09-أبريل-2024
شهدت عدة مناطق في لبنان، عودة إلى موجة من الاعتداءات والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، في أعقاب خطف ومقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية.

(تويتر) بدأت الاعتداءات على اللاجئين السوريين في ساعات مساء أمس

شهدت عدة مناطق في لبنان عودة إلى موجة من الاعتداءات والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، في أعقاب خطف ومقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية.

وبدأت القضية مع اختطاف منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل شمال شرق بيروت قبل اكتشاف جثته، إذ زعم أنه قتل على يد "عصابة سورية"، ونقلت جثته إلى سوريا.

حدث مقتل المسؤول القواتي، يترافق مع حالة استقطاب وتحشيد عالية داخل لبنان

وبعد ساعات من تراشق الاتهامات في داخل لبنان، على مستوى الأحزاب السياسية والمسؤولية عن الحدث، بدأت تظهر الأنباء عن العثور على مركبة سليمان وجثته، مما أطلق موجة من الاعتداءات على اللاجئين السوريين في عدة مناطق، مع القيام بتحميلهم مسؤولية الحدث.

ورغم التحشيد السياسي حول قضية الاختطاف، إلّا أن قيادة الجيش اللبناني أعلنت، مساء أمس، أنّ مدير مخابرات الجيش تمكّنت من توقيف معظم أعضاء "العصابة" من السوريين المشاركين في عملية الاختطاف.

وبحسب الجيش اللبناني، فقد تبيّن خلال التحقيق مع الموقوفين أنّ سليمان قُتِل من قبلهم خلال محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. وأشارت قيادة الجيش اللبناني إلى أنّها تنسّق مع النظام السوري لتسلّم جثّة سليمان، بالتزامن مع متابعة التحقيقات.

بدورها، تحدثت جريدة "النهار" اللبنانية عن أن الاعترافات الأولية للموقوفين تؤكد على أنها عصابة تعمل على سرقة المركبات. وعن سبب نقله إلى سوريا، أشار الموقوفون إلى أن هدفهم: "كان نقله مسافة في داخل لبنان وتركه، لكنهم عدلوا عن ذلك عندما وجدوا أن الضحيّة فارق الحياة، فارتبكوا. وتلافيًا لكشف جريمتهم، نقلوه معهم"، بحسب ما ورد.

وفي السياق نفسه، دعت مديرية المخابرات اللبنانية كل مشرفي المخيمات والتجمعات السكنية للاجئين السوريين، إبلاغ اللاجئين بعدم التجوال والالتزام ضمن مساكنهم، إلا للحالات الإسعافية الضرورية وبعد طلب إذن من المعنيين، كما يُمنع مزاولة الأعمال والأشغال حتى إشعار آخر، خاصة خارج منطقة عرسال.

كذلك طالبت بلدية ميفوق القطارة بالانتشار الأمني العام وبصورة فورية في محافظة جبل لبنان، خاصة مناطق: المتن، وجبيل، وكسروان حتى البترون، والبدء باتخاذ إجراءات "قاسية ورادعة بحق المخالفين والخارجين عن القانون من الجنسيتين اللبنانية والسورية".

وفي أعقاب مقتل سليمان، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان: "إننا ندين ونشجب هذا العمل الإجرامي، ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم إلى العدالة".

وأضاف: "ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات". 

بدوره، قال حزب القوات اللبناني: "إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر"، مضيفًا: "عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس"، وفق البيان.

وبعد سلسلة من الاتهامات الموجهة إلى حزب الله، وقبل اكتشاف مقتل سليمان. ردّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على الاتهامات بخطف المسؤول معتبرًا أنها "ظالمة" وغير قائمة على دليل، و"تنطلق من أحقاد هائلة ودفينة".

واعتبر نصر الله أن ما صدر من مواقف سياسية خصوصًا عن "القوات اللبنانية" تأتي في سياق الأحقاد والحماقات، وفي مكانٍ ما "الارتباط بالمشاريع الخارجية والتآمر وتقديم الخدمات للخارج".