توفيّ يوم الأحد 11 كانون الأول/ديسمبر المدوّن الصّحفي الجزائري محمد تامالت بعد أسابيع من دخوله في غيبوبة إثر إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله، وهو ما مثّل شاهدًا جديدًا حول تقييد حرية التعبير وسوء وضعية حقوق الإنسان في الجزائر.
توفيّ يوم الأحد 11 ديسمبر الصّحفي الجزائري محمد تامالت بعد أسابيع من دخوله في غيبوبة إثر إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله
وقد اعتقل المدون الصحفي يوم 26 يونيو/حزيران الفارط وذلك بعد نشره لمواد هاجم فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين آخرين على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أن يعيد نشر هذه المواد على موقع "السياق العربي"، الذي يديره من لندن. وقد وُجّهت لتامالت تهمتين هما "إهانة هيئة نظامية" و"الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف". وحُكم عليه بالسجن عامين وغرامة مالية قدرها 200 ألف دينار جزائري (1600 دولار).
اقرأ/ي أيضًا: الدول العربية بعد 68 سنة من ميثاق حقوق الإنسان
وقد دخل تامالت في إضراب جوع وحشي منذ يوم اعتقاله مما أدّى لتدهور مستمرّ في صحّته، حيث أصدر محاميه في آب/أغسطس الفارط بيانًا للرأي العام وصف فيه تامالت بأنه "قطعة لحم ملفوفة في قماش" في إشارة لعدم قدرته على المشي والكلام بسبب وضعه الصحي المتدهور نتيجة إضرابه عن الطعام المستمر منذ 45 يومًا حينها.
وكان تامالت عاد إلى الجزائر يوم 19 يونيو/حزيران، وكتب حينها على صفحته على موقع "فيسبوك" أنه لم يقع إيقافه في المطار غير أن سيارتين لحقتا إلى منزل والدته، وذلك قبل أسبوع من اعتقاله. وقد هاجم في آخر منشور له أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش، وعبد الرزاق شريف، قائد الناحية العسكرية الرابعة.
وتتمثل المواد التي تم تتبّع تامالت من أجلها تحديدًا في قصيدة نشرها، تتضمّن أبياتًا تم اعتبارها مسيئة لرئيس الجمهورية. وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قد نقلت في وقت سابق عن تامالت قوله إن "الشعر الذي نشره بصفحته هو هجاء ضد الرئيس وهو فنّ وليس سبًّا وشتمًا".
وأشار محامو تامالت في دفوعاتهم أنه تم التحقيق مع موكّلهم من مديرية الاستعلام والأمن، وهو جهاز المخابرات الذي أعلن الرئيس بوتفليقة عن حلّه في حين من المفترض أن يتولى جهاز الشرطة ذلك.
اقرأ/ي أيضًا: إيقاف برنامجين سياسيين ساخرين في الجزائر
وقد طالبت عديد المنظمات الحقوقية الدولية على غرار "هيومن رايتس ووتش" طيلة الأشهر الماضية السلطات الجزائرية بإطلاق سراح الصّحفي السّجين الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضًا.
وبعد ساعات من وفاة تامالت بمستشفى لمين دباغين بالعاصمة، أصدرت وزارة العدل الجزائرية بلاغًا ذكرت فيه أن السجين المتوفّى تعرضّ في آب/أغسطس الماضي لجلطة دماغية جراء ارتفاع حاد للضغط الدموي بسبب إضرابه عن الطعام، وهو ما تطلب إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس، قبل اكتشاف إصابته بداية شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري بالتهابات على مستوى الرئتين. وأشار البلاغ أن عائلة السجين قامت بزيارته في المستشفى إضافة لزيارات من ممثلين للسفارة البريطانية في الجزائر.
في المقابل، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية لفتح "تحقيق مستقل ومعمق وشفاف" حول ملابسات وفاة تامالت. وهي وفاة أعادت للسطح ملفّ حقوق الإنسان في الجزائر التي تعيش ضبابية سياسية مع مرض الرئيس بوتفليقة وتزايد صراع أجنحة السلطة في معركة خلافته.
اقرأ/ي أيضًا: