اشتعلت المنافسة في الدوري الألماني وتأجل حسم الصراع على لقب البوندسليغا إلى المرحلة الأخيرة، حيث تقلّص الفارق بين بايرن ميونيخ المتصدّر وملاحقه بوروسيا دورتموند لنقطتين فقط، قبل مرحلة واحدة من ختام المسابقة، عندما تعادل بايرن مع لايبزيج دون أهداف، وتخطّى دورتموند فورتونا دوسلدورف بقلاثة أهداف لاثنين.
على الرغم من اعتلاءه صدارة الترتيب واقترابه بشكل كبير من التتويج السابع على التوالي بالدوري الألماني، إلا أن بايرن ميونيخ يعيش إحدى أسوأ فتراته من ناحية النتيجة والأداء، ناهيك عن الهزّات الكبيرة التي تزلزل أركان النادي من الداخل، فكثر اللاعبون المتمرّدون على المدرّب الذي يخوض موسمه الأوّل في النادي البافاري، وتسرّبت الشكوك في قلوب المشجّعين حول إمكانيّة تتويج الفريق بالدوري هذا الموسم بعد ابتعاد الغريم دورتموند في كرسي الصدارة عن ملاحقيه بفروقات شاسعة، قبل أن تستفيد كتيبة الكرواتي نيكو كوفاتش من عثرات دورتموند المتكرّرة في شهر فبراير الأسود وتدخل المنافسة بجدّية أكبر على اللقب، ومنذ تلك اللحظة بانت نوايا البايرن في استثمار سقطات دورتموند لصالحهم، إلى أن نجحوا في الانفراد بالصدارة بعد مباراة الكلاسيكو رقم 100، والتي حسم فيها رفاق ليفاندوفسكي كلّ شيء لصالحهم، فانفردوا بصدارة البطولة بفارق نقطة عن ماركو رويس وفريقه.
على بايرن ميونيخ أن يخرج سالمًا أمام آينتراخت فرانكفورت في الجولة الأخيرة كي يتوّج باللقب
وبعد تلك الموقعة بثلاث جولات صفع شالكه جاره دورتموند بانتصار كبير وتاريخي في سيغنال إيدونا بارك، الأمر الذي قرّب البطولة بشكل كبير من البايرن، لكنّ أسود بافاريا تعثّروا بشكل صادم أمام نورنبرغ بالتعادل، أصبح الفارق نقطتين قبل 3 جولات من النهاية، وكان على دورتموند أن يتخطّى بريمن بعد انتصار بايرن على هانوفر، وبالفعل تقدّم مبكرًا بهدفين وعدّل بريمين بالدقائق الأخيرة، فاتّسع الفارق من جديد إلى 4 نقاط قبل جولتين، لذلك دخل الفريقان الجولة قبل الأخيرة والأمور شبه محسومة لصالح حامل اللقب، والذي سينهي المنافسة في لايبزيج هذه المرّة.
حيث توجّب على لاعبي نيكو كوفاتش أن يخرجوا بانتصار واحد من إحدى الجولتين المتبقّيتين من أجل التتويج باللقب، أولى المواجهات ستكون في ميدان لايبزيج، والثانية لا يُحمد عقباها لأنها ستكون أمام آينتراخت فرانكفورت الفريق الذي عذّب تشيلسي كثيرًا في نصف نهائي الدوري الأوروبي، والذي سيقاتل بشراسة على مقعد مؤهّل لدوري أبطال أوروبا، بعكس لايبزيج الضامن للتواجد في البطولة الأوروبية الموسم المقبل، لذلك علم مدرّب البايرن جيّدًا أن الفوز في لايبزيج أسهل بكثير من الفوز في بافاريا على فرانكفورت، دون النظر إلى نتيجة دورتموند مع فورتونا دوسلدورف، لأن أي تعثّر للغريم يعني تتويج البايرن باللقب.
اقرأ/ي أيضًا: كلاسيكو ألمانيا.. البايرن يقسو على دورتموند ويتصدر البوندسليغا
دخل بايرن المباراة بضغط مبكّر على دفاعات أصحاب الأرض، لكنّ محاولات ليفاندوفسكي وجنابري شابها التسرّع، كذلك الحال بالنسبة لمحاولات لايبزيج التي لم تشكّل الخطورة الكبرى على الحارس البافاري أولريتش، فلجأ البايرن للاستحواذ واعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدّة، وكان أخطر فرص الضيوف في الشوط الأول من تصويبة جنابري التي حوّلها بيتر جولاكسي خارج المرمى.
واصل بيتر جولاكسي تألّقه في الشوط الثاني وتصدّى لكرة آلابا ووقف سدًّا منيعًا أمام محاولات ليفاندوفسكي وجنابري وغوريتسكا، إلى أن نجح الأخير في اختراق شباكه، لكنّ الحكم ألغى الهدف بعد اللجوء لتقنية الفيديو التي أثبتت وجود تسلّل على غوريتسكا، ولم ينفع البايرن دخول المخضرمين فرانك ريبيري وآرين روبين في ثلث الساعة الأخير من المباراة، لأن الأقدار رفضت أن تمنح البايرن البطولة في هذا الليلة، فردّت العارضة كرة جنابري وأنقذ بيتر جولاكسي بأعجوبة مرماه من هدف محقّق لريبيري، ليشعل لايبزيغ المنافسة على لقب الدوري ويساهم بعثرة جديدة للبايرن.
على الجانب الآخر كان على بوروسيا دورتموند أن يقاتل حتّى الرمق الأخير من أجل الحفاظ على ما تبقّى له من آمال في المنافسة، أو على أقل تقدير توديع جماهير ملعب سيغنال إيدونا بارك بانتصار يعيد البسمة لوجوههم، فالفوز إن تحقّق مع فوز للبايرن لن يكون مفيدًا إلا من الناحية المعنويّة، ومع ذلك ضغط دوتموند بشدّة على خصمهم في الشوط الأوّل دون فاعليّة، فلم يسفر الاستحواذ على الكرة عن فرص محقّقة بسبب صلابة دفاعات فورتونا دوسلدورف، لذلك اعتمد بوليسيتش وديلايني على التسديد من بعيد دون جدوى، ومع ختام الشوط الأوّل نجح بوليسيتش في توديع جماهير فريقه بهدف التقدّم من كرة رأسية سكنت شباك دوسلدورف بالدقيقة 41، حيث يخوض بوليسيتش آخر مبارياته مع الفريق في سيغنال إيدونا بارك بسبب انتقاله لنادي تشيلسي الإنجليزي.
اقرأ/ي أيضًا: موقعة كلاسيكو ألمانيا رقم 100.. دورتموند يسعى لحسم اللقب في عرين أسود بافاريا
ومع بداية الشوط الثاني صعق الضيوف أصحاب الأرض بهدف التعادل، عندما فشل حارس دورتموند البديل هيتز في المسك بكرة رأسية سهلة من أوليفر فينك، فتهادت الكرة في الشباك وسط ذهول أكثر من 80 ألف متفرّج، ومع ذلك لم ييأس دورتموند، ولم يمنح الضيوف سوى 6 دقائق للاحتفال بهذا الهدف لأن ديلاني أعاد تفوّق فريقه من تسديدة أرضيّة.
واصل الحارس البديل لدورتموند هفواته القاتلة وتسبّب بالاشتراك مع دفاع فريقه المتهالك بركلة جزاء، لكنّ الأقدار أنقذت أسود فيستفاليا من هدف التعديل بعدما أهدر منفّذ الركلة لوكيباكيو الكرة خارج المرمى، تزامن ذلك مع وصول أنباء تعادل البايرن مع لايبزيج، وتسبّب هذا بازدياد الروح القتاليّة لدى دورتموند الذي أدرك أن حلم الظفر بالدوري ما زال قائمًا إن حافظ على تقدّمه، فواصل ضغطه الكثيف على المرمى وأسفر ذلك عن هدف في الوقت بدل الضائع لماريو غوتزه، قبل أن ينجح فورتونا دوسلدورف في تقليص الفارق في ثواني الوقت بدل الضائع الأخيرة عبر كوفناتسكي، لكنّ ذلك لم يقف حائلًا أمام منح دورتموند النقاط الثلاث قبل نهاية الموسم بجولة واحدة، حيث سيواجه بايرن ميونيخ في ميدانه آينتراخت فرانكفورت الذي سيقاتل بشراسة لنيل مقعد مؤهّل لدوري الأبطال، حاله حال مونشنغلادباخ الذي سيستضيف دورتموند في الجولة الأخيرة، ويكفي البايرن نقطة واحدة فقط للظفر بالبطولة نظرًا لفارق الأهداف بينه وبين ملاحقه دورتموند.
اقرأ/ي أيضًا:
الدوري الألماني.. دورتموند يقبل هديّة فرايبورغ وينفرد بكرسي الصدارة
هوفنهايم يشعل الدوري الألماني.. وبايرن ميونيخ يقترب من الصدارة