افتتح ليستر سيتي مباريات الأسبوع العاشر من البريميرليغ بفوز تاريخي على خصمه ساوثهامبتون في عقر داره بتسعة أهداف دون رد، انتصارٌ هو الأعلى بتاريخ البطولة لفريق يلعب خارج ميدانه، فارتقى الثعالب للمركز الثاني مؤقّتًا خلف ليفربول المتصدّر، وانحدر ساوثهامتبون إلى المركز الثامن عشر.
شارك ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز أخيرًا بعد طول عناء في موسم 2014/2015، وفيه ختم النادي موسمه الأوّل بنجاح تام، فنال المركز الرابع عشر واستطاع أن يحفظ مكانه في البريميرليغ لعامٍ آخر، لكنّ الموسم التالي كان صادمًا للغاية بالنسبة للكثيرين، ففيه تحقّق الإعجاز الكروي في زمن كثُرت به الأموال والاستثمارات في الأندية، فالفريق الذي يملك تشكيلة كلفتها أكثر من مليار دولار يستحيل أن يقف بوجهه فريق تساوي تشكيلته بضعة عشرات من الملايين، قد يحدث ذلك في مباراة مدّتها 90 دقيقة، ولكن أن يكون ذلك في دوري شاق يمتدّ لـ38 جولة كالدوري الإنجليزي فهو أمر مستحيل.
تكبّد ساوثهامبتون أقسى هزيمة لفريق في ميدانه بالبريميرليغ، وشارك ليستر مانشستر يونايتد بأكبر انتصار في تاريخ مباريات المسابقة
استطاع ليستر سيتي في موسمه الثاني بالبريميرليغ، وتحديدًا موسم 2015/2016 أن يفجّر أكبر المفاجآت بتاريخ الكرة الأوروبية الحالي، عندما ظفر ببطولة البريميرليغ بنجوم مغمورين حينها، أمثال رياض محرز وجيمي فاردي وأوكازاكي ودرينك ووتر وآخرين، تحت قيادة مدرّب عجوز اسمه كلاوديو رانييري. لم يكن فوز الفريق محض صدفة أو ضربة حظّ، لأنه حسم الدوري مبكّرًا قبل مراحل عديدة من نهايته، وختمه بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحقيه.
فوز ليستر بتلك البطولة أثّر بشكل كبير على متابعي الكرة بشكل عام، فهو أعاد هذه اللعبة لعالم المفاجآت في وقت دخل بالمنظومة الرياضيّة العامّة تعقيدات تكفل بالقضاء على حلم أي فريق بسيط، فهنالك فرق دفعت الغالي والنفيس وظفرت بأفضل اللاعبين والمدرّبين والرعاة والمرافق، ولكنّها فشلت في نيل الالقاب، وإن لم تكن تملك كلّ ما سبق فيجب عليك أن تدفن أحلامك قبل ولادتها، كلّ تلك الأقوال المنطقيّة كسرها ليستر في ذاك العام، وأعاد لكرة القدم جمال مفاجآتها، وأثبت أن حلم الفوز بالألقاب هو حقّ للجميع.
اقرأ/ي أيضًا: آرسنال يتفوّق على نفسه في البريميرليغ.. وليفربول يخرج سالمًا من ستامفورد بريدج
لم ينجح ليستر في المواسم التالية في المنافسة على لقب البريميرليغ، واكتفى بشرف محاولة مقارعة الكبار وحجز مكان في البطولات الأوروبية، فكان مصيره في المراكز المتوسّطة مع نهاية كلّ موسم، ففي 2016/2017 نال المركز الثاني عشر، وختم الموسم التالي بالمركز التاسع، وأنهى الموسم الماضي بالمركز نفسه، إذن اعتاد فريق الثعالب في الآونة الأخيرة على التواجد في المراكز المتوسّطة، لكنّه مع مرور 9 جولات على بداية الموسم الحالي، أي ما يعادل ربع الموسم، استطاع أن يحافظ على مكانه في المراكز المتقدّمة، ولم يتلقَّ سوى هزيمتين كانتا أمام مانشستر يونايتد وليفربول، هذا الأخير حقّق الفوز على الثعالب بالوقت بدل الضائع من ركلة جزاء.
ودّ ليستر أن يحافظ على مكانه بين الكبار مع افتتاح الجولة العاشرة، وذلك على حساب فريق ساوثهامبتون الملقّب بالقدّيسين. هذا النادي يخوض اللقاء على ملعبه سانت ميريز، هذا الملعب سبّب لعنة للقدّيسين الذين لم ينتصروا فيه هذا الموسم على الإطلاق، ما جعلهم يحتلّون المركز السابع عشر، لكنّ لاعبي الفريق أرادوا أن يكسروا هذه اللعنة الآن أمام ليستر، سيّما وأنهم ما زالوا منتشين بنقطة التعادل التي سرقوها من ميدان وولفرهامبتون في الجولة الماضية، هي أضغاث أحلام راودت مخيّلة لاعبي ساوثهامبتون، وانقلبت مع بداية اللقاء إلى كوابيس لن تُنسى.
فما هي إلا 10 دقائق على صافرة البداية حتّى افتتح الدولي الإنجليزي شيلويل أهداف اللقاء لصالح الضيوف، مستغلًا كرة ارتدّت من الحارس. حاول لاعبو ساوثهامبتون أن يستنهضوا هممهم ويعودوا للقاء، لكنّ الحكم صدمهم بقرار أتى بمشورة تقنيّة الفار، ففي الهجمة التي سجّل ليستر منها الهدف تسبّب لاعب ساوثهامبتون ريان بيرتراند بخشونة تجاه لاعب الثعالب آيوسي بيريز، وعلى الفور طرد الحكم بيرتراند من أرضية الملعب، ساوثهامبتون متخلّف الآن بهدف، ويلعب ناقص الصفوف، وما زالت المباراة في الدقيقة 12، الكوارث آتية لا محالة.
5 دقائق بعد ذلك ويضيف ليستر هدفه الثاني عن طريق تيليمانس الذي سدّد كرة أرضية من داخل منطقة الجزاء في شباك القدّيسين، لم يستفق ساوثهامبتون بعد من الصدمة حتى يسعفهم بيريز بهدف ثالث لا يبتعد توقيته عن الثاني سوى 95 ثانية، عندما ختم سلسلة من التمريرات بأبهى طريقة في الشباك التي ستهتزّ كثيرًا في وقت ليس ببعيد، النتيجة الآن 3-0 لصالح الضيوف، وما زالت المباراة في دقيقتها التاسعة عشر.
اقرأ/ي أيضًا: ليفربول ينجو من الهزيمة في البريميرليغ.. واليونايتد ينهي سلسلة انتصارات الريدز
لم يُشبع الهدف الثالث آيوسي بيريز، فاستمرّت غريزته التهديفيّة بتأدية دورها، وأضاف الهدف الرابع في الدقيقة 39 بكرة سدّدها بقوّة متابعًا عرضيّة شيلويل، وأبى هدّاف الفريق فاردي إلا أن يختم الشوط الأوّل بهدف خامس عندما تلاعب بالدفاع المتهالك وأودع الكرة بسهولة في المرمى، وفي الشوط الثاني أمهل الثعالب أصحاب الأرض 11 دقيقة حتّى يستعيدوا أنفاسهم، إلى أن أصدروا الجزء الثاني من مسلسل الأهداف المرعبة، فأضاف بيريز هدفه الثالث في المباراة والسادس لفريقه بالدقيقة 57، أقلّ من 100 ثانية بعد ذلك ويسجّل فاردي برأسه الهدف السابع لفريقه، وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق أراد ماديسون أن يضع اسمه بقائمة الجزّارين، فنفّذ ركلة حرّة مباشرة بنجاح وقّع من خلالها على الهدف الثامن، ومن أجل دخول التاريخ من أوسع أبوابه ختم جيمي فاردي أهداف اللقاء بهدف تاسع من ركلة جزاء، فسجّل الهاتريك الثاني في المباراة.
هي فضيحة كرويّة ضربت نادي ساوثهامبتون وستلازمه أبد الدهر، لأن أكبر نتيجة لفريق يلعب خارج أرضه في البريميرليغ كانت من نصيب مانشستر يونايتد، والذي فاز على مضيفه نوتنغهام فورست قبل 20 عامًا 8-1، أي أن ليستر دخل التاريخ من أوسع أبوابه كأقسى سفّاح خارج الديار بالبريميرليغ، وإن كان الحديث عن الانتصارات الأكبر بغضّ النظر عن ماهيّة المكان سواء كان في الديار أو خارجها، استطاع ليستر سيتي أن يشارك مانشستر يونايتد بالرقم القياسي في البريميرليغ.
ونستعرض هنا أقسى 10 نتائج في البريميرليغ عبر تاريخه:
- ساوثهامبتون 0x9 ليستر سيتي، 2019
- مانشستر يونايتد 0x9 إبسويتش تاون 1995
- توتنهام9x1 ويغان أتلتيك 2009
- مانشستر سيتي 8x0 واتفورد 2019
- ساوثهامبتون 8x0 سندرلاند 2014
- تشيلسي 8x0 أستون فيلا 2012
- تشيلسي 8x0 ويغان 2010
- نيوكاسل 8x0 شيفيلد وينزداي 1999
- نوتنغهام فورست1 8x مانشستر يونايتد 1999
- ميدلسبره 8x1 مانشستر سيتي 2008.
اقرأ/ي أيضًا:
ليلة سوداء على مدينة مانشستر.. ليفربول يحلّق عاليًا في صدارة البريميرليغ
ليفربول يحافظ على ريادة البريميرليغ.. والشياطين تتعثّر أمام القدّيسين