يتصدر فريق بوروسيا دورتموند ترتيب جدول الدوري الألماني مناصفةً مع فريق بايرن ميونيخ، برصيد 46 نقطة لكلٍ منهما، كما أحرز الفريق الألماني فوزًا ثمينًا على فريق تشيلسي الإنجليزي في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.
يأتي هذا التألق بعدما تخلى الفريق في الصيف الماضي عن عدة نجوم على رأسهم النرويجي إيريك هالاند، أهم لاعبي الفريق في الموسمين السابقين، لصالح فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، فما السر وراء هذا التألق؟
تيرزيتش الذي لا يعرفه أحد
في مطلع الصيف الماضي، وبعد موسم خرج فيه دورتموند خالي الوفاض من كل البطولات المحلية والقارية، راهنت إدارة النادي على مدربها الشاب إيدين تيرزيتش (39 عامًا) ليكون خليفة مارك روزه، الذي رحل بعد قيادته للفريق لمدة موسم واحد فقط.
سبق أن تولى تيرزيتش قيادة دورتموند، بشكل مؤقت موسم 2020-2021، وقاد الفريق للتويج بكأس ألمانيا. تيرزيتش هو أحد أبناء الطبقة العاملة التي هاجرت من يوغوسلافيا، من أب بوسني، وأم كرواتية. وُلدَ إيدين عام 1982، في ألمانيا الغربية، وحمل جنسية والده.
لم يلعب تيرزيتش كرة القدم بشكل احترافي، وكانت مسيرته متواضعة، مع عدة أندية في دوري الدرجة الرابعة الألماني. لكن في كرة القدم هذا لا يعني أي شيء، بالنسبة لشاب طموح، يتنفس كرة القدم، ويطمع أن يكون في مصاف المدربين الكبار، ويقول عن نفسه: "جنسيتي الحقيقية هي كرة القدم "
مسيرة تيرزيتش التدريبية
عمل تيرزيتش كشافًا، ومدربًا مساعدًا بأكاديمية دورتموند في الفترة من 2010 إلى 2013، وهي فترة يورجن كلوب الذهبية مع الفريق الأصفر؛ حتى بات كلوب مثله الأعلى، خاصةً وأن ظروفهما تشابهت كلاعبين عاديين في الماضي.
خلال الفترة من 2013 إلى 2017، عمل تيرزيتش مدربًا مساعدًا لسلافين بيليتش، في أندية بشكتاش التركي، وويستهام الإنجليزي. عاد إيدين إلى دورتموند من جديد عام 2018، ليعمل مساعد للمدرب السويسري لوسيان فافر، وبعد إقالة فافر في ديسمبر 2020، تم تعيينه مدربًا مؤقتًا للفريق حتى نهاية الموسم، وقاد الفريق للتويج بكأس ألمانيا.
تيرزيتش الذي يؤمن بسياسة دورتموند
يحاول الفريق الألماني جاهدًا، إعادة إنتاج تجربة يورجن كلوب الذهبية رفقة الفريق، التي حقق فيها لقبين دوري ولقب كأس ألمانيا، والوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه ومنذ رحيل كلوب عنهم في 2015، لم ينجح أي مدرب في الاقتراب من المعادلة الصعبة التي نجح فيها كلوب، وهي التوافق مع سياسة النادي في صناعة النجوم وتسويقهم، وتحقيق البطولات كذلك.
تيرزيتش هو الرجل الذي يطمح فيه دورتموند، لإعادة هذا المجد الضائع، وتحقيق طرفي المعادلة بنجاح، فهو الرجل الذي تتلمذ على يد كلوب، كما يؤمن تمام الإيمان بأنه لا مفر من هذه السياسة، وأنه لتنجح؛ عليك العمل في سياقها، لا خارجها.
خبر سار للفريق الألماني
على الرغم من أن المؤشرات كانت تشير إلى موسم كارثي، خاصةً بعد تفريط إدارة الفريق في إيرلينج هالاند نجم الفريق، وإسناد المهمة لمدرب شاب ومغمور؛ إلا أن الأمور سارت في عكس هذا الاتجاه، إذ نجح تيرزيتش في قيادة الفريق لصدارة الترتيب برصيد 48 نقطة، بعد 22 جولة، وكذا وضع قدم في ربع نهائي دوري الأبطال، وتلميع عدة نجوم ستتنافس عليها كبرى الأندية الأوروبية في الصيف القادم، أبرزهم الإنجليزي بيلنجهام، مطمع ريال مدريد وغيره من الكبار. والأهم من ذلك، هو إيمانه بأن التجربة لا زالت في بدايتها، وأن بإمكان هذا الفريق، تحقيق دوري الأبطال بهذه السياسة في غضون سنوات قليلة.
