19-مايو-2016

أسرة سورية لاجئة في الغرب (أ..ف.ب)

تعد "سبتة" بمثابة حلم وردي بالنسبة للكثير من اللاجئات السوريات الموجودات في المغرب، بالنسبة لهن هذه المدينة الصغيرة المحتلة من طرف الإسبان، شمال غرب المغرب، الملاذ الآمن الذي يمكن أن يلجأن إليه. إلا أن هذا الحلم صعب التحقيق، فالعبور إلى هذه المدينة الصغيرة صعب، لا سيما أمام الحواجز الأمنية التي تفرضها السلطات من الطرفين، المغربي أو الإسباني في وجه اللاجئين السوريين والمهاجرين الأفارقة.

تعد "سبتة" المحتلة بمثابة حلم وردي بالنسبة للكثير من اللاجئات السوريات الموجودات في المغرب

إقرأ/ي أيضًا: المرأة السورية.. عبء التقاليد وأعباء الثورة

أمام هذه الوضع، تضطر العديد من اللاجئات السوريات الموجودات بالخصوص في منطقة "بليونيش" قرب مدينة سبتة المحتلة أو في مناطق مجاورة، للعيش في ظروف إنسانية مزرية. ومن معالم هذه المعاناة، استغلالهن جنسيًا من طرف بعض الخارجين عن القانون في المغرب، بينما هذا الوضع لا ينطبق على المهاجرات الأفريقيات، إذ يقول محمد سعيد السوسي، من مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب، لـ"الترا صوت" إن "المهاجرين الأفارقة عمومًا منظمون ويحمون بعضهم البعض، أما السوريون، ونظرًا لقلة عددهم لا يستطيعون ذلك، لهذا يتم استغلال عدد كبير من اللاجئات السوريات جنسيًا من طرف أشخاص منحرفين".

من السهل التعرف على اللاجئات السوريات، وذلك من خلال لهجتهن الشامية وملامحهن، يتواجدن في الأسواق الشعبية أو أمام مواقف السيارات أو أبواب المساجد، بغرض البحث عن العمل أو التسول، ينتظرن فرصة ما، يمكن أن تمنحها لهن السماء للعبور إلى الضفة الأخرى.

ويضيف محمد سعيد السوسي، عن مركز حقوق الإنسان بالشمال، أن "تسول اللاجئات السوريات صار مألوفًا لأن كثيرا من اللاجئات السوريات بمدن شمال المغرب، يمارسن التسول ضمن مجموعات تتكون من 3 إلى 4 أفراد ومنهن عدد كبير من القاصرات". ويتابع سعيد حديثه: "قل عدد اللاجئات السوريات مقارنة بالسنوات الماضية، لأن أغلبهن نجحن في العبور إلى سبتة، إلا أن الباقيات بالمغرب يقمن ضمن عائلاتهن في منازل للإيجار، والبعض اضطررن إلى امتهان الجنس، مقابل مبالغ مالية، أحيانًا لا يملكن خيارًا آخر فوضعيتهن صعبة".

بعض هؤلاء اللاجئات، اللاتي تعرضن إلى التحرش الجنسي، غالبًا ما يطلبن المساعدة من جمعيات نسائية قصد حمايتهن من الاستغلال الجنسي. تحكي مريم الزموري، من جمعية توازة لمناصرة المرأة بمدينة مرتيل، شمال غرب المغرب، لـ"الترا صوت" أن "مقر الجمعية أصبح مركز استماع للعديد من اللاجئات السوريات".

أقل ما يمكن وصف ظروف إقامة وحياة اللاجئات السوريات به، أن الوضع يعبر عن مشكلة إنسانية حقيقية

إقرأ/ي أيضًا: اللاجئون السوريون في البازار اللبناني

وتقول الزموري إنه "بالرغم من العدد القليل من اللاجئات السوريات اللواتي وصلن إلى مناطق شمال المغرب مقارنة مع باقي المهاجرات من مناطق أخرى، إلا أن ظروف إقامتهن وشروط حياتهن شكلت مشكلة إنسانية حقيقية". متابعة حديثها بالقول إن جمعية "توزاة" استقبلت سيدة كانت مقيمة رفقة ابنتيها في إحدى الشقق بمرتيل، وتحدثت عن تعرض بناتها إلى تحرش أحد الأشخاص القاطنين بالقرب منهن، الشيء الذي جعل من حياة السيدة وبناتها جحيمًا حقيقيًا بالإضافة إلى معاناة الهجرة واللجوء".

الظروف التي يتعرض لها اللاجئ السوري بمختلف مناطق تواجده صعبة ولا ترقى إلى حجم معاناته، لكن الحال في شمال المغرب تعدى الضوابط والقواعد المنصوص عليها في اتفاقيات حقوق اللاجئين الدولية كثيرًا، خصوصًا ما يتعلق بنظام روما الأساسي واتفاقية حماية اللاجئين وضحايا جريمة التهجير القسري، في حين يؤكد حقوقيون بجهة شمال المغرب تراجعًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة لعدد المهاجرين والمهاجرات السوريات، لأن أغلبهن تمكن من المرور إلى مدينتي "سبتة" و"مليلية" أي إلى أوروبا. وفي هذا الإطار، طالب محمد سعيد السوسي، عن مركز حقوق الإنسان، السلطات المغربية بإيجاد حل عاجل لهذه الفئة من اللاجئين، كإقامة مركز لإيوائهن وإيجاد فرص عمل لهن، عوض تركهن يواجهن مصيرًا مفتوحًا على كل الاحتمالات المأساوية.

اقرأ/ي أيضًا:

اللاجئون السوريون ضحايا أساطير المجاهدين

اللاجئون السوريون في أوروبا.. إلى تركيا