08-نوفمبر-2015

يحتاج تلاميذ الأردن إلى توفير تدفئة مناسبة في مدارسهم(أ.ف.ب)

كيف يواجه طلبة المدارس الحكومية في الأردن بردَ الشتاء؟ كيف يحتملون الصقيع وهم في غرف تخلو، في كثير من المدارس، من أي نوع من التدفئة؟ بل شبابيك الكثير منها مكسّرة، والريح، مصحوبة بالمطر والزمهرير، دائمة الزيارة لهذه الغرف. وإذا كانت المدرسة مبنية على نظام الطوابق فإن البرد يشتد كلما صعدنا طابقًا إلى أعلى. أيضًا يحق لنا التساؤل: كيف يحتمل طالب في عمر ست أو سبع سنوات أن يمضي سبع ساعات يوميًا في البرد، خاصة إذا وصل المدرسة مبتلاً من المطر، إذ يصل أغلب التلاميذ إلى المدرسة مشيًا على الأقدام. وماذا بشأن المحافظات والمناطق الجبلية التي تتعرض بكثرة للثلوج والعواصف والصقيع مثل محافظتي عجلون وجرش؟

من الضروري توفير تدفئة مركزية مناسبة وصحية لقاعات الدرس في المدارس الحكومية بالأردن

قد يتحدث البعض عن وجود مخصصات للتدفئة تدفعها مديريات التربية للمدارس، وهذه معلومة صحيحة. ولكننّا نتحدث عن "مخصصات غاز" عمرها الافتراضي خمس سنوات، بينما لها في هذه المدارس أكثر من خمس عشرة سنة، الأمر الذي يجعل استخدامها مضرًا بصحة الطلبة أكثر مما يوفّر لهم الدفء. وبخصوص ذلك يقول رائد أبو زيد، وهو مدير مدرسة أساسية، لـ"ألترا صوت" إنّ "هذه المخصصات لا تصلح للتدفئة بسبب رائحتها الكريهة والضرر الذي تلحقه بالطلبة نتيجة الغازات التي تخرج منها، الأمر الذي قد يتسبب بحالات اختناق بينهم، إذ إنّ استعمال هذه "الصوبّات" في ظل اكتظاظ الصفوف بالتلاميذ يؤدي إلى نقصان الأكسجين في الغرفة ذات المساحة الصغيرة مقارنة بعدد الطلبة الموجودين بها، مما يدفع إلى فتح الشبابيك، وفي هذه الحالة تصبح التدفئة عديمة الجدوى".

كما يشير أبو زيد إلى أنّ المبلغ المخصص للتدفئة زهيد، فهو لا يتجاوز مائتي دينار وعليها أن تكفي لتدفئة مدرسة تتكون من ثماني عشرة غرفة. ويضيف أبو زيد: "كي أتمكّن من تدبر تدفئة غرف المعلمين بالمبلغ المخصص اضطّررت إلى التنازل عن نصيب غرفتي من التدفئة". أما بخصوص غرف التلاميذ، فيؤكد أن "من المستحيل استخدام المخصصات المتوفرة والتي قد تشتعل في أي لحظة فيما عبث أو اصطدم بها أحد، وأن الحل يكمن في ضرورة توفير التدفئة المركزية في المدارس الحكومية".

أمّا يزن الدّبك، وهو معلم تربية إسلامية، فيقول إنّ أسلوب التدفئة الوحيد المتبع في المدرسة التي يعمل بها هو الاكتفاء بإجراء صيانة دورية لشبابيك الغرف وأبوابها، بالإضافة إلى الدفء الذي يوفّره الاكتظاظ الطلابي في الغرف، إذ يتراوح عدد التلاميذ في الصف الواحد بين خمسة وثلاثين وخمسة وأربعين طالبًا، ويتجاوز عدد تلاميذ هذه المدرسة الألف طالب، وهم يمضون طيلة فصل الشتاء بدون أي نوع من أنواع التدفئة. وإذا كانت المدرسة الأولى التي تناولناها توفّر التدفئة لغرف المعلمين فإنّ المدرسة التي يعمل بها الدّبك تساوي بين الطالب والمعلم في نصيب كل منهما من البرد والصقيع.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ بعض المدارس الحكومية تتوفر فيها وسائل تدفئة جيدة إلى حد ما، خاصة تلك التي حصلت على منح من المؤسسات التعليمية الأوروبية. غير أنّ الحال التي تناولها في هذا التقرير تشمل أغلب المدارس الحكومية في الأردن.  

اقرأ/ي أيضًا:

فوضى المناهج التعليمية في الأردن

غزة.. عودة إلى المدارس المقصوفة