ربّما لم يكن من المتوقّع أن ترضخ إدارة الجامعة الهاشميّة في الأردن للضغط الذي واجهته للرجوع عن قرارها بفصل الطالب إبراهيم عبيدات على إثر تنظيمه ودعوته لبعض الفعاليات المطلبيّة في الجامعة للاعتراض على ما وصفه الطلاب بأنّه استغلالٌ لجيوب الطلبة وابتزاز لأموالهم، حين أقرّت قانونًا يلزم الطالب بتسديد رسوم الموادّ الدراسيّة قبل اعتماد تسجيلها.
أطلقت حملات على وسائل التواصل تطالب الجامعة الهاشمية بالتراجع عن فصل الطالب إبراهيم عبيدات واعتراضًا على ما اعتبروه ابتزازًا
اقرأ/ي أيضًا: في الأردن.. العمل الطلابي تحت مطرقة الرقابة
تدخّل في الأمر عدّة شخصيّات شعبيّة ورسميّة من وجهاء قبائل ونوّاب كي تعيد الجامعة النظر في القرار الذي أنزلته بحقّ الطالب، وكانت وسائل إعلام محليّة وعربيّة ومواقع صحفيّة من بينها "ألترا صوت" قد تابعت هذه القضيّة وسلّطت الضوء عليها، قد كان ذلك كفيلًا بتحريك الطلبة في الجامعة وإطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام وسم #ارفعوا_الظلم_عن_إبراهيم_عبيدات، والذي كان الأكثر تداولًا على تويتر قبل عدّة أيّام.
كما تواصل "ألترا صوت" هاتفيًّا مع الطالب عبيدات، والذي تحدث أنّ قرار الفصل قد أتى بعد عدّة تحقيقات معه من قبل عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، وأنّ القرار كان بمثابة "قرصة أذن" له ولغيره من الطلبة ممّن يفكّرون بتحدّي قرارات الجامعة في المستقبل.
ولكنّ الأمرَ قد انحدر إلى مستوى عجيب من الإسفاف من إدارة الجامعة الهاشميّة حين اتّهمت الطالب بداية بارتكابه "مخالفات سلوكيّة" في محاولة لتشويه سمعته ومصداقيّته، ثمّ أقدمت حسب ادّعاء الطالب عبيدات على نشر كشف علامات الطالب للإشارة إلى تدنّي مستواه الدراسيّ وأنّه بذلك "مهملٌ" ولا يستحقّ أن يتكلّم باسم الطلبة ويدافع عن حقوقهم.
وفي حين نفت الجامعة أن يكون لها أيّ علاقة بتسريب علامات الطالب، وهو إجراءٌ غير قانونيٌ لاختراقه خصوصيّة الطالب، أكّد عبيدات لـ"ألترا صوت" أنّ "الجامعة قد أقدمت على هذا التصرّف كي تكون ندًّا للطلبة"، وأشار أن "طلبة الجامعة ستكون لهم ردّة فعل تجاه هذه التصرّفات بالطرق الحضارية التي تضمن حقوقهم كطلبة في الجامعة وضمن الحقوق التي يضمنها الدستور الأردنيّ".
اتهمت إدارة الجامعة الهاشميّة الطالب عبيدات بارتكابه مخالفات سلوكيّة في محاولة لتشويه سمعته ومصداقيّته
اقرأ/ي أيضًا: العنف الطلابي..ظاهرة مخيفة في الأردن
هذا وقد أقدمت السلطات الأمنيّة على اعتقال مجموعة من الطلبة ليلة أمس بسبب تنظيمهم وقفة سلميّة أمام بوّابة الجامعة رافعين شعارات تطالب الجامعة بالكفّ عن سياسة قمع الطلبة وتهديدهم بالفصل واستخدام أساليب تشويه السمعة والندّية مع الطلبة. كما قامت مجموعة أخرى من الطلبة بالتوقيع على عريضة موجّهة للملكة رانيا العبدالله للتدخّل في الأمر ووضع حدٍّ لانتهاك حقوق الطلبة في الجامعة الهاشميّة.
وقد أصدرت رئاسة الجامعة قبل عدّة أيّام بيانًا رسميًّا جاء فيه تأكيد على قانونيّة إجراء الفصل وأنّه مرّ بالتسلسل الإداريّ المعتمد، محذّرة الطلبة من التسرّع والمشاركة في الاعتصام، ودعتهم بدل ذلك إلى تجهيز كتاب تظلّم للرئاسة وعدم "الانجرار دون استجلاء الحقائق..ودون المسارعة إلى تنظيم اعتصام يعطّل الحياة الجامعيّة".
ولكن يبدو أنّ الطلبة لم يستمعوا لدعوة الرئاسة لعدم المشاركة في الاعتصام، ويظهر أنّ ثمّة أعدادًا كبيرة من الطلبة يشاركون بالفعل في الاعتصام المفتوح في حرم الجامعة كما يظهر من منصّة البثّ المباشر في فيسبوك.
يأتي هذا الاعتصام قبل يوم على ذكرى يوم الغضب الطلابيّ في الأردن، حيث أقدمت مجموعات من الطلبة في عدّة جامعات أردنيّة قبل سنتين على إعلان اعتصام مفتوح رفضًا لقرارات رفع الرسوم الجامعيّة فيها، وقامت قوّات الأمن حينها بفضّ تلك الاعتصامات واعتقال عدد من المشاركين فيها. فهل سيكون القول الفصل للطلبة وصوتهم أم للجامعة وإجراءاتها القمعيّة؟.
اقرأ/ي أيضًا: