توّج آينتراخت فرانكفورت بلقب الدوري الأوروبي للمرّة الثانية في تاريخه، والأولى منذ 42 عامًا، بعدما انتصر في المباراة النهائيّة على غلاسكو رينجرز، في لقاء مثير حسمته ركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله.
هي فرصة مثاليّة للفريقين من أجل دخول التاريخ، والعودة إلى مصاف كبار القارّة العجوز، غلاسكو رينجرز طمح لنيل اللقب الأوروبي للمرّة الأولى في تاريخه، كذلك ضمان مقعد مؤهّل مباشرة إلى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
من جهته ودّ النادي الألماني لو يرفع الكأس للمرّة الثانية في تاريخه، والأولى منذ 42 عامًا، كذلك المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهي بطولة شارك فيها مرّة واحدة فقط، كان ذلك عام قبل 62 عامًا، وقتها وصل إلى النهائي وهُزم أمام ريال مدريد 7-3.
آينتراخت فرانكفورت قدّم مستويات رائعة أوروبيًّا هذا الموسم، فلم يُهزم في الدوري الأوروبي على الإطلاق طيلة مراحل المسابقة، وأطاح بفرق قويّة مرشّحة للقب، أبرزها برشلونة، بينما أبهر غلاسكو رينجرز الجميع، وبلغ المباراة النهائيّة بعدما تفوّق على فرق كبيرة أيضًا، أبرزها لايبزيج وبوروسيا دورتموند، ناديان ألمانيان طمح النادي الأسكتلندي لجعلهم ثلاثة، فيما لو حسم النهائي لصالحه.
احتضن ملعب رامون سانشيز بإشبيلية المباراة النهائيّة، والتي شهدت أجواء كرنفاليّة رائعة من جماهير الفريقين، سبقتها مشاحنات خارج الملعب أسفرت عن إصابات، بدأت المباراة بحذر متوقّع من الجانبين، كسره سو لاعب فرانكفورت، بتسديدة تعامل معها حارس مخضرم اسمه آلان مكغريغور، صاحب الـ40 عامًا أنقذ بعد ذلك مرماه من كرة كناوف وحوّلها إلى ركنيّة.
حاول غلاسكو رينجرز الكشف عن شخصيّته الهجوميّة، لكنّ محاولة أريبو مرّت جوار المرمى، ليواصل المنافس الألماني الضغط بغية تسجيل هدف السبق، لكنّ كرة كوستيتش علت العارضة، لينتهي الشوط الأوّل كما بدأ.
بداية الشوط الثاني كانت سريعة، فمرّت كرة خطرة لفرانكفورت جوار المرمى، ردّ عليهم رينجز بهدف مباغت عبر أريبو، والذي استغلّ هفوة في خطّ الوسط وسار بالكرة مواجهًا بها حارس المرمى، فأودع الكرة بالشباك في الدقيقة 57.
زاد آينتراخت فرانكفورت من حدّة هجماته، وكاد أن يحصّل التعادل لو تعامل كامادا بطريقة أفضل مع كرة واجه بها حارس المرمى، لكنّ هذا الخطأ عوّضه بعد ذلك زميله رافائيل بوري بتسجيل هدف التعادل، حينما استغلّ ارتباك الدفاع وأكمل كرة وصلته نحو الشباك، كان ذلك في الدقيقة 69، ما يعني أن أي هدف قادم يصعب تعويضه، وهنا ساد الحذر الشديد بين الطرفين، وانتهى اللقاء بالتعادل، وسار بالفريقين لوقتين إضافيين.
في الوقتين الإضافيين كان فريق رينجرز هو الأقرب لتسجيل هدف الانتصار، لولا تألّق لافت من الحارس كيفن تراب، والذي أنقذ مرماه من هدفين محقّقين، الأوّل كان في بداية الشوط الإضافي الأوّل، والثاني قبل أتى قبل اللجوء لركلات الترجيح، حينما أبعد بأعجوبة كرة نفّذها مهاجم غلاسكو رينجرز.
تألّق تراب لم يتوقّف عند هذا الحدّ، فمع لجوء الفريقين لركلات الترجيح، تصدّى الحارس الألماني لركلة نفّذها نجم آرسنال السابق أرون رامسي، علمًا أن المدرّب أشركه قبل دقائق قليلة من خوض ركلات الترجيح، بغية الاستفادة من خبرته في تنفيذ ضربات حاسمة، ليحسم الفريق الألماني اللقب بنتيجة 5-4، ويبلغ دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى منذ 62 عامًا، علمًا أن هذه هي المرّة الأولى في التاريخ التي تحسم فيها ركلات الترجيح اللقب بنسختين متتاليتين، بعدما نال فياريال البطولة الموسم الماضي على حساب مانشستر يونايتد بسيناريو مشابه.
