06-يونيو-2019

إصابة نيمار تهدده بالغياب عن كوبا أمريكا 2019 (Getty)

اختتم المنتخب القطري بطل آسيا استعداداته لبطولة كوبا أمريكا باختبار هام للغاية، حيث واجه العنّابي المنتخب البرازيلي مستضيف البطولة بتشكيلته الأساسية، وانتهى اللقاء الودّي الذي جرى في العاصمة برازيليا بانتصار أبطال العالم 5 مرّات على بطل آسيا بهدفين دون رد.

قبل أعوام عرضت أمريكا الجنوبيّة على قطر واليابان أن تكونا ضيوفًا على بطولة كوبا أمريكا التي ستستضيفها البرازيل صيف 2019، وافق الاتحاد القطري على هذه الدعوة كاختبار حقيقي للعنّابي الذي يستعدّ لاستضافة كأس العالم 2022، لأن العنّابي أراد من هذه المشاركة صقل مهارات اللاعبين في اختبار حقيقي غير ودّي أمام كبرى فرق العالم، فالمنتخب القطري لن يكتفِي باستضافة البطولة عام 2022، بل سيبهر الحضور أيضًا بمدى قوّة فريقه الكروي، وسينافس على مراكز مشرّفة في المشاركة الأولى موندياليًّا.

تعرّض نيمار لالتواء بالكاحل  وخرج من الملعب باكيًا يتألّم، والساعات القليلة القادمة ستحسم مشاركته في كوبا أمريكا أو عدمها

 من المعروف أن المباريات الدولية مع فرق من خارج القارّة يستحيل أن تكون رسميّة إلا إن جرت ضمن نطاق كأس العالم أو كأس القارّات، لكنّ كوبا أمريكا منحت عبر تاريخها استثناءات لهذه القاعدة، وطالما استضافت فرق من خارج القارّة، وحان الدور على قطر واليابان، ومع مرور الوقت أثبت اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم صواب قراره بطلب حضور هذين الفريقين الآسيويين في البطولة التي ستنطلق بعد أيام، لأن أحدهما أصبح بطل آسيا والآخر صار وصيفه، ونقصد بالبطل طبعًا الفريق العنّابي، والوصيف منتخب اليابان.

وضعت قرعة كوبا أمريكا المنتخب القطري في أقوى مجموعات البطولة الثلاث، حيث سيواجه في المجموعة الثالثة كلًا من الأرجنتين وكولومبيا والباراغواي، ويبدو أن المنتخب القطري عازم على الاستفادة من الاحتكاك غير المسبوق مع المنتخبات اللاتينية بشكل غير ودّي، لأن نظام البطولة يقضي بتأهّل فريقين من كلّ مجموعة إضافة إلى أفضل فريقين احتلوا المركز الثالث من المجموعات الثلاث، الحظوظ مشروعة للقطريين من أجل التأهّل لدور الثمانية في كأس أمريكا الجنوبية، لم لا فهم أبطال آسيا..

اقرأ/ي أيضًا: العنابي يتربع على العرش الآسيوي.. قطر تهدي فوزها إلى العرب

ومن أجل عدم الاكتفاء بالتفكير في مدى القدرة على المنافسة، أرادت قطر أن تواجه بجرأة تامّة أقوى فريق مرشّح لنيل اللقب ونقصد هنا منتخب البرازيل صاحب الضيافة، والشجاعة هنا أن تلعب مع فريق متعطّش بشكل كبير للفوز باللقاء وإن كان ودّيًا بالاسم، لأن هذه المواجهة ستعطي لمحة شبه نهائيّة للبرازيليين عن منتخب بلادهم الذي يعد شعبه باللقب، هذه الجماهير التي حرمها فريق الرجال من الألقاب طيلة 12 عامًا، وآخر كأس تمّ رفعه كان في البطولة نفسها عام 2007، قبل أن تمر السنوات العجاف التي كان بعضها كارثيّا أبرزها عام 2014، عندما مُنيت البرازيل بهزيمة قاسية أمام ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم بسباعيّة تاريخيّة، كلّ تلك الظروف تزيد الضغوطات على اللاعبين البرازيليين ومدرّبهم الذي يدرك جيّدًا أن المركز الثاني في كوبا أمريكا يساوي المركز الأخير بالنسبة للشعب البرازيلي، لذلك أراد أن يطمئنهم بالفوز ودّيًا على فريق قويّ هو بطل آسيا، ومن أجل زيادة الحماس في صفوف نجوم البرازيل أراد رئيس البرازيل جايير بولسونارو مساندتهم أمام قطر، فحضر اللقاء بالغ الأهمّية بالنسبة للبرازيليين، كذلك لأبطال آسيا الذين أرادوها فرصة شجاعة أمام أقوى فريق مشارك في البطولة المنتظرة.

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو 

دخل الفريقان المباراة بتشكيلتيهما الأساسية، فحضر كلّ نجوم البرازيل اللقاء وبانت أفضليّتهم على لاعبي العنّابي منذ البداية، لذلك عمد بطل آسيا على عدم المجازفة بترك المواقع الخلفية، والحذر الشديد من تعطّش اللاعبين البرازيليين على إقامة كرنفال أهداف في الشباك القطرية، الأمر الذي يرضي شغف الجماهير البرازيلية. ومع مرور ربع ساعة اعتقد الكثيرون أن ذلك سيحدث، لأن البرازيل استطاعت أن تتقدّم بهدف مبكّر لنجم فريق إيفرتون الإنجليزي ريتشارليسون، حاول بعدها كوتينيو نجم برشلونة أن يعزّز التقدّم بهدف ثان في أكثر من مناسبة، لكنّ تألّق سعد الشيب حال دون ذلك، قبل أن ينجح مهاجم مانشستر سيتي في تسجيل الهدف الثاني لأصحاب الأرض بالدقيقة 25، وبعد ذلك بدقائق منح حكم اللقاء ركلة جزاء للبرازيل استعدّ كوتينيو لتنفيذها، ليلغيها الحكم بعد اللجوء لتقنية الفيديو.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تزلزل الإمارات برباعيّة في عقر دارها.. وتبلغ نهائي كأس آسيا

أدرك المنتخب القطري أن عليه إعادة حساباته الدفاعيّة أمام خصم يتفوّق بكلّ شيء، واستطاع بقيادة دفاعه وحارس مرماه المتألّق أن يحمي مرماه من أهداف محقّقة طيلة ما تبقّى من الشوط الأوّل، وسار على المنوال ذاته في الشوط الثاني، والذي شهد في ربعه الأخير محاولات جادّة من القطريين لتقليص الفارق وتسجيل هدف تاريخي بالمواجهة الأولى بين الفريقين، وكاد ذلك أن يحدث بالفعل حين منح الحكم ركلة جزاء للعنّابي انبرى لتنفيذها بوعلام خوخي، لكنّه سدّدها بقوّة في عارضة مرمى حارس مانشستر سيتي إيديرسون، لينتهي اللقاء بفوز أصحاب الأرض بهدفين دون رد، وأداء مقبول للعنّابي في أهم مبارياته التحضيرية قبل الامتحان القارّي الجديد.

وشهدت المباراة في الدقيقة 20 خروج نجم الفريق الأوّل نيمار مصابًا بالتواء في الكاحل، هذه المنطقة التي طالما كانت سببًا في إيقاف مسيرته لأشهر عدّة، وأكثر المؤشّرات تدلّ على غياب نيمار عن البطولة، لأنّه خرج من الملعب متألّما بشكل كبير ونُقل للعلاج بعد ذلك باكيًا، الأمر الذي قد يربك حسابات البرازيل في البطولة بشكل كبير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة

بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا