ألترا صوت - فريق التحرير
انتشرت في الأسابيع الأخيرة ظاهرة إعلان نجوم ومشاهير من دول عربية مختلفة، خاصة لبنان وسوريا، عن حصولهم على ما يعرف بـ"الإقامة الذهبية" في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مناشير وتغريدات ينشرونها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعبّرون من خلالها عن امتنانهم للقيادة الإماراتية على "مكرمتها" هذه. وقد توقف الكثير من الناشطين والمغردين عند الظاهرة الجديدة، حيث انتقدوا الأسلوب الذي استخدمه المشاهير الذين حصلوا على الإقامة بدون القيام بأي جهد، في وقت يعاني آلاف العمال الأجانب الذي عملوا لسنوات طويلة في الإمارات، إضافة إلى بعض السكان من القبائل من غير المجنسين، من غياب أي قانون يحميهم أو يعطيهم أمانًا وظيفيًا، حتى أن بعض التعليقات على منشورات المشاهير المعنية وصلت حد وصفها بـ"التملق" و"الرياء".
انتقد الكثير من الناشطين والمغردين الأسلوب الذي استخدمه المشاهير الذين حصلوا على "الإقامة الذهبية" في الإمارات، وأشارت الكثير من التعليقات إلى واقع الأوضاع الحقوقية إماراتيًا
من بين الشخصيات الحاضرة ضمن مسألة إعلانات الإقامة الذهبية حضر اسم الفنان السوري ياسر العظمة، الذي اشتهر من خلال مسلسل "مرايا" الساخر على امتداد سنوات طويلة،إذ أعلن من خلال صفحته على تويتر عن حصوله على الإقامة الذهبية في الإمارات، وأرفق الخبر بكلمات المديح والثناء للقادة الإماراتيين، ما أزعج متابعيه الذين رفضوا هذا الأسلوب من فنان عُرف عنه أسلوبه اللاذع في انتقاد أسلوب تقديس الأشخاص والتزلّف للحكام. فاستغرب الناشط إياد أحمد وصف العظمة للإمارات ببلد الحوار، فيما يخاف الناس فيها التعبير عن آرائهم في ظل المراقبة المشدّدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن الدول الحرة تمنح الإقامات لمن يستحقها بدون أن يجدوا أنفسهم مضطرين لتقديم الشكر والعرفان.
جاء ضمن الردود أيضًا على تغريدة العظمة، قال أحد الناشطين السوريين أنه حصل على الإقامة في ألمانيا في العام 2013 بعدما عمل كطبيب هناك لمدة ست سنوات، بدون أي واسطة أو منّة من أحد، فيما منعته الإمارات في العام 2012 من دخول أراضيها لزيارة أمه المريضة، فقط لأن جواز سفره سوري.
بدوره قال نواف البلوشي أن الإمارات تمنع الإقامة عمن يستحقونها أكثر من العظمة، من سكان القبائل الذين يتكلمون لغتها وعملوا فيها لسنوات طويلة، لتعود وتعرض عليهم الحصول على جنسية دول جزر القمر، في إشارة إلى سكان مقاطعة خورفكان.
وكان المغردون قد توقّفوا عند مقطع الفيديو الذي نشره المغني اللبناني جوزيف عطية، والذي أعلن من خلاله افتخاره بالحصول على الإقامة الذهبية في الإمارات، فسأله الناشط سام بشكل ساخر عن جملته الشهيرة "من هون ما منفل" التي ترد في إحدى أغانيه الشهيرة، ورأى الكثير من المعلقين أن عطيه، حاله كحال معظم الفنانين في لبنان، يتغنّون بالوطن فقط في أغانيهم، فيما يبحثون عن فرص حياة أفضل لهم خارج لبنان.
فيما وصف حساب "أنوشكا" الفنانين اللبنانيين الباحثين عن الإقامة الذهبية في الإمارات بمنظومة الفساد/فرع الثقافة، الذين ارتموا في حضن بلد طبّع مؤخرًا مع العدو الإسرائيلي.
ولم تختلف الردود على تغريدة الممثلة السورية كاريس بشار، التي شكرت من خلالها محمد بن راشد بعد حصولها على الإقامة الذهبية هي الأخرى، فسألها قدموس عن سبب مغادرتها لبلادها وتفضيل الإقامة في بلد آخر بمنّة من قيادته، فيما يفترض أن يكون تراب الوطن لا بديل عنه، في تلميح مبطن إلى مواقفها المؤيدة لبشار الأسد، شأنها شأن الكثير من الفنانين السوريين الذين يعملون على الترويج للأسد، وتصوير الحياة في "سوريا الأسد" على أنها الجنة.
كما سأل الناشط محمد اليونس ساخرًا عن ماهية البطاقة الذهبية، وقال إنه يفكّر في التحوّل إلى مجال التمثيل علّه يحظى بواحدة منها. وبالأسلوب الساخر نفسه، سألها الناشط نجيب إذا كانت ستجد قوى الممانعة وحزب البعث، والبطاقات الذكية في مكان إقامتها الجديد.
اقرأ/ي أيضًا: