للمرة الأولى منذ سنوات، يستشعر متابعو ومحللو كرة القدم، عودة المنافسة القوية للدوري الإيطالي مرة أخرى، بما يذكر، ولو بشكل جزئي، بأجواء المنافسة في التسعينات، عندما كان الدوري الإيطالي يحظى بأعلى نسب المشاهدة.
الوضع مختلف هذا العام في الدوري الإيطالي، إذ استطاع إنتر ميلان أن يقدم نفسه منافسًا حقيقيًا ليوفنتوس ليتربع معه على صدارة الدوري
وخلال الفترة الماضية، تراجعت شعبية الدوري الإيطالي للعديد من الأسباب، أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تعيشها كرة القدم الإيطالية، وفشل الفرق الإيطالية في الصمود أمام الفرق الإنجليزية والإسبانية في سوق الانتقالات.
اقرأ/ي أيضًا: متى يتخلص إنتر ميلان من لعنة يوفنتوس؟
أدى ذلك إلى تحول جزء كبير من الجماهير إلى متابعة الدوريين الإنجليزي والإسباني، حيث المنافسة والإثارة. وتكرس مع الوقت انطباعٌ بانعدام المنافسة في الدوري الإيطالي مع سيطرة فريق يوفنتوس على صدارة الدوري خلال السنوات السبع الماضية.
كونتي في مواجهة فريقه السابق
نهاية الموسم الماضي، أقال يوفنتوس مدربه ماسيميليانو أليغري، فيما تعاقد إنتر ميلان مع لاعب ومدرب يوفنتوس السابق أنطونيو كونتي. وخلال السنوات الأخيرة، غيّر الإنتر كثيرًا من المدربين، الأمر الذي يعكس حالة من التخبط الفني والإداري داخل الفريق، ليوحي التعاقد مع كونتي بأن الفريق يبحث عن مشروع طويل المدى يعيده إلى سكة الألقاب، التي كان آخرها مع جوزيه مورينيو عندما حقق ثلاثية تاريخية عام 2010.
وفور تسلّمه زمام الأمور، استغنى كونتي عن لاعبين يشعر بأنهم يسببون له المشاكل أو لا يخدمون طريقة لعبه، مثل إيكاردي وبيرسيتش، وتعاقد في المقابل مع سينسي وباريلا لتدعيم خط الوسط، فيما وقع اختياره على لوكاكو في خط الهجوم ليشكل ثنائية مرعبة رفقة النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز. وقد نجح هذا الثنائي بتسجيل 25 هدفًا للفريق في الدوري حتى الآن.
من جهته، لم يجد يوفنتوس خلال السنوات السبع الأخيرة، صعوبة في حسم لقب الدوري، رغم بعض حالات المقاومة في بعض المواسم من قبل بعض الفرق الأخرى، أبرزها نابولي في موسم 2017/2018.
لكن يبدو أن الوضع مختلف هذا العام، حيث قدم إنتر ميلان نفسه منافسًا حقيقيًا منذ الجولة الأولى. وبعد مرور 18 جولة، يتقاسم الإنتر ميلان ويوفنتوس الصدارة بـ45 نقطة، علمًا بأن الإنتر سجّل أهدافًا أكثر من يوفنتوس، وتلقى أهدافًا أقل منه.
هذا ومن المتوقع أن خروج إنتر ميلان من دوري الأبطال، سيساعد الفريق في التركيز على جهوده لاستعادة لقب الدوري بعد سنوات طويلة من الغياب.
هل ينجح يوفنتوس في الحفاظ على لقب الدوري؟
في المقابل، ورغم نجاحه في تقاسم صدارة الدوري مع إنتر ميلان وتصدر مجموعته، والتأهل لثمن نهائي دوري الأبطال، إلا أن جماهير السيدة العجوز لا تشعر بأن المدرب موريسيو ساري على قدر الآمال المعقودة عليه، حيث فاز الفريق بصعوبة في عدد كبير من المباريات، معتمدًا على الحظ لحسم النقاط الثلاث.
وفي حين يمتلك إنتر ميلان ثنائيًا قويًا في خط الهجوم، يجد ساري مشكلة كبيرة في اختيار خطه الأمامي، مضطرًا في الكثير من المباريات للتضحية بباولو ديبالا والزج بكريستيانو رونالدو وغونزالو هيغوايين، الذي يحظى بثقته العمياء.
كما أن إخراج المدرب لرونالدو في عدد من المباريات، سبّب مشاكل في غرفة الملابس. وتداولت الصحافة الإيطالية أنباءٌ عن فشل ساري في السيطرة على لاعبيه.
من جهة أخرى، تعاقد يوفنتوس مع مدافع أياكس أمستردام، الهولندي المتألق ماتييس دي ليخت، بغرض تعزيز خط الدفاع، في حين استمرت المشكلة قائمة في وسط الملعب، مع عدم شعور الجماهير بالرضى عن مستوى لاعبي الوسط، كخضيرة وكان وماتويدي، إضافة إلى تراجع مستوى بيانيتش.
ربما كان على الإدارة التعاقد، في بداية الموسم، مع لاعب خط وسط عالمي، في حال أراد الفريق المنافسة على لقبي الدوري الإيطالي ودوري الأبطال. لكن هذا لم يحدث، ما ترك انطباعًا سيئًا عن الإدارة الفنية لدى جماهير الفريق.
لا تشعر جماهير يوفنتوس أن موريسيو ساري على قدر الآمال المعقودة خاصة أن الفريق فاز في عدد من المباريات بالاعتماد على الحظ
وعلى كل حال، ستكون الكرة الإيطالية المستفيد الأول من عودة المنافسة لبطولة الدوري، بعد أن احتكرها يوفنتوس في السنوات الأخيرة. ويبقى السؤالان المطروحان: هل ينجح إنتر ميلان في البقاء منافسًا قويًا على لقب الدوري حتى النهاية؟ وهل ستشكل تجربة الإنتر محفزًا لباقي الفرق الإيطالية لبناء مشاريع كروية طويلة المدى تعيدها لخارطة المنافسة من جديد؟
اقرأ/ي أيضًا:
جمهور يوفنتوس يفقد الثقة في ساري رغم الصدارة محليًا وأوروبيًا.. لماذا؟!
هل ينجح أنطونيو كونتي في إعادة إنتر ميلانو إلى منصة التتويج؟