اتهم الأساتذة المتدربون وزارة التربية بترسيب زملاء لهم في امتحانات التوظيف، "بسبب ميولاتهم السياسية، وانتماء أو قرب بعضهم لجماعة العدل والإحسان المعارضة". وأشار الأساتذة المتدربون بأصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية، معتبرين أنها تدخلت في تغيير نتائج امتحانات التوظيف،عن طريق ترسيب من ترى أن لديهم ميولات سياسية أو نشاطات ذات طابع احتجاجي طيلة أشهر الاحتجاجات الأخيرة.
اتهم الأساتذة المتدربون وزارة التربية المغربية بترسيب زملاء لهم في امتحانات التوظيف، "بسبب ميولاتهم السياسية"
واعتبر الأساتذة المتدربون أن ما قامت به الجهات المعنية "حرمانٌ" و"منعٌ" لزملائهم من ممارسة مهنة التدريس بالمدارس العمومية (الحكومية)، "رغم تنويه وشهادة القائمين على امتحانات التوظيف بكفاءة المرسبين في ممارسة مهنة التدريس".
اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. "الأساتذة المتدربون" يهددون حكومة بنكيران
تنسيقية الأساتذة المتدربين، اعتبرت هذه الخطوة "انتقامًا من مناضيلها" و"محاولة لضرب وحدتها"، و"يتناقض مع ما صرحت به لجان الاختبارات الكتابية والشفوية حول كفاءة وتفوق زملائنا المرسبين" وأوضح ذات المصدر أن هناك من تم ترسيبه وهو غير منتمٍ لأي فصيل سياسي، مؤكدة عبر بيانها على "استقلالية الهياكل التنظيمية لها".
وفي ظل غياب نص قانوني صريح يمنع المدرسين من الانتماء السياسي أو ممارسة نشاط سياسي بالبلد، يرى عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية أن ما قامت به الدولة "انتهاك للدستور وللمواثيق الدولية".
واتهم العلام، رئيس المبادرة المدنية لحل ملف الأساتذة المتدربين ما سماها "أجهزة الدولة" بتدخلها في ترسيب الأساتذة المتدربين، قائلًا في تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك: "بدل أن تترك أجهزة الدولة لجان المباراة تمتحن المترشحين وتختبر كفاءاتهم، أطلقت العنان لمقدميها وشيوخها (ممثلو السلطة في الأحياء والدواوير) طيلة أشهر لتتبع أنفاس المترشحين وإحصاء خطواتهم. فجاءت النتيجة كارثية: عشرات من خيرة الأطر التربوية بشهادة مدرسيهم وممتحنيهم ومعدلاتهم التي حصلوا عليها في مراكز التربية والتكوين، تم منعهم من ولوج الوظيفة العمومية".
وزارة التربية من جهتها، دعت الناجحين في امتحانات التوظيف إلى الإسراع بتوقيع محاضر التحاقهم بمقرات عملهم بمؤسسات التعليم العمومي التي قضوا بها فترة التدريب"، موضحة أن "الناجحين الذين استكملوا وثائقهم الإدارية، سيخضعون ابتداءً من هذا الشهر لمقتضيات النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية".
اقرأ/ي أيضًا: الأساتذة المتدربون بالمغرب.. نحو احتجاج جديد
غير أن التنسيقية، دعت من جانبها الأساتذة المتدربين إلى عدم الالتحاق بالعمل والاستمرار في مقاطعة التدريس في المدارس، وعدم تسليم علامات التلاميذ للإدارة التربوية، والامتناع عن تصحيح والإشراف على امتحانات الدورة الأولى (الفصل الأول) من التعليمين الابتدائي والإعدادي.
وكان الاتفاق المبرم بين الأساتذة المتدربين ووالي (محافظ) الرباط والمبادرة المدنية والنقابات في 21 نيسان/أبريل من العام الماضي يقضي بتوظيف الفوج كاملاً بعد اجتياز مباراة التوظيف، وبالتالي تؤكد تنسيقية الأساتذة المتدربين أن ترسيب الأساتذة "يتنافى مع جوهر الاتفاق المبرم مع الجهات المعنية".
ونشر الأساتذة المتدربون على نطاق واسع في أروقة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي صورًا وتدوينات، تبين ما اعتبروه "جدارة واستحقاق" الأساتذة المرسبين في التدريس. وفي الأثناء، التزم إلى حد الآن المسؤولون الصمت وتجنبوا الرد عن الاتهامات الموجهة لهم.
وفي غضون ذلك، يتأهب الأساتذة المتدربون في المغرب لتنظيم مسيرة بالعاصمة الرباط يوم الأحد المقبل، ردًا على ما اعتبروه "تعسفًا" و"انتقامًا" في حق زملائهم.
اقرأ/ي أيضًا: