موجة برد وصقيع شديد تعرفها الجزائر منذ يومين كاملين، طرقات مغلقة عبر مختلف ولايات الوطن، وعديد المدن والقرى معزولة في أعالي جبال الأوراس وجبال جرجرة، علاوة على مدارس مغلقة بسبب الثلوج، التي تساقطت خلال الفترة الأخيرة.
موجة برد وصقيع شديد تعرفها الجزائر منذ يومين كاملين أدت لغلق طرقات في مختلف محافظات البلاد
لم تعرف الجزائر تساقطًا للثلوج مشابهًا خلال السنوات الماضية، حيث بلغ سمك الثلوج 50 سنتيمترًا على مستوى 19 محافظة جزائرية، من بينها باتنة وسوق أهراس وقسنطينة والبليدة وميلة وسطيف وبرج بوعريريح والمدية والبليدة، كما تسببت في العديد من حوادث السير بسبب انزلاق المركبات على مستوى عديد الطرقات.
اقرأ/ي أيضًا: كريم بوشطاطة.. أن تثلج في الصّحراء
حكوميًا، وضعت الحكومة مخططًا خاصًا واستعجاليًا للتدخل من أجل إنقاذ العالقين على مستوى المناطق النائية وكذا فتح الطرقات أمام المركبات، حيث نصبت وزارة الداخلية الجزائرية مكتب أزمة جندت لها مصالح الأمن والدفاع المدني والجيش لإزالة الثلوج من مسالك بعض المناطق في محافظات الشرق الجزائري، وهي تبسة وقسنطينة وسوق أهراس وخنشلة وميلة من أجل إنقاذ وإسعاف المواطنين.
وفي بيان لها سجلت مصالح الدفاع المدني الجزائرية قطع العديد من الطرقات المهمة ومنها الطريق الرابط بين محافظتي "تيزي وزو" و"البويرة" وكذلك غلق الطرقات الوطنية عبر 19 محافظة جزائرية تشهد تساقطًا كثيفًا للثلوج.
كما تسببت الثلوج المتساقطة في إيقاف الحركة الجوية حيث ألغت الخطوط الجوية الجزائرية عديد الرحلات عبر مطاراتها في عديد المحافظات، خاصة في محافظتي قسنطينة وسطيف، تفاديًا لأي طارئ، كما ألغت نفس الخطوط عددًا من الرحلات المتجهة من الجزائر نحو فرنسا تفاديًا لوقوع أي حادث.
وفي كل مرة، يفضح التساقط الكثيف للثلوج في الجزائر العجز المؤسف من طرف السلطات المحلية في تسيير المدن والقرى على مستوى البلديات، حيث تشتكي العشرات من العائلات من عدم توفر مادة غاز البوتان الأساسية والضرورية في عز الشتاء، في غياب الربط بشبكة الغاز الطبيعي، وهي مشكلة عويصة تشهدها عديد الأحياء في الجزائر وترهق السكان في هذه المناطق الداخلية وتدفعهم إلى اللجوء إلى استعمال الحطب عندما يتعذر عليهم الوصول إلى محطات توزيع غاز البوتان في المدن، وهي ظاهرة باتت قدرًا محتومًا على سكان قرى الجبال، التي تعرف العزلة التامة عقب سقوط الثلوج.
اقرأ/ي أيضًا: التدفئة في لبنان.. من قال وداعًا "للصوبيا"؟
في هكذا أزمة، تطلب الأمر عادة تدخل عناصر الجيش والدرك الوطني والشرطة بهدف إغاثة السكان وفك الحصار الثلجي عنهم وفتح الطرقات أمام حركة السير وإنقاذ السكان وإيصال المؤونة للبيوت والعائلات في أعالي الجبال وفي القرى المقطوعة، ونزع الكميات الكبيرة من الثلوج، التي تراكمت في الطرقات.
في كل مرة، يفضح التساقط الكثيف للثلوج في الجزائر العجز المؤسف من طرف السلطات المحلية في تسيير المدن والقرى على مستوى البلديات
وللأسف، يعود الشلل الحاصل في العديد من المناطق الجزائرية أمام تساقط كميات كبيرة من الأمطار أو الثلوج، التي باتت تشكل عبئًا كبيرًا على السكان حتى في المدن الكبرى، وهي أزمة يعيشها المواطن الجزائري هذا العام في ظل ظروف معيشية صعبة.
على الأرض وفي مثل هذه الظروف، تنشط عديد الجمعيات الخيرية عبر مختلف محافظات "عين الدفلى" و"الميدة" و"البليدة" و"تيزي وزو" من أجل توزيع مختلف الوجبات الساخنة على رواد الطرقات الرئيسية ممن يتعذر عليهم الوصول إلى بيوتهم في عز الصقيع، فضلًا عن توزيع بعض الأغطية والمأكولات على الأسر الفقيرة التي باتت رهينة للثلوج في الجبال، وهي التفاتة إنسانية يقودها شباب، كثيرًا ما تنشر الخير والتضامن والتكافل بين الجزائريين.
اقرأ/ي أيضًا: