في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 103 أيام، فجّرت قواته يوم أمس الأربعاء، الـ17 من الجاري، المبنى الرئيسي لـ"جامعة الإسراء"، وعدد من مرافقها، في مدينة الزهراء جنوب القطاع.
ويأتي نسف جيش الاحتلال للجامعة بعد نحو 70 يومًا من احتلاله لها واستخدامها كقاعدة عسكرية لآلياته، ومركزًا لقنص المواطنين المدنيين العزّل في مناطق شارع الرشيد والمغراقة والزهراء، بل ومعتقلًا للتحقيق مع المواطنين أيضًا بحسب البيان الصادر عن إدارة الجامعة اليوم.
دمّر الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على قطاع غزة، 95 مؤسسة تعليمية بشكل كلي، و295 مؤسسة بشكل جزئي
وأضاف البيان أن التفجير لم يقتصر على المبنى الرئيسي فقط، بل طال المتحف الوطني: "الذي لطالما اعتزت جامعة الإسراء بتأسيسه متحفًا وطنيًا مرخصًا من وزارة الآثار، وهو الأول على مستوى الوطن"، لافتًا إلى أنه يضم: "أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية نادرة قام جنود وضباط الاحتلال بنهبها قبل نسف مبنى المتحف للتغطية على آثار جريمتهم".
وأكدت إدارة الجامعة في بيانها أن استهداف مؤسسات التعليم في غزة خلال العدوان الحالي: "يأتي ضمن سياق قديم وممنهج لم يتوقف يومًا منذ بداية هذا الصراع، حاول الاحتلال من خلاله تعميم ثقافة الجهل وإقصاء أبناء شعبنا عن مواكبة مسيرة العلم والحضارة وقتل العلماء وتهجير العقول".
وليست "جامعة الإسراء" أول جامعة يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدميرها، إذ دمّر منذ بدء عدوانه على القطاع، قبل 103 أيام، 95 مؤسسة تعليمية بشكل كلي، و295 مؤسسة بشكل جزئي، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ومن بين هذه المؤسسات "الجامعة الإسلامية" التي تعرّضت أجزاء واسعة من مبانيها لأضرار كبيرة وخسائر مادية بالغة جراء قصف إسرائيلي استهدفها بعد عدة أيام من بداية العدوان. وزعم جيش الاحتلال حينها بأن الجامعة مركز تأهيل وتدريب رئيسي لمهندسي "حركة حماس".
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي الدمار على الجامعات والمؤسسات التعليمية فحسب، بل شمل أيضًا المعالم التاريخية والأثرية التي يعود تاريخ بناء بعضها إلى مئات السنوات، مثل المسجد العمري الذي يُعد أقدم مساجد غزة وأكبرها وثالث أكبر مسجد في فلسطين، وكنيسة القدس برفيريوس التي تُعد أقدم كنيسة بغزة، وثالث أقدم كنيسة في العالم.
ناهيك عن العديد من البيوت الأثرية القديمة، والمتاحف، والقصور، والمؤسسات الثقافية والفنية التي يسعى الاحتلال عبر تدميرها إلى محي ثقافة القطاع وإرثه التاريخي، في سياق مسعاه الأشمل لتدمير الحياة فيه.