اعتقلت السلطات الصينية شخصين في شمال الصين، وذلك بعد أن هدما جزءًا من سور الصين العظيم باستخدام آلة حفر.
وقالت الشرطة الصينية إنها ألقت القبض على رجل في الـ 38 من العمر وامرأة في الـ 55 من العمر في مقاطعة شان شي واتهمتهما بحفر ثغرة في سور الصين العظيم من أجل اختصار المسافة إلى ورشة بناء قريبة.
وأضافت أن الشخصين استخدما جهاز حفر لتوسيع فتحة كانت موجودة أصلًا في البناء الأثري العريق لتصبح واسعة بالقدر الكافي لتمرير جهاز الحفر، الذي أرادا استخدامه في موقع البناء، وذلك بهدف توفير تكاليف نقله. وقد تسبب سلوكهما بضرر "غير قابل للإصلاح" للسور، وفقًا لما قالت الشرطة.
الشرطة كانت قد وصلت إلى موقع الحادث واعتقلت الشخصين بعد أن تلقت تقارير عن وجود تلف في المعلم الأثري في نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، ولا زالت الحادثة قيد التحقيق.
الشرطة الصينية ألقت القبض على رجل وامرأة في مقاطعة شان شي واتهمتهما بحفر ثغرة في سور الصين العظيم من أجل اختصار المسافة إلى ورشة بناء قريبة.
يمتد سور الصين العظيم على امتداد أكثر من 20,000 كيلومتر، وقد بني لحماية البلاد قبل ما يربو عن 2000 سنة، ووضعته اليونسكو على قائمة التراث العالمي عام 1987.
أما الجزء المتضرر من السور فيعود بناؤه لفترة حكم سلالة منغ التي امتدت ما بين الأعوام 1368 و1644 وتعرف باسم "السور العظيم الـ 32"، إذ إن السور بني على مراحل عديدة امتدت قرونًا لكن الجزء الأكبر منه بني خلال فترة سلالة منغ.
ويذكر أن أجزاء كبيرة من السور، خاصة تلك التي في أطرافه والواقعة في مناطق ريفية، قد تلفت أو تدمرت مع مرور السنوات. ويشير تقرير نشرعام 2016 في صحيفة بيجين تايمز إلى أن أكثر من 30% من السور المبني خلال فترة حكم منغ، والذي يطلق عليه اسم سور منغ العظيم، اختفى تمامًا، ولم يتبق من الجدار إلا 8% يمكن اعتبارها محفوظة بشكل جيد.
السلطات الصينية كانت قد أعلنت في السنوات القليلة الماضية عن حزمة من الإجراءات لحماية السور، فصعدت من حملاتها ضد مخربيه. ففي عام 2021 اعتقل ثلاثة زوار للمعلم الأثري وفرضت عليهم غرامات مالية بعد أن ضبطوا وهم يتلفون السور من خلال نحت كتابات عليه باستخدام أداة حادة. وفي العام نفسه أيضًا منعت السلطات الصينية سائحين أجنبيين من الوصول للسور بعد أن انتهكا حرمة أحد أجزائه غير المكتملة.