بعدما اعتقدنا جميعنا أن ريال مدريد حسم مسألة التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال اوروبا، بعد فوزه الكبير على يوفنتوس بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، أثبتت لنا كرة القدم مرة أخرى أنها لا تعترف بالحسابات على الورق، ووجدنا أنفسنا أمام مباراة أخرى تحبس الأنفاس، لم تحسم قبل الدقيقة الـ96.
بعد كل حالة تحكيمية مثيرة للجدل في دوري أبطال أوروبا، يُثار نقاش متجدد حول إدراج تقنية الفيديو لتسجيل الحالات والعودة لها
إلا أن أهم ما جاء في المبارة كان ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي مايكل أوليفير، لصالح ريال مدريد، بعد تدخل المغربي المهدي بن عطية ضد الإسباني لوكاس فاسكيز. واعترض لاعبو يوفنتوس بشدة على قرار الحكم، ما دفع بالحكم إلى طرد الحارس بوفون. سجل رونالدو الركلة وتأهل الفريق الملكي.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. وداع حزين لليوفي وبوفون
ركلة الجزاء هذه أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء حول مدى صوابية قرار الحكم، وأعادت إلى التداول الحديث عن مستوى التحكيم في دوري أبطال أوروبا، وضرورة الاستعانة بتقنية الفيديو، رفعًا للظلم التي تقول بعض الفرق إنها تتعرض له.
ويذكر في هذا الصدد، أن آرسين فينغر، مدرب أرسنال، كان قد عدّد في تصريح سابق، الحالات التي كان سينجو فيها فريقه من الخروج لو كانت استخدمت تقنية الفيديو.
وحتى إدراج هذه التقنية في دوري الأبطال، سيستمر النقاش والجدل بين مؤيدي استخدامها الذين يرون أنه من المجحف أن يضيع عمل شهور طويلة بسبب خطأ تحكيمي، وبين معارضين لها يعتبرون أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، ومن تقاليدها، وأن النقاش حول الحالات، يعطي كرة القدم زخمًا إضافيًا. ويخشى المعارضون لإدراج تقنية الفيديو، من توقيف المباريات بشكل متكرر للعودة إلى الفيديو، الأمر الذي من شأنه أن يحد من حماسة المباراة.
وعلى كل يبدو أن الأخطاء التحكيمية، أو الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، هي سمة مميزة بالفعل لدوري أبطال أوروبا، لذا جمعنا لكم أبرز تلك الحالات في السنوات الأخيرة:
ريال مدريد ضد بايرن ميونيخ في إياب ربع نهائي 2017
رغم أن ريال مدريد فاز بنتيجة ستة أهداف مقابل ثلاثة، في مجموع المبارتين، وهي نتيجة تبدو مريحة نظريًا، إلّا أنه احتاج في الحقيقة إلى أشواط إضافية للظفر ببطاقة التأهل.
وقد شهدت المباراة حالات توقف عندها النقاد، واعتبر جمهور البايرن أن الحكم كاساي سرق بطاقة التأهل منهم بعدما طرد أورتور فيدال بدون وجه حق، وتغاضى عن طرد كاسيميرو لاعب الريال، وهو طرد مستحق برأيهم.
مثلت الأخطاء التحكيمية سمة مميزة في عدة مبارايات مفصلية بدوري أبطال أوروبا خلال السنوات الأخيرة
كما أن الحكم احتسب هدفين لرونالدو جاءا من تسللين واضحين، في المقابل اعتبر جمهور ريال مدريد أن هدف توماس مولر جاء من تسلل واضح، وأنه لولا هذا الهدف لانتهت المبارة بالوقت الأصلي وبالتالي لم يكن ليلعب الشوطين الإضافيين الذين سجل رونالدو خلالها الهدفين المشكوك بصحتهما.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. بطولة تُمنح للشجعان فقط
واستمر الجدل فترة طويلة بعد المباراة، ولا يزال مشجعو البايرن حتى اليوم مقتنعون أن فريقهم كان يستحق التأهل وأن بطاقة التأهل سرقت منهم.
مانشستر يونايتيد ضد ريال مدريد في ثمن نهائي 2013
تعادل الفريقين بهدف لمثله في مباراة الذهاب في سانتياغو بيرنابيو. وكان التعادل السلبي يكفي رجال السير أليكس فيرغسون لبلوغ ربع النهائي، فقد نجح ماشستر يونايتيد في الحفاظ على نظافة شباكه في الشوط الأول، ومنع ريال مدريد من صناعة الخطورة.
لكن مطلع الشوط الثاني، أشهر الحكم التركي شاقير، البطاقة الحمراء في وجه لاعب اليوناتيد لويس ناني، بعد تدخل رأى الحكم أنه يستحق الطرد بسببه. لم يعجِب القرار جماهير الشياطين الحمر، وعدد كبير من متابعي الكرة، الذين اعتبروا أن التدخل كان عاديًا ولا يوجب الطرد.
وتغير سير المباراة بسبب النقص العددي، ونجح الكرواتي لوكا مودريتش في تسجيل هدف مهم وقاتل، مهديًا فريقه ريال مدريد بطاقة العبور.
تشيلسي ضد برشلونة في إياب نصف نهائي 2009
تعادل الفريقان في مباراة الذهاب في كامب نو بدون أهداف. وخلال مباراة الإياب في ستامفورد بريدج، طالب لاعبو تشيلسي بأكثر من ضربة جزاء، غير أن الحكم النرويجي طوم أوفريبو تغاضى عن احتسابها، قبل أن يسجل إنييستا هدفًا قاتلًا في الدقيقة 91.
إلا أن الإثارة لم تنته هنا، فقدد سدد مايكل بالاك كرة باتجاه المرمى في الثواني الأخيرة، ارتدت من يد صامويل إيتو، لكن الحكم تجاهلها. ولا زال مشهد بالاك وهو يركض باتجاه الحكم ويصرخ في وجهه عالقاً في الأذهان.
بعد تسع سنوات اعترف حكم مباراة برشلونة وتشيلسي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2009، أنه ربما ظلم تشيلسي بعدم إعطائه ضربة جزاء
الحكم النرويجي اعترف بعد تسع سنوات، وتحديدًا قبيل مباراة برشلونة وتشيلسي في دوري الأبطال 2018، بأنه ربما قد أخطأ التقدير وظلم تشيلسي، وأنهم كانوا يستحقون ضربة جزاء واحدة على الأقل.
اقرأ/ي أيضًا: