لفت المخرج الأمريكي – الإيراني رامين باهراني، المعروف بالأفلام التي تتناول حكايات كفاح ونضال أبناء الطبقات الفقيرة لتغيير حياتهم والوصول إلى القمة، الأنظار من خلال فيلمه الجديد The White Tiger، المتوفر على منصة نيتفليكس، والذي حقق نجاحات كبيرة فور عرضه، وحاز على إعجاب النقاد والمشاهدين على حدّ سواء.
استخدم المغردون وسم thewhitetiger# لمشاركة تقييماتهم وآرائهم بفيلم النمر الأبيض، وتم تداول الكثير من التغريدات التي نقلت اقتباسات على لسان بطل الفيلم
وما كان بهراني ليجد أفضل من رواية النمر الأبيض، للكاتب الهندي آرافيند أديغا، التي نُشرت في العام 2008، وحصلت على العديد من الجوائز من بينها مان بوكر، ليجسّد سينمائيًا، حكاية العبور من طبقة الخدم والمسحوقين أو ما يصفونه في الهند، ونقلته الروابة "قن الديكة"، إلى طبقة الأثرياء، مع فعل كل ما يلزمه الأمر لتحقيق هذا الهدف، وحتى وإن تتطلّب القيام بأمور غير حميدة كالسرقة والقتل.
اقرأ/ي أيضًا: ما قصة التحالف النقابي العالمي لموظفي جوجل؟
أثار فيلم "النمر الأبيض" المليء بالاستعارات وبالرموز، اهتمام المتابعين، واستخدم المغردون وسم thewhitetiger# لمشاركة تقييماتهم وآرائهم بالفيلم، الذي قام ببطولته الممثل الهندي أدراش كوراف، إذ لعب دور "بارلام" ابن العائلة الفقيرة الذي شقّ طريقه نحو الثراء.
كما حقق الفيلم نسب مشاهدات قياسية في الهند، حيث احتل المركز الأول كأكثر أعمال نيتفليكس مشاهدة في الهند، في كل يوم من الأيام التي تلت انطلاقته وحتى اليوم.
فيما وجد الكثير من المتابعين تشابهًا بين الفيلم، وبين الفيلم الكوري الجنوبي Parasite الذي حصل على جائزة الأوسكار في العام الماضي، حيث تتمحور قصة الفيلمين حول شاب من الطبقة الفقيرة يذهب للعمل لدى الأثرياء، ويظهران الحقد الطبقي بأكثر صوره تجلّيًا، ويتضمن كليهما جريمة قتل على خلفية طبقية. بل أن بعض الناشطين أطلقوا على الفيلم إسم باراسايت الهندي.
لا يملك "بارلام" صفحة على الفايسبوك ويعتقد أن الانترنت هو شيء يمكن شراؤه من السوق لأسياده، كما يشتري المواد الغذائية، لكنه يعلم أنه قادر على صنع مستقبله بيده. بذلك صوره الفيلم، وقبله الرواية، بالنمر الأبيض الذي يظهر مرة واحدة كل عدة أجيال. فبارلام هو طفرة لا تتكرر إلا كل عدة أجيال. والفيلم لا يقول أن كل خادم يمكنه أن يصبح بارلام، بل يقول أن قصة بارلام يمكن لها أن تحدث.
كما ركز المغردون على التقاط التفاصيل الصغيرة التي عكست جودة الفيلم وعمقه. كقول آشوك رب عمل بارلام له بأنه يمكنه أن يحتفظ باسم آشوك في حال أعجبه. ليعود بارلام ويختار اسم آشوك له عندما أصبح ثريًا. في إشارة إلى أنه انتقل بالفعل من طبقة إلى طبقة أخرى. ويؤكد بارلام أكثر من مرة خلال الفيلم أنه لا توجد في الهند سوى طبقتين. ومن الاقتباسات التي تداولها المغردون، حضرت مقولة شخصية بارلام "أنت تبحث عن المفتاح لعدة سنوات. لكنك لا تنتبه أن الباب مفتوح دائمًا"، في إشارة إلى أن الإنسان يستطيع أن يغادر طبقته الاجتماعية، بشرط أن يكون مستعدًا لفعل أي شيء لتحقيق ذلك. الشواهد على ذلك كثيرة في الفيلم، كقيام بارلام بالوشاية بزميله السائق والتسبب بطرده، بدون أن يأبه بأن الأخير لديه عائلة يعيلها، وصولًا إلى قيامه بقتل سيده ورب عمله، ابن الطبقة الغنية الذي كان يعامل بارلام بطريقة جيدة إلى حد ما. لكن من أجل الانتقال من طبقة لأخرى، ليس على المرء سوى أن يضع مشاعره جانبًا حسب استراتيجية بارلام.
كذلك كان من اللافت اقتباس بارلام لإحدى مقولات بوذا عندما قال أنه ليس بشرًا ولا آلهة، بل هو شخص يكون مستيقظًا عندما يكون الناس نائمين، وهو الأمر الذي كان بارلام يقوم به. وقد حظيت الجملة التي قالها بارام في النهاية لعماله "أقتل سيدك" بإعجاب الكثير من المتابعين، ورأوا أنها تلخّص فكرة الفيلم الأساسية. قتل ليس بالضرورة أن يكون بالمعنى الحرفي، بل يمكن أن يكون رمزيًا، كشرط ضروري للتحرّر.
اقرأ/ي أيضًا:
كلاب الشوارع في مصر.. ملف قضائي مفتوح بين الحكومة ومنظمات الرفق بالحيوان
أولويات جديدة لقواعد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة بايدن