ربما لم يعد جديدًا الحديث عن مساعي التطبيع السرية بين محور الإمارات والسعودية والبحرين وبين إسرائيل، على عدة أصعدة سياسية وعسكرية ومخابراتية، ورياضية كذلك، غير أن الجديد في هذا الأمر هي الخطوات السريعة من الجانبين لتحقيق التطبيع الرسمي المُعلن.
آخر خطوات التطبيع الإماراتي، ما كشفت عنه صحف إسرائيلية عن نية زيارة وزيرة الرياضة لأبوظبي على رأس وفد رياضي إسرائيلي
آخر هذه الخطوات كشفت عنها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، والتي رجحت سفر وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف -تُعد من الجناح المتشدد في حزب الليكود الإسرائيلي- مع فريق الجودو الإسرائيلي للمشاركة في بطولة "غراند سلام" للجودو في أبوظبي!
اقرأ/ي أيضًا: "عشق" التطبيع مستمر.. رياضيون إسرائيليون في أبوظبي بدعوات رسمية واستقبال دافئ
ناهيك عن المشاركة الإسرائيلية في البطولة التي تستضيفها أبوظبي، فهو أمر يبدو أن الإمارات قد اعتادت عليه وقد استضافت في وقت سابق من هذا العام رياضيين إسرائيليين للمشاركة في رالي أبوظبي؛ فإن وجود مسؤول إسرائيلي على رأس الوفد الرياضي هو بالتأكيد سابقة في المنطقة، التي تقود الإمارات مؤخرًا مجمل سوابقها في مساعي التطبيع.
وحسب الصحيفة فإن الشيء الوحيد الذي يتوقف عليه زيارة الوزيرة الإسرائيلية، هي الترتيبات الأمنية الضرورية التي تقوم بها وكالة الأمن العام (شين بيت) بالتعاون مع السلطات الإماراتية. علمًا بأن المدير العام لوزارة الرياضة يوسي شرابي، سيكون حاضرًا في كل الأحوال.
وقد كانت استضافة الإمارات للبطولة أمرًا غير مقطوع به، لأن اتحاد الجودو كان خائفًا من عدم حصول اللاعبين الإسرائيليين على تصاريح للمشاركة في البطولة على الأراضي الإماراتية. لكن يبدو أن الإمارات كانت عند حُسن الظن الإسرائيلي تمامًا!
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، ألغى اتحاد الجودو الحظر الذي كان مفروضًا على أبوظبي في استضافة بطولاته، بعد أن تلقى تأكيدات من اتحاد الجودو الإماراتي بأنه سيسمح للإسرائيليين ليس بالمشاركة فقط، وإنما عرض رموزهم الوطنية وأداء التحية على وقع النشيد الوطني الإسرائيلي.
لم تكن الإمارات حرجة أبدًا في إبداء تعاونها التام في قضية التطبيع الكامل رياضيًا مع إسرائيل هذا العام، ففي العام الماضي مثلًا، وإن كان الرياضيون الإسرائيليون قد شاركوا في بطولة غراند سلام للجودو في أبوظبي، إلا أن السلطات الإماراتية فرضت حظرًا على عرض الرموز التعريفية والوطنية الإسرائيلية، بما في ذلك رفع العلم الإسرائيلي أو لعب النشيد الوطني، وبدلًا من ذلك شارك الإسرائيليون تحت راية الاتحاد الدولي للجودو. لكن الآن الوضع اختلف، فبالتدريج وصلت الإمارات إلى المُراد.
دفع هذا رئيس الاتحاد الإسرائيلي للجودو لأن يُصرح بأنه يعتقد "بصدق، أنه سيُسمح للاعبين الإسرائيليين بعرض رموزهم الوطنية في الأحداث المستقبلية"، ويبدو أن اعتقاده الصادق، سيكون كذلك بالفعل. لكن على كل حال لم يكن اعتقاد رئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي محض تكهنات، فقط أوضح بأن نظيره الإماراتي أكد له "أنهم سيفعلون كل شيء حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور في الفعاليات القادمة.
تجد إسرائيل الآن سُبلًا ممهدة من طرف الإمارات والسعودية تقدم أكثر مما كانت تتخيله إسرائيل يومًا من أجل تحقيق تطبيع شاملٍ مُعلنٍ ورسمي
إذًا، فيما تحاول إسرائيل جاهدة لتكريس سياسة الأمر الواقع، وفرض شرعنة وجودها في المحيط العربي، تجد في المقابل سُبلًا ممهدة في أطراف عربية، حلف الإمارات والسعودية، تقدم ربما أكثر مما كانت تتخيله إسرائيل يومًا، من أجل تحقيق تطبيع شامل مُعلنٍ ورسمي، في نفس الوقت الذي تتسع فيه دائرة الانتهاكات الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضًا:
إسرائيل تستضيف سباق "طواف إيطاليا".. الإمارات والبحرين تفوزان بجولة التطبيع