ألترا صوت - فريق التحرير
قالت صحيفة الغارديان إن الأمم المتحدة حذّرت من تنامي ظاهرة العنف عبر الإنترنت ضد الصحفيات، ما يقوض عملهن، ويؤثّر سلبًا على تقاريرهن، كما أن الأمر يتطور أحيانًا ليتحوّل إلى مضايقات في حياتهن الواقعية، ويعرض صحتهن وآفاقهن المهنية للخطر.
خرجت ورقة نشرتها منظمة اليونسكو بنتيجة تفيد أن العنف ضد الصحفيات على الإنترنت يهدف بشكل أساسي إلى إلحاق الذل والعار بهن، أو إثارة خوفهن وذعرهن لدفعهن إلى التراجع أو الانسحاب من الملفات والتقارير التي يعملن عليها
يأتي هذا التحذير ضمن إطار نشر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونيسكو، ورقة بحثية تضمنت مسحًا لـ901 صحافية من 125 دولة وبخمس لغات، إضافة إلى مقابلات مع 173 من الحقوقيين والخبراء في مجالات حرية التعبير وحقوق الإنسان والسلامة الرقمية، وأشارت الورقة إلى أن العنف ضد الصحفيات على الإنترنت، يهدف بشكل أساسي إلى إلحاق الذل والعار بهن، أو إثارة خوفهن وذعرهن لدفعهن إلى التراجع أو الانسحاب من الملفات والتقارير التي يعملن عليها، الأمر الذي يمكن تصنيفه كهجوم على التداول الديمقراطي، وحرية الإعلام، وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.
اقرأ/ي أيضًا: البطالة في صدارة نقاشات يوم العمال العالمي عربيًا
كما حلّلت الدراسة بشكل خاص 2.5 مليون تغريدة ومنشور عبر فيسبوك وتويتر أُرسلت على وجه التحديد إلى صحفيتين اثنتين، الأولى هي الفيليبينية ماريا ريسا التي فازت مؤخرًا بجائزة اليونسكو السنوية لحرية الصحافة، والتي تتعرض لحملة كراهية واسعة في بلادها بسبب التقارير التي تنشرها، حيث أثبتت الدراسة أنها تتلقى 90 رسالة كراهية على صفحتها على فيسبوك في الساعة الواحدة. بينما الصحفية الثانية هي البريطانية كارول كاروالدار الفائزة بالعديد من الجوائز، وتكتب في صحيفتي الأوبزرفر والغارديان، وأشارت الدراسة إلى أنها واجهت أكثر من 10 آلاف رسالة مسيئة فقط على موقع تويتر، نصفها تقريبًا يتضمن لغة متحيزة ضد المرأة وخطاب كراهية النساء.
ونقلت الورقة عن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتييريش تأكيده في شهر آذار/ مارس 2021، من خلال تغريدة على صفحته على تويتر، على وجوب أن لا يكون هناك أي مكان لكراهية لنساء العاملات في الصحافة والعنف ضدهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنه يتوجب على الحكومات العمل من أجل حمايتهن من العنف على الإنترنت.
وقد خلصت الورقة إلى أن ثلاثة أرباع الصحفيات اللواتي شملهن المسح، كنّ قد تعرضن للتحرش عبر الإنترنت بسبب عملهن الصحفي، وقد تحوّل 20% من هذه التحرشات لاحقًا إلى هجمات غير متصلة بالإنترنت. كما تبين أن 49% من الاعتداءات كانت عبارة عن عنف لفظي ولغة مسيئة، وشكلت التهديدات بالعنف الجنسي ما نسبته 25%، فيما وصلت الـ18% المتبقية إلى حالات اعتداء جنسي.
فيما توقف عدد كبير من الناشطين والحقوقيين عند نتائج الورقة التي نشرتها اليونيسكو. فقالت الصحفية في جريدة التايمز جاين فلانغان، التي سبق لها العمل في فلسطين وفي إفريقيا، إن العنف اللفظي هو أسوأ ما تواجهه في عملها، وطالبت بالتشدد في مواجهة هذه القضية لأن الأمور تزداد سوءًا مع الوقت. ووصف الباحث الحقوقي رجات خوسلا عبر صفحته على تويتر، تقرير اليونيسكو بالمهم جدًا، لأنه يسلّط الضوء على المد المريع للإاتهاكات ضد الصحفيات النساء، كما يوضح كيفية تأثير هذه الانتهاكات على العمل الصحفي، ودورها في تقويض ثقة الجمهور بالصحافة الناقدة. بينما قال الصحفي في نيويورك تايمز روبرت جونسون، وهو متخصص في الصحافة الرياضية، إنه سيقاطع وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أربعة أيام متتالية، للتعبير عن احتجاجه ضد لّغة العنف المستخدمة ضد الصحفيين وخاصة النساء.
اقرأ/ي أيضًا:
قرار من المحكمة العليا الأمريكية يعزز أوضاع المهاجرين أمام خطر الترحيل
إحصاء يشير إلى تراجع النمو السكاني في الصين لأول مرة منذ 5 عقود