نزل خبر إغلاق مدارس "محمد الفاتح" التابعة لجماعة "فتح الله غولن" التركية بالمغرب كالصاعقة على التلاميذ، الذين يتابعون دراستهم في هذه المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى الأساتذة والعاملين في هذه المدارس.
نزل خبر إغلاق مدارس "محمد الفاتح" التابعة لجماعة "فتح الله غولن" التركية بالمغرب كالصاعقة على تلاميذ هذه المدارس
إذ أصدرت السلطات المغربية مع بداية السنة الجديدة بلاغًا تؤكد من خلاله "إغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة (محمد الفاتح) لمنظرها فتح الله غولن، زعيم جماعة الخدمة التركية، الموجودة بعدد من المدن المغربية". وأوضح بيان وزارة الداخلية المغربية أن "عملية الغلق ستتم خلال أجل أقصاه شهر واحد من يوم الإعلان".
اقرأ/ي أيضًا: في التطهير التركي.. الأكاديميا في خطر
وبررت وزارة الداخلية قرارها أن "التحريات بينت أن هذه المؤسسات تجعل من الحقل التعليمي والتربوي مجالًا خصبًا للترويج لأيديولوجية الجماعة ومؤسسها، ونشر نمط من الأفكار يتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية". وتابع البلاغ ذاته أن "قرار الغلق جاء أيضًا بعد تسجيل عدم استجابة مسؤولي المدارس المذكورة لتنبيهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بصفتها قطاعًا وصيًا على المجال التعليمي، من أجل تصحيح الانتهاكات المسجلة والتلاؤم مع المقتضيات القانونية والمناهج التعليمية المعمول بها".
لكن التلاميذ، الذين يتابعون دراستهم في هذه المؤسسات التعليمية، لم يستوعبوا قرار الغلق بعد وكانت حالة أوليائهم مشابهة. في هذا السياق، تقول سلمى متولي، التي تتابع دراستها في مؤسسة محمد الفاتح بالدار البيضاء لـ"ألترا صوت": "كل ما يقال إن المؤسسة تروج لخطابات متطرفة هو مجرد افتراء"، وتتابع سلمى حديثها: "تابعت دراستي في هذه المؤسسة طيلة سنوات، نحن بمثابة أسرة واحدة، لم نشعر أبدًا أننا أتراك، لأن الأساتذة الذين يعملون في هذه المؤسسات هم مغاربة". وتستطرد قائلة:" كما تلاحظون أنا فتاة لا أرتدي الحجاب، ولدي أصدقاء من نفس المدرسة لا يرتدون غطاء الرأس، لأننا لا نتحدث في هذه الأمور في المدرسة، فهي في النهاية شأن شخصي، لا أحد من العاملين في المدرسة طلب أو ألزم علينا ذلك".
شقيق سلمى هو الآخر يتابع دراسته في مدرسة "محمد الفاتح" بـ"منظر الجميل" في مدينة الدار البيضاء. حينما سمع خبر غلق هذه المدارس، أصيب بصدمة ونوبة عصبية كعدد من زملائه في المدرسة، خصوصًا وأنه هذه السنة يدرس في "الثانوية العامة" أو "البكالوريا". يقول زهير متولي لـ"ألترا صوت" : "إنه حائر ولا يعرف ماذا سيكون مصيره هو وباقي زملائه في المدرسة، لاسيما وأن قرار الغلق اتخذ بعد منتصف العام الدراسي".
اقرأ/ي أيضًا:في أعقاب الانقلاب.. شرخ كبير بين تركيا وأمريكا
يرفض كل من زهير وزملائه مغادرة مدرسة "محمد الفاتح"، ويطالبون بإيجاد حل مناسب لهم ولمستقبلهم أيضًا. ويذكر أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أكدت أنها ستعمل على إعادة توزيع التلاميذ على مؤسسات تعليمية أخرى يتابعون دراستهم بها، وأنها ستأخذ بعين الاعتبار مصلحة التلاميذ وأولياء أمورهم.
أكدت وزارة التربية المغربية أنها ستعمل على إعادة توزيع تلاميذ مدارس غولن على مؤسسات تعليمية وأنها ستأخذ بعين الاعتبار مصلحتهم
مجموعة مدارس "محمد الفاتح" ردت هي الأخرى على قرار السلطات المغربية بإغلاقها، بدعوى نشرها لفكر حركة الخدمة التركية لمؤسسها "فتح الله غولن"، وأكدت المدرسة في بيان لها "أنها لا تتبع أي أيديولوجيات معارضة، بل تلتزم بالقوانين المغربية والمناهج العلمية المتبعة بالبلاد".
وقال بيان صادر عن المجموعة، وقعته الأطر الإدارية والتربوية وجل العاملين بها، إن "مقرراتها مغربية مئة في المئة، وليست لها أي علاقة بأشخاص خارج المغرب". وتابعت مجموعة "محمد الفاتح" التركية أن التلاميذ المغاربة "ينشدون بداية كل أسبوع النشيد الوطني، مما يدل على التزام المؤسسة باحترام واتباع القانون المغربي"، كما أن الأطر التربوية العاملة بها "لا تقبل أي مزايدة على وطنيتها"، وهي "تعمل في إطار المرجعية المغربية".
وتضم مدارس "محمد الفاتح" 8 فروع لها في المغرب في مدن الدار البيضاء وفاس وتطوان والجديدة. وانطلقت هذه المدارس في المغرب منذ 1993 بمدينة طنجة، شمال غرب المغرب، قبل أن تتوسع في المدن المغربية الأخرى. وعبرت الحكومة التركية، عن ارتياحها لقرار المغرب، إغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لجماعة "فتح الله غولن" التي تتهمها أنقرة بالإرهاب والوقوف وراء أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا: