اعتقلت السلطات السعودية، عبر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، موظّفًا مصريًا في أحد الفنادق بجدة، بعد أن ظهر في مقطع فيديو وهو يتناول طعام الإفطار مع زميلته السعودية في العمل، ما أدى إلى انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتقلت السلطات السعودية موظفًا مصريًا بأحد الفنادق، بسبب ظهوره في مقطع فيديو وهو يتناول الإفطار مع زميلته السعودية!
وقالت الوزارة على لسان متحدثها الرسمي، خالد أبا الخيل، إن فرق التفتيش بمكتب عمل جدة، وقفت ميدانيًا على الموقع، وضبطت الوافد لـ"ارتكابه عدة مخالفات، وعمله في مهنة مقصورة على السعوديين"، كما تم استدعاء صاحب المنشأة لـ"عدم التزام المنشاة بالضوابط المكانية لعمل المرأة"، وذلك تمهيداً لإحالة القضية لجهة الاختصاص، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين.
اقرأ/ي أيضًا: انتهاكات السعودية بحق المهاجرين الإثيوبيين.. سرقة وتعذيب وترحيل قسري
وشدد المتحدث الرسمي على "عدم تهاون الوزارة في تطبيق الأنظمة في سوق العمل"، داعيًا عملاء الوزارة إلى "الإبلاغ عن المخالفات عبر تطبيق معاً للرصد".
من جانبها غردت النيابة العامة السعودية عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، بأنه "يجب على المقيمين في السعودية الالتزام بكافة الأنظمة المرعية في البلاد، ومراعاة قيم وتقاليد المجتمع السعودي ومشاعره".
كما وأشارت في تغريدة أخرى، إلى أن "إنتاج أو ترويج أو إرسال البيانات أو المواد أو المقاطع التي تمس الآداب العامة، أو القيم الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أية وسيلة تقنية، يعتبر جريمة معلوماتية تصل عقوبتها إلى السجن لمدة خمس سنوات، وغرامة ثلاثة ملايين ريال".
وتصدر الوسم الذي أطلقه السعوديون "#مصري_يفطر_مع_سعودية"، قائمة الأكثر تداولًا على موقع تويتر، لمدة تزيد على ثلاث ساعات. وانقسم المغرّدون على الوسم ما بين مهاجمين للوافد المصري، الذي اعتبروا ما قام به جارحًا للحياء العام ومعارضًا للقيم والتقاليد الاجتماعية، في حين رأى آخرون أن تعامل السلطات السعودية مع الوافد يعتبر إهانة وفيه تقليل من شأن الوافدين على حساب المواطنين السعوديين، فيما رأى جزء كبير من المغردين سخف ما حدث، فكانت تعليقاتهم ساخرة، فقال أحدهم: "متخيلين إن جريمتهم الإفطار!".
فيما قال المغرّد صقر سعيد: "عجيب وضعكم تحشرون النساء السعوديات مع الأجانب في الأسواق والمؤسسات التجارية، ومع هذا لا تريدون أن يكون بينهم زمالة عمل؟! وما حدث من الموظف المصري والموظفة السعودية طبيعي جدًا في ضوء هذه البيئة".
فيما قالت مغرّدة مصرية تُدعى ميرفت: "احنا كمصريين مش شايفين أي حاجه في الفيديو عيب أو غلط أو حرام، لو انتو عايزين تعاقبوا عاقبوا بنتكم هي عارفه تقاليدكم".
أما سارة آل علي، فغرّدت: "في الدول المتقدمة والمتحضرة الموضوع جدًا عادي وطبيعي بمجتمعهم، لكن بعالمنا الآخر يصير ترند وقضية رأي عام، وممكن سجن، وتريدون المجتمع السعودي يتطور؟! تريدون #رؤية_2030؟! انتظروها بعد 50 سنه يمكن المجتمع يتغير!".
أما سارة العتيبي، والتي تعرّف نفسها على موقع تويتر كسعودية لبنانية، فقد استغربت من العنصرية التي غلبت على التعليقات في الوسم، كما أن منبع الاستغراب الأساسي هو "كيف لهذه التعليقات العنصرية أن تصدر من مجتمع يدعي أنه مجتمع إسلامي".
أما مقدم برنامج جو شو الشهير، فقد انتقد الحادثة على صفحته بتويتر، قائلًا: "لو أنت حاكم ازني نص ساعة عالهوا ندعيلك بالهداية.. لكن وافد مصري وتاكل بطاطسية من زميلتك في العمل؟! عالسجن فورًا يا فاجر". مذكرًا بالفتوى التي قالها الداعية السعودي عبد العزيز الريس، التي أباح فيها للحاكم أن يزني ويسكر علنًا على التلفاز، وقال بأن ذلك لا يستوجب الخروج عليه!
على صعيد آخر، قالت صحيفة الرياض، إن شرطة محافظة جدة، أوقفت الفتاة الذي ظهرت في مقطع الفيديو مع الوافد المصري، والذي بحسبها "ظهر فيه بشكل مسيء"، وذلك بعد توجيه من النيابة العامة للتحقيق معها، ومعرفة دوافع خروجها مع الوافد في مقاطع الفيديو التي قالت الصحيفة إنها "استفزت مشاعر السعوديين خلال اليومين الماضيين".
وقالت الصحيفة إنه سيتم تطبيق عدة عقوبات أولًا على صاحب المنشأة لـ"عدم التزام المنشأة بالضوابط الخاصة بعمل المرأة داخل الفنادق"، في حين ستبدأ النيابة العامة بالتحقيق مع الوافد المصري والفتاة السعودية، بسبب "تصوير فيديو مسيء للمجتمع" كما قالت الصحيفة!
فيما نشرت صحف أخرى، منها صحف مصرية، أن الوافد المصري ستنتظره عقوبة تصل إلى السجن لسنوات، ودفع غرامة بملايين الريالات، بسبب إفطاره مع زميلة عمل سعودية!
ينتظر الوافد المصري الذي ظهر في فيديو وهو يفطر مع زميلته، عقوبة تصل للسجن 5 سنوات وغرامة قدرها 3 ملايين ريال!
يُذكر هنا أن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، قد أجرى عدة تغييرات في الحياة الاجتماعية بالسعودية كالسماح للمرأة بقيادة السيارة، والعمل في بعض قطاعات الدولة، غير أن متابعين يرون أن هذه الإجراءات من قبل ابن سلمان ليست إلا بغرض تجميل حكمه، في حين أن السلطات السعودية لا تزال تعتقل المئات من أصحاب الرأي والمدافعين عن الحقوق والحريات، كما تعتقل من يظهر في مقطع فيديو لمجرد أنّه يتناول الإفطار مع زميلته في العمل!
اقرأ/ي أيضًا:
السعودية تطبّق رسوم مرافقي العمالة الوافدة.. وجه جديد لجباية الإفلاس؟
ميزانية السعودية 2018.. حروب الطيش من جيوب المواطنين والوافدين