ألترا صوت - فريق التحرير
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن نساءً من الهند يعملن في معمل يدعى ناتشي أباريل لتصنيع الملابس لصالح شركة H&M الشهيرة، أكّدن تعرضهن لاعتداءات جنسية خلال عملهن من قبل مديرهن والمشرفين عليهن. وارتفعت هذه الأصوات بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، وبعد أسابيع من إعلان عائلة إحدى الشابات التي تعمل لدى مورّد H&M في الهند، أن ابنتها جياسري كاثيرافل قُتلت على يد المشرف عليها في العمل، بعدما عانت لمدة أشهر من التحرش والاعتداءات الجنسية في المصنع المتواجد تحت الأرض. وكتبت الصحفية ميل وات في تويتر يوم 29 كانون الثاني/يناير 2021، إن اتحاد نسيج تاميل نادو، واتحاد العمال المشترك، يعتقدان أن التحرش الجنسي غير الخاضع للرقابة في أحد مصانع موردي H&M هو الذي أدى إلى وفاة جياسري المفاجئة، حيث شهد زملاء العمل والأصدقاء بأنها تعرّضت للتحرش الجنسي عدة مرات من قبل المشرف.
توسع الحديث عن قضية التحرش والانتهاكات الجنسية بحق العاملات لدى أحد المصانع الموردة لعلامة H&M التجارية، بالتزامن مع إعلان الشركة في يوم المرأة العالمي أن 70% من القوى العاملة لديها من النساء
فيما أشار مركز المعلومات عن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان المختص بقضايا حقوق الإنسان المرتبطة بالعمل، إن شركة H&M قد أعلنت أنها شرعت في التحقيق بمقتل الشابة كاثيرافل ذات الـ21 سنة، والتي عُثر على جثتها في مزرعة قرب منزلها، في الخامس من كانون الثاني/يناير. فيما أعلنت الشرطة الهندية أن المشرف عليها في العمل قد اعترف باغتصابها وقتلها.
اقرأ/ي أيضًا: مقطع مصور لجريمة تحرش بطفلة يستفز رواد مواقع التواصل في مصر
وقال الصحفي تانسي هوسكنز عبر صفحته على تويتر، أنه منذ تعرّض جياسري كاثيرافل للاغتصاب والقتل، تحدثت 25 عاملة في المصنع نفسه عن مزاعم بالاعتداء الجنسي والتحرّش والإساءة اللفظية من قبل المشرفين والمديرين الذكور في ناتشي أباريلز. فيما علّقت الصحفية المختصّة بشؤون حقوق الإنسان والمحررة في قسم الحقوق والحريات في صحيفة الغارديان، آني كيللي، من خلال صفحتها على تويتر على الخبر الذي نشرته الغارديان نفسها، بالقول إن الأمر الأكثر إحباطًا في هذه الحادثة، هو أن الفتيات الـ25 ما كنّ ليتجرأن ويتقدمن بدعاوى، لولا أن جياسري كاثيرافل لم تلقَ حتفها.
في سياق متصل أطلق موقع change.org، حملة لتوقيع عريضة للمطالبة بالعدالة لجياسري كاثيرافل. وقد قام بالتوقيع عليها أكثر من 3 آلاف شخص خلال الساعات الأولى من إطلاقها. وأشارت العريضة إلى وجود 3 عوامل داخل مصنع " ناتشي أباريلز" تسهّل عملية الاعتداء الجنسي على الفتيات العاملات هناك وهي: عدم وجود لجنة شكاوى داخلية فعّالة للتعامل مع قضايا التحرّش، عدم وجود كاميرات مراقبة داخل المصنع، والنسبة غير المتوازنة للتوزيع الجندري في المصنع، حيث أن 90 % من المشرفين هم من الذكور، بينما تشكّل النساء 90 % من العاملين فيه. وأسفت العريضة لعدم فسخ H&M، صاحبة التاريخ السيء في قضايا العنف الجندري، لعقدها مع المورد بناءً على طلب نقابة العمال. وبالرغم من تأكيد H&M أنها ستراقب العمل عن كثب في ناتشي أباريلز لتجنّب حدوث اعتداءات مستقبلًا، فإن المورد بحسب العريضة، ليس سوى أحد مصانع التوريد الكثيرة للشركة، التي تتعرّض فيها العاملات لمضايقات خلال العمل.
ويشار إلى أن علامة H&M التجارية نشرت قبل أيام بطاقة معايدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ذكرت فيها أن 70% من العمال في المؤسسة حول العالم من النساء، وأن الوصول إلى مراكز عالية في المؤسسة مرتبط فقط بالكفاءة وليس بالجندر. كما أكّدت الشركة أنها تعمل على رفع مستوى مكافحة التحرّش داخل الشركة. وقد أعاد أحد الحسابات على تويتر نشر بطاقة المعايدة وكتب معلّقًا "تحتفل H&M سنويًا بيوم المرأة، لكن يبدو أن الاحتفال مقتصر على الفروع الكبيرة للشركة. لقد اغتصبت جياسري كاثيرافيل وقُتلت في أحد مصانع المؤسسة. عليهم أن يفعلوا شيئًا لتوقّف العنف القائم على الجندر في الشركة".
اقرأ/ي أيضًا:
الفعل البشري يدمر أو يتسبب بتدهور ثلثي الغابات الاستوائية في العالم
ناشطات من الدول العربية يوجّهن التحية للمرأة في يومها العالمي