يعيش المواطنون في الدول العربية يوم العمال العالمي، أسوة بباقي الشعوب التي تتوقف عند هذه المناسبة أيضًا في الأول من أيار/مايو من كل عام، بالتزامن مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعيشها العدد الأكبر من العرب في بلادهم، في ظل ارتفاع معدلات الفقر ونسب البطالة، وبسبب سوء إدارات الأنظمة للحكم وارتهاناتها الخارجية، وفشلها في بناء سياسات اقتصادية قوية ومستدامة تحقق النمو والاستقرار، فيما أتت جائحة كوفيد-19 لتزيد الطين بلّة، حيث اضطرت آلاف الشركات والمؤسسات التجارية، الصناعية والتعليمية إلى صرف أعداد مهولة من العمال والموظفين، بسبب إجراءات الحجر الصحي وانخفاض المداخيل بنسب كبيرة، ما جعل هذه المؤسسات غير قادرة على دفع الرواتب، فاضطرت لفصل عدد كبير من العمال لديها، فيما كان عدد كبير منها يخفّض الرواتب بنسب عالية، ما دفع المواطنين إلى تغيير أنماط حياتهم، ليتماشى مع رواتبهم الجديدة.
استخدم الناشطون من مختلف الدول العربية وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن مناسبة يوم العمال العالمي، وتناولت أغلبية واضحة من الآراء مشكلة البطالة وأثار جائحة كوفيد - 19 على أوضاع العمل في بلادهم
وقد استخدم الناشطون من مختلف الدول العربية وسائل التواصل الاجتماعي، للتعليق على هذه المناسبة، وللتعبير عن الأسى من الحال التي وصلت إليها أوطانهم. على سبيل المثال قال مغرد باسم الزيدي من العراق إن راتب برلماني أو مسؤول في بلاده يساوي عشرات أضعاف راتب العامل البسيط، ورأى أنه لا وجود لعيد عمال حقيقي، في حال لم يفتح الباب أمام الاستثمارات في جميع المجالات، لكي ترتفع الأجور فتتحسن معها حياة العمال.
فيما قالت نادين من لبنان أنها تحتفل بعيد العمال وهي عاطلة عن العمل، وأن الأمر يحصل معها للمرة الأولى منذ 14 سنة. وقال إيلي قطار إن البطالة وصلت في لبنان بالتزامن مع عيد العمال إلى 60%، بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة، وفي ظل الأمراض وانتشار فيروس كورونا. وفي السياق نفسه، رأى انطوني أبو عراج أن الأصح تسمية هذا اليوم بـ"عيد العاطلين عن العمل" وليس عيد العمال.
وعن المناسبة نفسها أشادت نور من مصر بموقف عمال مصنع سماد طلخا، الذين استمروا في إضرابهم واعتصامهم، ورأت أن كفاح العمال هو بقعة ضوء في الظلمة التي يعيشها المواطن، ونشرت لائحة بأبرز النضالات والإضرابات التي قام بها العمال في العقود الأخيرة. وسخر جون من محاولة الإعلام المصري تصوير الوضع بطريقة وردية، والحديث عن طفرة حصلت في سوق العمل في الفترة الأخيرة، وطالب بمن لديه فكرة عن هذه الطفرة وعن المشاريع المزعومة أن يدّله عليه.
وبأسلوب ساخر، قال محمد عيسى أنه يجب على المصريين تهنئة العمال الصينيين بهذه المناسبة، على اعتبار أن كل ما يستخدمه المصريون هو صناعة صينية، في إشارة مبطنة إلى ضعف الصناعة المحلية في مصر.
من جهته، هنّأ أنس جملية من الأردن العمال بعيد العمال، وقال إن الأردن للعمال وليس لعصابات رأس المال، فيما طالب وسيم الحباشنة بالاحتفال بعيد العمال بصمت، مراعاة لمشاعر العاطلين عن العمل في الأردن، والذين تبلغ نسبتهم 24%. وتمنّت شيماء فايز أن يكون عيد العمال الحالي، هو الأخير لها وهي عاطلة عن العمل في بلدها الأردن.
فيما قال حساب باسم جحا من الكويت أن الوضع لم يتغير بالنسبة للبدون في الكويت مع حلول عيد العمال الحالي، فالطبقة الرأسمالية لا تزال تستغلهم بأبشع طريقة ممكنة، وخاصة في المجال التعليمي حيث يحصل المعلمون والمعلمات من البدون على رواتب أقل بكثير من رواتب المعلمين من ذوي الجنسية. بينما رأى حسنين قيس من العراق، أن العراقيين لا يجب أن يحتفلوا بالعيد، في ظل البطالة وإغلاق المصانع وتوقف المشاريع والاستثمارات، وفي ظل إغراق البلاد بالمنتجات الإيرانية والتركية.
اقرأ/ي أيضًا:
الأمم المتحدة تسلط الضوء على ظروف العاملات في حقول الشاي في بنغلاديش