في ظل ظروف الحجر الصحي المفروض على غالبية دول ومجتمعات العالم، بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، ونتيجة الجلوس الطويل في المنزل وقلّة الخيارات، أقضي بعض الوقت في الاستمتاع بمشاهدة ملخصات مباريات كرة القدم، الخالدة في ذاكرة عشرات الملايين من عشّاق ومتابعين هذه اللعبة حول العالم.
تعتبر مواجهة الأرجنتين- ألمانيا من كلاسيكيات المونديال، وكان التفوّق حليف الألمان في أكثر الأحيان
وكما هو معروف دائمًا ولدى جميع عشاق لعبة كرة القدم، أن لبطولة "المونديال" كأس العالم ذلك السحر الخاص وتلك القداسة، حيث لم يخطئ من أطلق على هذه البطولة لقب العرس الكروي العالمي، إذ تجتمع جماهير كرة القدم على حلم وصول وفوز منتخباتها بنهائي هذه البطولة ورفع كأسها الذهبية، تلك الكأس التي خَلفت كأس جول ريميه، والتي سُرقت قبل أن تحتجزها البرازيل إلى الأبد.
أسترجع كعاشق متيّم بهذه اللعبة الساحرة أكثر ذكرياتي فرحاً وحزناً "في آنٍ معاً"، حيث لم تكن هذه الذكرى هي وصول وفوز منتخبي الذي أشجّع بالكأس الذهبية لهذه البطولة فقط، بل وصول المنتخبين الّذَين أحبّ "معاً" إلى نهائي هذه البطولة، وأقصد هنا بالتحديد نهائي مونديال 2014 في البرازيل، الذي جمع بين منتخبي الماكينات الألمانية ومنتخب التانغو الأرجنتيني، كأكثر نهائيات كأس العالم تكراراً.
اقرأ/ي أيضًا: عندما قام مارادونا بكلّ شيء في كأس العالم 1986
وبالمرور في سجلات تاريخ هذه البطولة العريقة نلاحظ أن المنتخبين قد التقيا سبع مرّات في مجمل مواجهات البطولة توزّعت بين نهائياتٍ ثلاث، ومواجهتين في الدور ربع نهائي، ومثلهما في دور المجموعات.
حيث التقيا للمرة الأولى في مونديال 1958 بالسويد، ضمن نطاق مباريات دور المجموعات، حين فاز المنتخب الألماني بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يلتقيا للمرة الثانية في مونديال 1966 بإنجلترا، في اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي صفر- صفر، وفي مونديال 1986 في المكسيك تواجه المنتخبان للمرة الثالثة، وهذه المرّة في المباراة النهائية للبطولة بالعاصمة مكسيكو، في نهائي ملحمي انتهى بفوز رفاق ماردونا على أبناء المانيا الغربية، في مباراة نُقشت ذكراها بخمسة أهداف لا تنسى، ثلاثة منها من نصيب الأرجنتين.
لاحقاً وبعد أربع سنوات فقط، وتحديداً في ملعب الأوليمبيكو في العاصمة الإيطالية روما سنة 1990، تواجه المنتخبان مجدداً للمرة الرابعة، المناسبة هنا نهائي النسخة الإيطالية من كأس العالم، وتمكّن منتخب الماكينات المدجّج بنجوم الدوري الإيطالي " كلينسمان وفولر وماتيوس وبريمي" من أخذ الثأر، والفوز بهدف وحيد على أرض الطليان التي كانوا يعرفونها جيداً.
اللقاء الخامس كان في أرض الألمان في مونديال ألمانيا 2006 حيث جمعتهم إحدى مباريات الدور الربع النهائي لتلك النسخة، ولن أنكر مشاعري المتضاربة لدى مشاهدة تلك المباراة الملحمية التي أبت إلا أن تحتكم لضربات الجزاء الترجيحيّة، بعد هدف روبيرتوا آيالا وتعادل ميروسلاف كلوزه، ولتنتهي المعركة بفوز منتخب الماكينات في موقعة تألّق فيها الحارس الألماني يانس ليمان.
ولن ينسى أحد المواجهة السادسة في المونديال التالي مباشرةً، بجنوب إفريقيا سنة 2010 حين عجز منتخب مارادونا وميسي وبشكل غير مفهوم عن فعل أي شيء، في وجه الاندفاع الألماني الجارف بمباراة الدور الربع النهائي، لتتلقّى شباكهم أربع رصاصات نظيفة، دون إحرازهم لأي بصمة في شباك الشاب مانويل نوير.
ولتصير مواجهات المنتخبين هي النكهة الرئيسية لصيف الكثير من نسخ هذه البطولة سيتواجه المنتخبان مجدداً للمرة السابعة، وهذه المرة في ملعب الماراكانا الشهير بمدينة ريو دي جانيرو بمونديال البرازيل 2014، في نهائي شديد الإثارة انتهى بلمسة أولى ناجحة للبديل ماريو غوتزه في الوقت القاتل، ليفوز المنتخب الألماني بالنجمة المونديالية الرابعة، بعد نجوم 54 – 74 – 90 والثانية على حساب غريمه الأزلي المنتخب الأرجنتيني.
بانتظار المونديال القادم الذي سيقام في قطر عام 2022، وفي حال تكررت هذه المواجهة الأرجنتينية-الألمانية، فسأشجع هذه المرّة راقصي التانغو فقط، لأنهم يستحقون نجمةً مونديالية ثالثة، كيف لا وبلادهم أنجبت أساطير أمثال مارادونا وميسي.
اقرأ/ي أيضًا: